رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ادعوا الله ولا تيأسوا من تأخر الإجابة


«لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ فى الدُّعاءِ مُوْجِبًا لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفى الوَقْتِ الَّذى يُريدُ لا فِى الوَقْتِ الَّذى تُرْيدُ».
الحكمة هنا تحليل نفسى للحالة التى يشعر بها من يدعو الله، فهناك المحبط والمتعجل والمندفع والجاهل بآداب الدعاء، وصولًا إلى غير المدرك.
وفى أغلب كلامنا تجدنا ندعو دون قصد، بالصحة والنجاح والستر وراحة البال والرزق، ندعو لمن نحب، وندعو على من نكره، ولا يمر يوم إلا وندعو، حتى إن البعض يقول: «يا رب» فقط دون ذكر طلبه، فيما يطلب البعض الآخر من الآخرين الدعاء له.
ورصد «كلاى روتليدج»، أستاذ علم النفس فى جامعة ولاية «داكوتا الشمالية» بالولايات المتحدة، الفوائد النفسية للدعاء، بناء على ملاحظة أشخاص مواظبين على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى، فوجد أن كثرة الدعاء تقلل من غضب الإنسان، وتجعله أقل عنفًا وأكثر هدوءًا وصفاء وتسامحًا.
ووجد باحثون من جامعة «بايلور» الأمريكية، أن الناس الذين يدعون الله ويستجيب لهم ويعطيهم الحماية والمحبة، هم أقل عرضة للاضطرابات المرتبطة بالقلق والخوف والسلوك القهرى والوسواس، مقارنة مع الناس، الذين يصلون ويدعون لكن مطالبهم لم تتحقق بعد.
ويعدد الإمام أبوحامد الغزالى مجموعة من الآداب ينبغى الالتزام بها عند الدعاء، وهى: ترصّد الأزمان الشّريفة مثل يوم عرفة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت الأسحار، واغتنام الأحوال الشريفة مثل السّجود، والتقاء الجيوش، ونزول الغيث، وإقامة الصّلاة، وحالة رقّة القلب، واستقبال القبلة ورفع اليدين ومسح الوجه فى آخره، وخفض صوت الدّعاء، وعدم التكلف فى السّجع، والاقتصار على الدعوات المأثورة أولى.
ومن الآداب الأخرى، أن يتضرّع ويخشع ويشعر بالرّهبة، وأن يجزم بالطّلب ويوقن بالإجابة ويصدق فيها، وأن يلحّ فى الدّعاء ويكرّره ثلاثًا، ولا يستبطئ الإجابة، وأن يفتتح الدّعاء بذكر الله تعالى، وبالصّلاة على الرسول، صلى الله عليه وسلم، ويختمه بذلك أيضًا، وأن يتوب، ويرد الظالم، ويقبل إلى الله تعالى.