مؤسس التعايش السلمي: هدفنا تقريب أطفال الديانات.. و"عايزين نظرة من الدولة" (حوار)

تجذب مدينة الأقصر الكثير من المصريين والأجانب من كل صوب وحدب، كى يتعرفوا ويستكشفوا أقدم حضارة عرفها التاريخ، إلى جانب سحر وجمال الطبيعة فى المدينة الواقعة جنوب مصر، ليس هذا فقط، بل أن أهلها يتميزون بالكرم الشديد، ومبادراتهم التى تهدف إلى السلام والمحبة بين أفرادها.

سامح ثابت شاب مصرى، وجد أن هناك تباعد بين أطفال مدينة الأقصر، فقرر تدشين مبادرة، بالتعاون مع هناء كمال فتاة مصرية باسم «التعايش السلمي».

«الدستور» التقت سامح ثابت، مؤسس المبادرة؛ ليكشف تفاصيل الفكرة، وما تستطيع المبادرة تقديمه إلى أهل طيبة، راصدًا ردود أفعال الأطفال والكبار وأهمية مدينة الشمس للترويج للمقاصد السياحية، ودارت عجلة الحوار الذي بدأناه:

◘ كيف جاءت لكم فكرة مبادرة «التعايش السلمي»؟
○ البداية عندما وجدنا تباعد الأطفال (مسلمين وأقباط) فقمنا بعمل مبادرة وجمعنا الأطفال فى قرية حجازه بقنا، وهي قرية في الصعيد الجواني، وبدأنا بعمل مجموعة من الأنشطة لهم.

◘ وما هى الأنشطة التى تقدمونها لأطفال الصعيد؟
○ قدمنا لهم مجموعة من الأنشطة غير تقليدية منها (جندر- تربية مدنية - كره قدم للبنات - مسرح صامت - مسرح عريس)، كما قدمنا فيلم مدته أقل من 3 دقايق، بالتعاون مع مؤسسة أديان اللبنانية لاختيارهم لنا كشباب مؤثر فى مجتمعنا، والفيلم وصل عدد مشاهداته أكثر من مليون و6 آلاف مشاهدة وتم ترجمته للغة الإنجليزية.

◘ تُرى هل أثّرت المبادرة فى أهل الأقصر؟
○ نعم، وجدنا حضورًا كبيرًا من الأطفال والأهالي، لحضور الورش التى نقوم بتدشينها، كما أطلقنا مبادرة فى رمضان الماضي، باسم مائدة المحبة فى قرية حجازه، وقمنا بتجميع الأطفال على هذه المائدة، مع أولياء الأمور في جو تسوده المودة بين الأسر المجتمعة.

◘ ماذا عن آخر فعالية قدمتها المبادرة إلى أطفال الجنوب؟
○ آخر فعالية للمبادرة كانت من أمام معبد الأقصر في مركب على النيل أول أيام عيد الفطر الماضي، حيث تجمع الأطفال فى هذا اليوم وقدمنا لهم مجموعة من الورش منها إعادة تدوير الخشب السرسوع وهو نوع من أنواع الخشب يتم استخدامه في اقتناء التحف وغيرها، وتم استخدام بواقي الخشب وألوان الجواش والتعبير الحر للأطفال بالرسم عليه للتعبير عن فرحة العيد سويًا وقمنا بعمل ألعاب مختلفة لهم، وصورنا الفيديو، وقمنا بنشره على "فيس بوك" كرسالة سلام لتنشيط السياحة بداخل محافظة الأقصر.

◘ من ضمن أنشطة المبادرة تكوين فريق كرة القدم للفتيات.. ماذا عن هذه الفكرة؟
○ قمنا بتكوين أول فريق كرة قدم للفتيات بداخل المبادرة واختيار كابتن للفريق، إيمانًا منّا بأن التغيير أقوى بكثير من أى فروق أواختلافات بيننا، ولتضييق الفجوة الإنسانية بين الفتيات والفتيان، واعتراف كلًا منهم بالمساواة والعدل والرحمة فيما بينهم، وهذا شئ قوي لتكوين أجيال قادرة على قبول واحترام ومحبه الآخر، وهو شئ ليس سهلًا داخل الصعيد، خاصة في القرى النائية عن أى مراكز ثقافية.

◘ كيف واجهتم ردود أفعال الأطفال وأهالي القرية من الفعاليات التى تقدمونها؟
○ أعداد حضور الأطفال كانت في تزايد، حيث انتابتهم الفرحة والسعادة التي كانت بادية عليهم، كما أنهم دائمًا فى سؤال عنا لمزيد من اللقاءات، والمبادرات الجديدة الذين يستطعون تنفيذها، وبالنسبه لأولياء الأمور أصبحوا يقبلون على حضور اللقاءات حينما يسمعوا من أولادهم عن مبادرتنا، وآخر شئ اتبسطوا بيه تكوين فريق كرة قدم للبنات، وبيتواصلوا معنا دائمًا حتى يعرفوا مواعيد اللقات القادمة.

◘ هل سبق لكم المشاركة فى مسابقات مجتمعية؟
○ نعم، اشتركنا فى مسابقة للمبادرات المجتمعية برنامج "بنكمل بعض"، التابع لوزارة الشباب والرياضة وحصدنا على المركز الأول لعام 2018.

◘ هل واجهتكم صعوبات أو مضايقات فى معرفة الناس بالمبادرة؟
○ لا، لم يكن هناك أى مضايقات أواعترضات أثناء الورش، لكن نحتاج إلى المساعدة فى تسجيل المبادرة فى وزاره التضامن الاجتماعي، لكى يكون لها إطار قانوني، لنعمل في أي مكان وبمساحة حرة ولا يعترضنا أحد، كما نحتاج لدعم مادي، لأنه حتى الآن نصرف على المبادرة من «جيبنا» الخاص، وبجهود ذاتية.

◘ وماذا عن دعم الدولة في هذا الإطار لمواصة مبادرتكم؟
○ لم يتواصل معنا أحدًا من المسئولين على المستوى الرسمي، نحن نتمنى أن يعلم بمبادرتنا الجميع، لكى يدعمونا، ونستطيع مواصة أنشطة المبادرة؛ حتى لا تتوقف.

◘ أخيرًا.. ما هي خطوات مبادرتكم المقبلة؟
○ فى الخطوة المقبلة سنستهدف أنشطة جديدة منها تمكين الفتيات وتضييق الفجوة الإنسانية بينهم وبين الأولاد وتعليمهم فنون جديدة، والعمل على أنشطة التغيير بالفن وربط الفن بأنشطة الجندر والتربية المدنية واستخدام الرياضة في التنمية الذاتية للجنسين.