رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد خالد يكتب: الطلاق موضة العصر

محمد خالد
محمد خالد

أصبح "الطلاق" كلمة شائعة بين المصريين، يتناولونها كما لو كانوا يتناولون الفطار بيومهم بل هي موضة في مصر رائجة الإنتشار، كنا قديمًا نُصدم من هول وفجع الكلمة لمجرد ذكرها، ولكنها الأن أصبحت كأعقاب السجائر التي تُلقيها من بين أصعابك
في وقتنا الحالي يتسابق الشباب والفتيات من أجل الزواج، غير مدركين معنى هذه الكلمة وما سيترتب عليها، هم يريدون الحصول على لقب زوج زوجة بأسرع ما يمكن وبعد حصولهم عليه يتسابقون مرة آخرى للحصول على لقب الطلاق في أسرع وقت ممكن
هناك أسباب تؤدي إلى فشل الزواج من بينها الكثير والكثير ولكن دعنا نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر.

- المظاهر: وهي خدعة يقع فيها الأغلب لأنهم لاينظرون إلى الجوهر
- المال: يبحث الكثيرين عن راحتهم داخل المال، ولكنه لايوجّد إلا التعاسة اللامتناهية
- عدم الصراحة: إن الكذب والتجمل قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فيما بعد لا يمكن غفرانها
- الثقة: تعتبر من أهم أسس النجاح في بناء أي علاقة، حيث أن الشك هو أول الطريق للهدم
- سوء الإختيار: أحيانًا سوء الإختيار والتسرع قد يكون مشكلة كبيرة بعد الزواج
- تدخل الأهل: تدخل الأهل المفرط هو من أكبر المشكلات التي تؤدي لإنهيار الأسرة
- التقليد الأعمى: من أجل المساواة بينه وبين صاحب أو صاحبة حديث الزواج
- الدين: أصبحت الأخلاق آخر ما يبحث عنه الشخص وكأننا في غنى عنه
- الجنس: من أجل اشباع رغبة وغريزة فطرية

فهناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تقدم على مثل هذه الخطوة دون تفكير جاد في المستقبل، إن الزواج نعمة من نعم الله خلقها لبناء المجتمعات والحضارات، خلقها لبناء الـ"إنسان" تآمل معي تلك الكلمات بالآيه الكريمة وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.

الزواج ليس مجرد ترابط بين اثنين، أو فرح ندعو اليه الآخرون من أجل التفاخر هو ليس واجب روتيني على الجميع تنفيذه، كما يفعل الآخرون بل انه تناغم بين روحين في كيانٍ واحد، تآلف بين القلوب ومحبة وإهتمام وسلام نفسي هو احتواء للآخر عندما تفرغ طاقته، هو بناء قيم ومبادئ بين الطرفين من أجل بناء انسان هو مودة ورحمة ومشاركة من أجل التعمير والبناء اختيار شريك الحياة فن، نعم إنه فن في أن تختار من سيبني معك هذه الحياة يجب أن تتأني في اختياره حتى وإن تأخر الوقت لا بد أن ندرك بأن الأسرة خلية من خلايا المجتمع فإن صلُحت صلح سائر المجتمع، وإن فسدت ضعف الجسد "الوطن" قطار الزواج سيفوتك.. هذه هي الكلمة أو العفريت الذي يزرعوا به الخوف داخلك من أجل الوقوع في مشكلة آخرى لم تكن تحسب لها أدنى حساب ويكون المصير بالنهاية " الطلاق " إن فن اختيار الزوج أو الزوجة هو أهم مرحلة في حياتك، سيترتب عليها كل ماهو هام
بعد ذلك من أجل البناء الذي ذكرناه سابقًا هو بناء حياة و" انسان " من الهام جدًا أن يكون كل طرف مُدرك بأن الآخر يشاطره نفس الإهتمام والقيم والمبادئ التي يريد هو غرزها في ذلك الطفل، من أجل أن يكون سويًا صالحًا بالمجتمع بناء الأسرة بشكل صحيح هو بناء مجتمع ناجح قادر على التقدم وسط الأمم وفي حال الطلاق يخرج لنا أطفالًا غير أصحاء نفسيًا، مشردين بين الأب والأم وتتفكك الأسرة وينهار المجتمع، ويحدث ماوصل إليه الحال الأن بل ويتخذ كل طرف الأطفال سلاح للضغط على الآخر من أجل الإنتقام منه ويكون الضحية في النهاية هو ذلك الطفل الذي يتحول فيما بعد إلى وحش أرى أنه يجب وضع قانون صارم على الزوجين في حال أرادا الطلاق حتى يفكروا ألف مرة جيدًا قبل اتخاذ تلك الخطوة التي تؤدي إلى تدمير أسرة بالكامل تساهم في تفكك وانهيار مجتمع بأكملة.