رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوراق الخرباوى.. أول لقاء مع عمر التلمسانى وحلمى الجزار

حلمى الجزار
حلمى الجزار

- حلمى الجزار كان أمير الجماعة الإسلامية بالجامعات المصرية حين قابلته لأول مرة
- شعرت بطاقة غضب كبيرة ضد الحكام بعد خطبة لـ«شيوخ الإخوان» فى الأزهر


وجاء يوم الجمعة، وتقابلت مع أيمن أبوشادى أمام مركز شباب طومانباى، وفوجئت بمجموعة أخرى من الشباب تأتى فرادى، لم أكن أعرف أكثرهم ولكننى لم أسأل عنهم، فلعلهم من المهمومين مثلى بما يحدث للإسلام والمسلمين، ولعل أيمن تكلم معهم كما تكلم معى، المهم أننا توجهنا إلى محطة الأتوبيس القريبة لنركب «خط العتبة»، ولأننا كنا فى يوم الجمعة وفى التاسعة صباحًا لذلك كان الأتوبيس يكاد يكون خاليًا. جلس أيمن بجوارى وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث

أذكر من حديثه معى أنه قال: إننا يجب أن نعمل فى جماعة لنستعيد مجد الإسلام، ولا يكفى أن نُعَبِرَ عن مشاعرنا بالبكاء والتأوهات، ولكن بالعمل من أجل نصرة الإسلام، واستدل على ذلك بحديث للرسول، صلى الله عليه وسلم، معناه أننا إذا كنا ثلاثة فيجب أن نجعل أحدنا أميرًا، وقال أيضًا حديثًا آخر معناه أننا يجب أن نكون مع الجماعة، لأن الذئب يأكل من الغنم تلك الشاة التى ابتعدت عن «القطيع» إذ سيستطيع أن ينفرد بها، والذئب هنا هو الشيطان، وأن الجماعة ستساعد الواحد منا على إبعاد الشيطان، وظل الحديث على تلك الوتيرة إلى أن وصلنا إلى ميدان العتبة، ومنه أخذناها سيرًا على الأقدام إلى شارع الأزهر إلى أن وصلنا إلى جامع الأزهر، وحينما دخلنا الجامع طلب أيمن من المجموعة كلها، وكانت تقترب من السبعة أفراد، أن نصلى ركعتين تحية للمسجد، فصليناهما، ثم طلب منا أن نصلى صلاة الضحى، وقال: إننا من الممكن أن نصليها العدد الذى نشاء، ولكن المهم ألا نتجاوز ثمانى ركعات.
كان الجو إيمانيًا ورائحة المسجد طيبة والقرآن يُتلى من قارئ المسجد، ولكن أيمن همس فى أذنى بأن قراءة القرآن قبل صلاة الجمعة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، والحق أننى لم أكن أستقبل كل كلام أيمن على أنه حقيقة، فرغم أنه كان يكبرنى بعام أو عامين فإنه كان صبيًا مثلى لم يصل إلى سن الشباب بعد، كما أننى من خلال قراءاتى الكثيرة كنت أحمل قدرًا كبيرًا من المعلومات اعتبرتها وقتها أكثر من معلوماته، فضلًا عن حفظى بعض أجزاء من القرآن وبعض الأحاديث، وقراءاتى الكثيرة ما جعلنى أشعر بتميزى عليه فى أشياء كثيرة.
وبدأت وفود المصلين تتوافد على الجامع، وأخذت الأعداد تزيد شيئًا فشيئًا، وانشغلنا جميعًا بالحفاظ على أماكننا فى المسجد إلى أن رُفِع الأذان، ثم وقف الخطيب على المسجد وخطب عن فضل شهر رجب والعبادات التى يجب أن تُقام فيه، ورغم أن الخطبة كانت مناسبة للشهر الذى كنا فيه فإن الاستياء اعترانى من ذلك الخطيب الذى ترك هموم الأمة وأخذ يتكلم عن العبادات، وجال فى خاطرى: أليس من المناسب أن يتحدث عن الجهاد فى سبيل الله؟ وجرى فى بالى أن «الدولة» ألزمته بتلك الخطبة لأنها لا تريد جهادًا ولا قتالًا لليهود، وحينما انتهت الخطبة وتمت الصلاة إذا بشيوخ كبار يأخذون الميكروفون، ويبدأ شاب اسمه «حلمى الجزار» قالوا عنه إنه أمير الجماعة الإسلامية بالجامعات المصرية «والإخوانى الكبير فيما بعد» فى تقديم الشيخ فقدَّم الشيخ عمر التلمسانى مرشد الإخوان، وكنت أسمع عنه، ولكننى لم أكن رأيته من قبل، ثم أخذ الشيوخ يمسكون الميكروفون، ويصبون غضبهم على الحكومات والأنظمة، وشعرتُ بعد انتهاء الخطب أننى أصبحت مشحونا بطاقة غضبية كبيرة على الحكام والملوك، وأيقنت وقتها أنهم لا يمكن أن يكونوا مسلمين، ورأيت كل من بالمسجد فى حالة غضب عارم بحيث إننى توقعت أن يخرجوا فى مظاهرة عنيفة، ولكن لم يحدث ما توقعته، فالحق أنهم كانوا كالخراف والراعى لم يأمرهم بالتظاهر فسكنوا بعد غضب.
وحينما خرجنا توجهنا سيرًا إلى الدراسة نبحث عن مواصلة تقلنا إلى بيوتنا، وكان وقت العصر قد دخل منذ فترة فرأى أيمن باعتباره قائد المجموعة أن نصلى فى أحد المساجد فى الدراسة، وبالفعل دخلنا المسجد وصلينا، وبعد الصلاة قام أيمن لينظر فى بعض جوانب المسجد ثم عاد منفعلًا ليقول لنا بصوت مرتفع: صلاتنا باطلة.