رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطرس غالي وقصة القمة العربية المقترحة في وثائق "كامب ديفيد"

بطرس غالي
بطرس غالي

اجتمع الجانب الأمريكي المكون من سايروس فانس، وزير الخارجية الأمريكي، وزبيجنيو بريجنسكي، مستشار الرئيس كارتر لشئون الأمن القومي، والسفير ألفريد أثيرتون مساعد وزير الخارجية، وهارولد ساندرز مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، ووليام كوانت من مجلس الأمن القومي، وهيرمان ايلتس، سفير الولايات المتحدة في مصر، في العاشرة صباح يوم الأربعاء 6 سبتمبر 1978، مع الجانب المصري المكون من محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية المصري، وبطرس غالي، وزير الدولة للشئون الخارجية، وأشرف غربال، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، وأحمد ماهر، مدير ديوان وزير الخارجية، وأسامة الباز، وكيل وزارة الخارجية، وعبد الرؤوف الريدي، مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية.

في الاجتماع حدد فانس الجدول المقترح لهذا اليوم، بما في ذلك إمكانية عقد اجتماع موسع مساء نفس اليوم بعد العشاء، ووقتها تساءل كامل عما إذا كانوا لا يتحركون بسرعة كبيرة، وفي نفس اللحظة سأل غوربال عما إذا كان هناك أي شيء من الإسرائيليين قد يستدعي جدولًا مُعجلًا، وقال فانس إن الإسرائيليين لم يقدموا أي شيء جديد، وبناءً على طلب كامل، تعهد فانس بإبلاغ كارتر عن وجهة نظر وزير الخارجية المصري بأنه قد يكون من الحكمة المضي قدمًا في الأمر، ومع ذلك أشار الوزير إلى أن الرئيسين قد يكونا قد قررا بالفعل ذلك خلال لقاءهما.

وقال كامل، إن السادات قادم إلى كامب ديفيد "بقلب مفتوح" واستعداده للاستماع إلى "الطرف الآخر" وإلى أي أفكار قد تكون لدى كارتر، والنقطة الوحيدة التي ينبغي مراعاتها هي أنه لا ينبغي طرح أي تنازلات من حيث الأراضي والسيادة حتى تكون هناك نتيجة إيجابية، مشيرا إلى أنه يجب أن يجلب الأطراف الأخرى، ويجب أن يكون الملك حسين قادرًا على المشاركة وأن تحظى عملية السلام بمباركة سعودية.

وأشار كامل إلى أن السادات يرى أن اجتماع كامب ديفيد "حاسم ومهم للغاية"، وما لم يتم التوصل إلى بعض النتائج الإيجابية، سيكون من الصعب الاستمرار وذلك سيقوض موقف السادات في العالم العربي.

وأوضح كامل، أن السادات قد صرح عدة مرات أنه مهما كانت نتيجة اجتماع كامب ديفيد، فإنه سيجتمع مع العرب ويخبرهم بالأمر، حيث يفكر السادات في قمة مصغرة، ووقتها سأل "فانس" "كامل" عما يدور في خلد السادات، وأوضح له أن معظم العرب يعارضون عملية السلام لأنهم يعتقدون أن الإسرائيليين لا يغيرون مواقفهم، وعلى الرغم من دعم السعودية للسادات إلى أن السعوديون يعتقدون أنه من الضروري أن يدعم السادات دول عربية أخرى.

وأضاف كامل، أن أي قمة عربية أو قمة مصغرة يقوم بها السادات لا تعني تحولا من جهود السلام، وردا على سؤال حول من سيحضر قمة مصغرة كهذه، قال كامل الأردنيين والسعوديين، ونأمل أن ينضم السوريون، وردا على سؤال حول احتمال المشاركة السورية، لفت إلى أن هذا يعتمد على ما يخرج به السادات من كامب ديفيد، ووقتها سوف يتعامل السعوديون مع السوريين حول هذه المسألة.

وسأل فانس عن الوضع الحالي للعلاقات المصرية السورية، وقال كامل إنها سلبية للغاية، حيث لا توجد قنوات دائمة للاتصال المنتظم، في بعض الأحيان، يلتقي ممثل سوريا في الأمم المتحدة بالممثل المصري الدائم، ومع ذلك ما يسمعه المصريون عن مواقف حافظ الأسد مشجع.

وأشار كامل إلى أن مواقف الأسد لا تكون ثابتة، ولكن يعتقد السعوديون أنه يمكن معالجة الأمور مع الأسد بطريقة تسمح للسوريين بالدخول وليس بالضرورة في البداية، ولكن لاحقًا، وهنا سأل بريجنسكي عما إذا كانت نتيجة كامب ديفيد حلا وسطا، هل سيحضر السوريون؟ أجاب كامل بالإيجاب.

وقال من المحتمل أن يكون هناك اجتماع آخر بعد كامب ديفيد إذا نجح الأول سوف يحضر الأردنيون هذا الاجتماع؟ أجاب كامل بالإيجاب، مشيرا إلى أن كل الأفكار المصرية تقوم على مفهوم المشاركة الأردنية، وسأل "كوانت" عما إذا كان السعوديون سوف يدخلون الأردنيون والسوريون في الاتفاق؟ قال كامل اعتقد أنهم سيفعلون، بشرط أن تكون "الحقوق الفلسطينية" محمية بشكل كاف.

ومن هنا بدأ بطرس غالي في الحديث وقال هناك بلدين آخرين قد يكونان مهتمين بالمشاركة هما المغرب والسودان، وقال ساندرز وقتها إنه خلال زيارته لقمة قلعة ليدز، أكد الملك الحسن الثالث على ضرورة الحصول على دعم عربي لمبادرة السادات، وأوضح كامل أن المصريون لديهم تلميحات مماثلة من حسن، وتتمثل الأولويات المصرية في الحصول على الدعم السعودي ومشاركة الملك حسين الذي يحتاج إلى التزام واضح لا لبس فيه بشأن الانسحاب من الضفة الغربية.

واستفسرت كوانت عن أين يمكن عقد قمة عربية، ورد كامل بأن هذا سؤال مفتوح، لكنه حدد تفضيله لمكان ما في المملكة العربية السعودية، وسأل ساندرز هل سيحضر المغاربة والسودانيون؟، قال كامل المغرب والسعودية وربما دول الخليج، ووقتها سأل ساندرز عن التونسيين والجزائريين؟ أجاب كامل بأنه لا يعتقد أن الدولتين ترغبان في المشاركة، وعلق بطرس غالي بأن التونسيين يميلون إلى أن يكونوا محايدين وأيضا الجزائر وليبيا، كما كرر كامل وجهة نظره بأن أي نجاح في كامب ديفيد سيجذب العرب الآخرين في مرحلة لاحقة.