رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حضور الغياب

جريدة الدستور



وبلغتَ ثلاثينكَ
فلتصطنعِ الحكمةَ
ووقارًا تكرههُ
يا طفلًا يعبثُ- مازال- بأطياف الحلمِ
عصافيرِ الفرح النائيةِ
العائدةِ بقمحٍ
وبحقٍّ
وبأحبابٍ يمتلكون غمامةَ صيفٍ
وأيادٍ تَخرجُ من جيبِ الأحزانْ
بيضاءَ تسرُّ
بلغتَ ثلاثينكَ
هذا شيب قد عاجلكَ فلوَّن رأسك
أم هذا شيبٌ قد لوّث روحك
أم هذا عيبٌ فى جينات الروح ال...
لا تتحمّل بردَ الأوزار السرية
وبلغتَ ثلاثينكَ
لكنك ما زلت كعادتك
تمارس طقس العادى بأيام ليست عادية
مازلت شجيرة جميز واقفة
فى وجه الريح الصرصر
رغم سقوط النخل على مفرق أرض
كانت لقريب طينية
وبلغت ثلاثينك
لوثك الشيب
وثقل نظارتك العاج
فباعد بين بنات يأكلن على شاطئ روحك
ما عدن بناتك
ما عدت حصانهم الجامح
كسرتك الأيام الصعبة
وسنين كالشاى العلقم
فى حلق أبيك المنتظر رجوعك
بقميص تلقيه على وجع فؤاده
يرتد كما كنت وعدت
فما تفعل لو ضمك صدره
كى تتلو سور الأفراح على حضرة ألمه
أتقول بأنك ما قارئ
أوَ يُعقلُ هذا من ولدٍ
قد حمِّل حُلمَ قبيلتهِ فخاتَله
من يعرفُ أَنّك غصْبًا عنكَ تَغيَّرتّ
ومن يعذرُ أقدارًا
لا طاقةَ عندكَ
لا قبل لتصرفَ وُجهَتها
وبلغتَ ثلاثينكَ
وصغيركَ ينتظرُكَ
ترجع منتصرًا
كَبقيَّة كذّابى الزفَّة
بصحافِ المنِّ
وبالسلوى
فتحاولُ لكنَّك تفشلُ
فتحاولُ
لكنَّكَ...............
فتعود لسيرتكِ الأولى
فى حجرِ الدرسِ المنكدسةِ
بطنين العمل اليومى
موجهكَ الكهلِ المضروبِ بأيامٍ
ورواتبَ ذلًّ لا تكفى
أسعارَ الجُبْنِ
الشِّيبسى
الكُولا
لأطفالٍ
ما عرفوا طعمَ عَذاباتِ الأبِّ الممتهنِ بعملٍ يكرههُ
ليلقنَ أطفالًا
تعويذة صبرٍ
أحلامًا كبرى
وتدارى خيبتكَ الأكبرَ من هرمِ الجيزةِ
عن فشلكَ فى بعثِ مواتكَ
كيف تجيبُ بناتٍ
كن بناتِك
عن سر الأحزان البادية بنظرة عينيك الهاربتين
بعييـ............ دًا
خلفَ العدساتِ الطبية
وبلغتَ ثلاثينكَ
كيف تكسرتَ
تأخّرت كثيرًا
عن صفك طابور الشعرِ
على صفح الجورنالِ
وعن ترتيبك فى ماراثونْ
يعرف معنى الشعرِ الحسِّ الإنسانِ الحالةْ
كيف تأخَّر ديوانُك عشرَ سنينْ؟
وبيانُك تسكنهُ الرجفةُ
وبكارةُ صورٍ عاديَّة
هذا نصٌ ما بعدَ حدائة؟
أم هذا نص التفعيلةِ؟
أم مرثيةْ؟!