رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بعد درنة.. مخاوف من تسلل "أنصار الإسلام والمرابطين" للقاهرة

أرشيفية
أرشيفية

بعد إعلان قوات الجيش الليبي، أول أمس الثلاثاء، بتحرير درنة من التنظيمات الإرهابية بشكل نهائي؛ فبدت مخاوف المصريين من لجوء التنظيمات للصحراء الغربية، وشن عمليات انتحارية ضد قوات الجيش المصري على الحدود الليبية المصرية، وخاصة أن درنة تبعد حوالي ٢٠٠ كم فقط عن مصر.

تحمل تلك المخاوف العديد من التساؤلات، من بينها ما مصير جماعتي "المرابطين، وأنصار الإسلام" بعد تحرير درنة؟.. هل تكون مصر المشهد الثاني لجماعتي "المرابطين، وأنصار الإسلام"، هل عودة أفكار "عشماوي" و"عماد عبدالحميد" المتشددة لمسقط رأسهم "مصر".

كما أعلن استكمال تحرير المدن الليبية، وخاصة درنة، في 7 مايو الماضي، "ساعة الصفر لتحرير درنة"، معتبرًا أن المساعي السلمية في المدينة دخلت طريقًا مسدودًا بالفعل، ونجحت قوات الجيش الليبي بفرض سيطرتها على مواقع استراتيجية بمحاور القتال بعد معارك ضارية مع "مجلس شورى مجاهدي درنة" المرتبط بالقاعدة.

في السياق نفسه، قال الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ بالقانون الدولي ورئيس اللجنة القانونية بمجلس الأعلى للقضايا الليبية في تصريحات خاصة بـ"الدستور" إن: "التنظيمات الإرهابية لا يمكن أن تتسلل، وخاصة جماعتي "أنصار الإسلام، والمرابطين" من درنة للقاهرة بشكل مباشر، موضحًا الجانب الجغرافي بليبيا، حيث أن مدينة طبرق أقرب من درنة للقاهرة، كما أن درنة تقع غرب طبرق، ويتواجد بمدينة طبرق مجلس النواب، كما الوضع الأمني فيها مستتب.. لذا لا يوجد خوف لدى المصريين من تسلل تلك الجماعات للأراضي المصرية.

وتابع: أن الخطر الذي قد يواجه مصر ودول الجوار لليبيا، يأتي من صحراء الجنوب لما تتصف به طبيعتها الجبلية الواعرة.

وأشاد على جهود الجيش الليبي الذي حاصر مدينة درنة قبل أن يهاجمها، فيما تبين أن عناصر الجماعات الإرهابية، لن تكون قادرة على الفرار لأي مدينة ليبية أخرى، مبرهنًا بالدليل أن أبرز القيادات بتلك الجماعات تم إلقاء القبض عليها أثناء تحرير درنة، والباقي منها قام بعمليات انتحارية، كأخطر قيادي بالتنظيمات في المدينة "الشاعري"، الذي قام بعملية انتحارية بحزام ناسف، وكذلك تم إلقاء القبض على مؤسس التنظيمات الإرهابية، مقتل سفيان بن قمو، وكذلك القبض على يحيى الأسطى عمر، مسئول الملف الأمني لتنظيم القاعدة.

من جانب الباحث في الحركات الإسلامية، هشام النجار، قال لـ"الدستور": "إن استحالة تسلل تلك الجماعتين لمصر، خاصة بعد تنسيق قوات الجيش الليبي مع قرينه المصري في حماية الحدود بينهما، وهذا لم يكن متواجد من قبل، بل كانت الدولة المصرية بقوات جيشها وأمنها مسئولة على حماية حدود الدولتين.

وتابع: أن فرض سيطرت الجيش الليبي على بني غازي، سهل عليه تحرير درنة، فيما يتيح له التخلص من الجماعات الإرهابية في طرابلس أي فقدت الجماعات الإرهابية سيطرتها بالمدن الاستراتيجية، كما وصف قوات الجيش الليبي والمصري بطرفي "الكماشة" التي تضع بينهما الجماعات الإرهابية، لـ"هرسها".

وأوضح أن مصير جماعتي "أنصار الإسلام، المرابطين"، خاصة بعد تحرير درنة، الهروب إلى الجنوب الليبي، وقد أخذت التنظيمات الإرهابية ضربة قاضية بمقتل أبرز قياداتها، ومنهم مؤسس جماعة "المرابطين" هشام عشماوي، الذي فقد ذراعيه المتبقيين، الإرهابي عمر سرور رفاعي، ومن قبل فقد عماد عبدالرحيم، الذي لقي مصرعه في القصف الجوى للبؤرة في أحداث الواحات بمصر في نوفمبر بالعام الماضي.

واستطرد، أنه من المحتمل أن تُحدث تلك التنظيمات الإرهابية صراعات قبلية؛ فتحاول كل قبيلة أن تفرض سيطرتها على الأخرى، إضافة إلى أن الجماعات الإرهابية، وكذلك المتمردة كليهما له استفادة لصالحه في حالة تعاونهم مع بعض، مضيفًا أن الجماعات المرتزقة ترحب بالتنظيمات الإرهابية، لحصولها على من يؤويها ويدفع لها أموالًا مقابل مشاركتهم بالقتال معهم، فيما تبين أن الجماعات المرتزقة بالنسبة لهم ورقة قوى بعد فقدان الجماعتين "أنصار الإسلام والمرابطين"، ما كانت عليه في عام 2014 من أموال وأسلحة، كذلك تخلخل صفوف محاربيها؛ فلا تستطيع بعد أن تنفذ عمليات، كعملية الواحات بمصر.

وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين، ما زالت تدعم تلك الجماعات الإرهابية بالسلاح والأموال؛ لمواصلة الأعمال الإرهابية ضد الدول العربية.
وفي السياق نفسه، يوضح الدكتور ناجح إبراهيم في حوار منشور بصحيفة "الوطن" بتاريخ 11 نوفمبر بالعام الماضي، أكد أن هناك علاقة قوية بين أنصار الإسلام وتنظيم "القاعدة"، وخرجت جماعة المرابطين من مناطق المغرب العربي.

وأضاف أن، هشام عشماوى، ضابط الصاعقة المفصول من الخدمة، هو الذى كوّن تنظيم "المرابطين"، الذي كان جزءًا من "أنصار بيت المقدس"، والتي كانت تقوم بعملياتها في سيناء، وغيرها، وذلك قبل مبايعتها لـ"البغدادي"، وتحولها لـ"داعش ولاية سيناء".

وقد رفض "عشماوى" وتلاميذه ترك "القاعدة"، وكوّنوا تنظيمًا وحدهم ظل على ولائه لـ"الظواهرى"، أما تنظيم المرابطين بقيادة العشماوى، حيث أنه انضم إلى مجموعات "مختار بلمختار"، واعتبر نفسه الفرع المصرى له، وقام بعمليات كثيرة قبل وبعد الانفصال، منها محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، والفرافرة 1، والفرافرة 2، ومذبحة العريش 3، وتفجير القنصلية الإيطالية بالقاهرة، وكذلك خطط لعملية الواحات، بمساعدة في تنفيذ تلك العمليات تلميذه عماد الدين عبدالحميد.

فيما يشير إلى أن أتباع عشماوي في جماعة المرابطين، الذين يعتبرون أنفسهم مسئولون على مصر لتطبيق أفكارهم الإرهابية، إلا أنهم خرجوا من مصر وتوجهوا إلى ليبيا باعتبارها تقع في المنطقة الشمال الغربي من إفريقيا لتحقيق أهدافهم بتلك المناطق من القارة.. مما يجعل قوات الجيش المصري أعينهم على ليبيا وخاصة درنة بعد تحريرها لاعتبارها أقرب نقطة من القاهرة.

أوضح مسئولون أمنيون، أن المصريين يترقبون المشهد عن كثب، كما أن قواتها على استعداد لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وخاصة الجماعات التي تهتم وتطمع بمصر، والتي منها جماعتي المرابطين وأنصار الإسلام، لذا لا تغفل عين القاهرة عن درنة، وما ستسفر عنه العملية العسكرية المرتقبة للجيش الليبي هناك، خاصة أن المدينة تؤوي متطرفين مصريين هاربين؛ فإن المدنية تعد ملاذًا لقادة مجموعات إرهابية فارة من مصر، بحسب موقع "سكاي نيوز".

وكانت القوات المصرية قد عززت وجودها على الحدود مع ليبيا مؤخرًا، خاصة بعد هجوم الواحات في أكتوبر 2017، خشية تسلل إرهابيين إلى الأراضي المصرية مع بدء العملية العسكرية في درنة، منذ فبراير بالعام الجاري، وقد جاء استنفار قوات الجيش المصري على الحدود الغربية مع ليبيا لمنع تسلل الإرهابيين، تزامنًا مع بدء استعدادات الجيش الليبي للعملية العسكرية في مدينة درنة.