رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": حالات انتحار الشباب طالبي اللجوء تثير القلق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أن ما لا يقل عن ثلاثة لاجئين في سن المراهقة، الذين وصلوا بريطانيا من مخيم اللاجئين في بلدة "كاليه" الواقعة بين فرنسا وإنجلترا، انتحروا خلال الستة أشهر الماضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر يثير تساؤلات عن كيفية تعامل وزارة الداخلية البريطانية والسلطات المحلية هناك مع الأطفال المستضعفين طالبي اللجوء والشباب في بريطانيا.

وانتحر ثلاثة شباب إريتريين في العاصمة البريطانية، لندن، منذ نوفمبر الماضي، اثنان منهم في سن الثامنة عشرة والثالث يبلغ 19 عامًا.

وفر الشبان الثلاثة من الصراع الدائر في بلادهم وسافروا دون اصطحاب ذويهم عبر إفريقيا وأوروبا، وكل منهم قضى بعض الوقت في مخيم "كاليه" للاجئين، حسب "الجارديان".

وذكرت الصحيفة أن شابا إريتريا آخر طالب لجوء، لم يتم الإعلان عن اسمه أو سنه، انتحر العام الماضي.

ولفتت إلى أن وزارة الداخلية البريطانية لا تقوم بإرسال الإريتريين إلى بلادهم في الوقت الراهن نظرًا لخطورة الوضع هناك.

ورغم ذلك فإن الأطفال طالبى اللجوء، الذين يبلغون 18 عاما ولا يتم منحهم وضع لاجئ، يبقون مجهولي المصير عاجزين عن العمل أو الدراسة، ومعرضين لأن يتم إرسالهم إلى مراكز احتجاز اللاجئين إذا لم يغادروا بريطانيا طوعًا.

وقالت سيدة إريترية، تعمل مع طالبي اللجوء الشباب، طلبت عدم ذكر اسمها، إنها لاحظت أشكالًا مختلفة من الضغط جعلت الحياة أكثر صعوبة بالنسبة للمراهقين الوافدين حديثًا.

وأضافت أن الشباب طالبى اللجوء يشعرون بأنهم غير مرغوب بهم، فكل شيء يختلف كثيرًا عن معيشتهم في بلادهم بدءًا من الشعور بالوحدة والحواجز اللغوية ومراكز الإيواء التي يقيمون بها وحدهم دون مؤنس.

وأوضح، سام رويستون، رئيس قسم السياسة في إحدى الجمعيات الخيرية البريطانية، التي أجرت بحثًا عن الصحة العقلية للأطفال طالبي اللجوء غير المصحوبين بذويهم في بريطانيا، أن هؤلاء الأطفال قد يكونون تعرضوا لصدمة الحرب والاضطهاد والاستغلال، مما يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم العقلية.

ولفت رويستون إلى أن الأطفال لا يحصلون على المساعدة الضرورية، مما يدفعهم إلى إيذاء أنفسهم أو الانتحار.

وحذرت دراسة أجرتها مفوضية شئون الأطفال في العام الماضي، وزارة الداخلية البريطانية من أن تأجيل الاستجابة لطلبات طالبي اللجوء تؤدي لحدوث كثير من الصعوبات.