رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جمال سليمان: "أفراح إبليس 2" لا يشبه دراما الصعيد فى رمضان

جريدة الدستور

- قال إن العمل مختلف تمامًا عن الجزء الأول.. والنص مكتوب بشكل جيد
- اختيار صابرين بدلًا من عبلة كامل فى محله.. وأهلًا بالوجوه الجديدة
- مجدى صابر لا يقبل التدخل فى السيناريو وأسمع كلام «مصحح اللهجة»
- الأعمال التاريخية تراجعت لأننا «بنشتغل بالموضة»


هو واحد من الممثلين العرب الذين فرضوا طريقتهم الخاصة فى كل الأعمال التى قدموها، وحققوا نجاحا لافتا وشعبية كبيرة فى مصر.
إنه الفنان السورى جمال سليمان، الذى يعود إلى الدراما الصعيدية مجددا بالجزء الثانى من مسلسل «أفراح إبليس» الذى قدمه فى ٢٠٠٩.
«الدستور» حاورت سليمان عن تفاصيل مسلسله الجديد الذى ينتظر العرض قريبًا، ومخاوفه من تجربة الجزء الثانى، وأسباب ابتعاده عن شاشة السينما لفترة طويلة، وأمور أخرى.

■ بداية.. ماذا عن تجربة «أفراح إبليس ٢» بعد ٩ سنوات من الجزء الأول؟
- بالتأكيد التجربة مختلفة تماما، فخلال السنوات الماضية تغيرت أمور كثيرة بالطبع سواء فى المجتمع أو على مستوى أبطال وصناع العمل نفسه، فعلى سبيل المثال تغير المؤلف محمد صفاء عامر، رحمه الله، وكذلك مخرج العمل فى جزئه الأول سامى محمد على، ليأتى بدلًا منهما صانعان جديدان بفكر معاصر للفترة الحالية، هما السيناريست مجدى صابر الذى استكمل العمل، والمخرج المميز أحمد خالد أمين، الذى اهتم كثيرًا بالتفاصيل وبالشكل الإبداعى.
■ وما الجديد فى الجزء الثانى من المسلسل؟
- هناك مواضيع جديدة أضافها المؤلف مجدى صابر، خاصة مع التغير الواضح فى المجتمع خلال هذه الفترة، وهو ما فتح الباب لأفكار عديدة وتوجهات مختلفة نناقشها بنوع من الصدق خلال أحداث المسلسل الدرامية، وأعتقد أن هذا الجزء سيكون مختلفًا تمامًا عن أحداث الجزء الأول.
■ تعاونت مع المخرجين سامى محمد على وأحمد خالد موسى خلال الجزءين.. ما أوجه الاختلاف بينهما؟
- أراهما من مدارس إخراجية مختلفة، ولكل منهما رؤية تخصه، فالمخرج سامى محمد على يميل إلى المدرسة الكلاسيكية، أما أحمد خالد فلديه توجه سينمائى، يحاول إظهاره فى العمل، وهو توجه أصبح موجودًًا بقوة هذه الأيام، وللعلم فكلمة «كلاسيكية» ليست نقدًا، ولكنها طريقة إخراج لمع فيها عدد كبير من المخرجين الكبار، الذين أثروا الحياة الفنية فى عالمنا العربى، ومع ذلك فأنا استمتعت بالتعامل مع الثنائى، فلكل منهما وجهة نظره التى أحترمها وأقدرها خلال تصوير مشاهدى فى العمل.
■ كيف رأيت فكرة تبديل أبطال العمل بوجوه جديدة عن الجزء الأول؟
- المسلسل سيشهد حالة درامية جديدة، فهناك نجوم يظهرون فى العمل من ضمنهم الفنانة الكبيرة صابرين بدلًا من النجمة القديرة عبلة كامل، والتى اعتذرت لانشغالها بتصوير أعمال أخرى، وأعتقد أن اختيار صابرين للعمل فى محله تمامًا، فهى نجمة مميزة، ولديها قاعدة جماهيرية كبيرة، بسبب إتقانها الأدوار التى قدمتها من قبل وقد عملنا سويًا مسبقًا وبيننا حالة تفاهم شديدة.
كما أن هناك أبطالًا جددًا من ضمنهم منة فضالى ومحمود عبدالمغنى وإيناس عزالدين، وعدد كبير من الوجوه الشابة، وأتمنى أن يكون المسلسل «وش السعد» عليهم، وأن ينطلقوا بعد ذلك إلى النجومية.
■ كيف كانت الأجواء فى الكواليس؟
- كانت مليئة بالحب والصداقة الكبيرة التى جمعت كل أفراد العمل. أيام التصوير كانت ممتعة، سواء من الناحية التمثيلية أو العلاقات بين كل الموجودين فى اللوكيشن، وأعتقد أن الجمهور سيرى ذلك واضحا من مشاهدة الحلقات.
■ المسلسل بطولة مطلقة أم جماعية؟
- عندما يشاهد الجمهور العمل بالطبع يحكم عليه ككل، ولن يقول المشاهد إن جمال سليمان هو العمل، فالمسلسل بطولة جماعية، ويتأثر المشاهد بكل الأدوار المقدمة فيه، وأنا تشرفت بالعمل مع هذا الكم الكبير من النجوم الذين اشتركوا فى نجاح المسلسل بكل ما أوتوا من قوة. وأنا أشبِّه فكرة البطولة الجماعية باللاعب الكبير محمد صلاح، المحترف فى ليفربول الإنجليزى، فلولا أنه يلعب فى فريق جيد ملىء بالنجوم، لما وصل إلى هذا النجاح بسبب جماعية اللعب.
■ هل تتخوف من عودة المسلسل بشكله الجديد؟
- بالتأكيد دائمًا هناك حالة تخوف، فليس هناك شىء مضمون، ولا أحد يستطيع أن يثق بشكل كامل بالنجاح، خاصة مع النجاح الكبير الذى حققناه خلال أحداث الجزء الأول، ولكننا نحاول أن نقدم الأفضل، ونسعى للوصول إلى قلوب الجمهور، من خلال عمل فنى يحترم عقولهم، ويوصل إليهم فكرة ما من خلال نص درامى مكتوب بشكل جيد.
ومع ذلك فهناك أعمال تلقى النجاح بعد عرضها الأول، وهناك أعمال تمر عليها فترة ثم تحظى بالنجاح، ونحن نحاول أن نصل إلى ذلك بالمجهود الكبير الذى بذلناه خلال التصوير.
■ هل ظُلم المسلسل بعدما خرج من خريطة العرض خلال شهر رمضان الماضى؟
- لا أرى الأمور بهذه الطريقة، أنا لا أهتم بموعد عرض العمل، سواء فى رمضان أو فى أى موسم آخر، لأنى أؤمن بأن العمل الجيد سيشاهده الجمهور، وأنا متلهف لمتابعة ردود الفعل بعد عرض المسلسل.
■ كيف ترى تأثير المسلسلات الصعيدية التى عُرضت مؤخرا على «أفراح إبليس»؟
- من الجيد أن تكون هناك أعمال عديدة تتناول قضايا الصعيد، وهذا أمر يسعدنى كثيرًا، فأنا أحب زملائى وأحب النجاح لهم، ومن وجهة نظرى بعد متابعتى هذه الأعمال الصعيدية أجد أن «أفراح إبليس» مختلف تمامًا من حيث الشكل والمضمون عن الأعمال الدرامية التى عرضت مؤخرًا، وأتمنى أن يجد الجمهور المتابع للعمل هذا الاختلاف الذى تعوَّد عليه منذ أحداث الجزء الأول.
■ هل تدخلت فى السيناريو أو أدوار الممثلين؟
- بالطبع لا، فأنا على يقين بأن لكل ذى مقام مقاما ولكل فرد اختصاصه، والكاتب مجدى صابر، على سبيل المثال، ذو دراية تامة بشكل الأعمال الصعيدية وبسيناريو العمل، وهو ما يجعل من أحقيته عدم السماح بتعديل السيناريو، لأنه اعتنى كثيرًا بشكل الأدوار وبالقصة.
وبعيدًا عن السيناريو، أجد أن مصحح اللغة الصعيدية، على سبيل المثال، لديه المهارة أكثر منى فى تطوير العمل، وظهوره بشكل أفضل، فإذا طلب منى تعديل جملة حوارية أو تطوير أدائى الصوتى، فلن أعترض لأنه أفضل منى فى ذلك، ويعلم الكثير عن هذه الأمور.
■ وما جديدك فى التليفزيون بعد «أفراح إبليس٢»؟
- أقرأ هذه الأيام سيناريو مسلسل سورى، يتناول قضية تاريخية تعود إلى ما قبل ١٣٠ عامًا، وأنتظر قرارى بشأن هذا العمل، خلال الفترة المقبلة.
■ لماذا قلّ عدد الأعمال التاريخية فى الدراما العربية؟
- لأننا نعمل بالموضة، أنا أتذكر منذ سنوات كانت الموضة هى تقديم مسلسلات تاريخية، وبعدها بأعوام قدمنا جميعًا أعمالًا رومانسية وبعدها مسلسلات أكشن، وأنا لست مع فكرة التكرار فى تجسيد أعمال متشابهة لفترات طويلة، فأنا مع التنوع.
■ قدمت أعمالًا تاريخية عديدة.. ما أكثر مسلسل تعتز به وترى أنه يجسد تاريخنا بالفعل؟
- قدمت العديد من الأعمال لعل أبرزها «الرباعية الأندلسية»، أفخر تمامًا بكونى جزءا من هذا العمل، الذى يمتلئ بالقيم والمبادئ، والحديث حول فترة إسلامية مهمة فى تاريخنا، فمن شاهد العمل يجد كل شىء من حيث الخير والشر والمبادئ الصحيحة والخاطئة.
■ لماذا ابتعدت عن السينما طوال هذه الفترة؟
- الأمر لا يتعلق بجمال سليمان، أنا قدمت عددًا قليلًا من الأعمال السينمائية التى تليق بى، ولكن لا تأتى إلىّ أعمال جيدة أشعر عند قبولها بأننى سأقدم شيئًا مفيدًا، وأنا أعلم أن الصناعة السينمائية فى عالمنا العربى ليست قوية، مع العلم أن مصر هى الرائدة، ولديها قاعدة كبيرة من الأعمال الفنية المميزة، ولا أنكر أن هناك أعمالًا سينمائية جيدة قدمت مؤخرًا لكنها لم تعرض علىّ.
وأنا على المستوى الشخصى، لا تستهوينى المشاركة لمجرد التواجد، فقد عرض علىّ عملان أو ثلاثة لكننى لم أقتنع بها، وفضلت التواجد فى التليفزيون، والحمد لله قدمت أعمالًا مميزة ولها تاريخ جيد فى الدراما العربية.