رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يوم الملحمة».. هل يكتب صلاح نهاية «عصر رونالدو»؟

محمد صلاح
محمد صلاح

أملًا فى حصد أول ألقابه مع فريقه وكتابة تاريخ جديد، يسعى النجم المصرى محمد صلاح، فى التاسعة إلا الربع مساء الغد، إلى الفوز على ريال مدريد الإسبانى، فى نهائى دورى أبطال أوروبا، للتتويج مع فريق ليفربول بالبطولة الكروية الأهم على مستوى الأندية.

كيف استعد الفريقان للمباراة النهائية التى ستقام على ملعب «أوليمبسكى» الوطنى الرياضى بالعاصمة الأوكرانية «كييف»؟ وما الثغرات التى يمكن لـ«يورجن كلوب»، المدير الفنى لـ«الريدز» استغلالها وخطف اللقب الأهم؟ وهل يتمسك زيدان بنفس طريقته أم يفاجئ الإنجليز بأسلوب مغاير؟.. هذا ما نبحث عن إجاباته هنا.

ليفربول
الاعتماد على نظرية ترك الاستحواذ لـ«الميرنجى».. واستغلال «الثغرة» فى تقدم مارسيلو وكارفخال

يخوض الألمانى يورجن كلوب المباراة النهائية بنفس الأدوات والطريقة التى اعتاد عليها فى الآونة الأخيرة، إذ يعتمد على طريقة لعب «٤٣٣» فى وجود رباعى دفاعى مكون من روبيرتسون ولوفرين وفان ديك وأرنولد، وفى الوسط سيكون هندرسون وميلنر.
ويبقى الخلاف الوحيد على لاعب الوسط الثالث، إذ يظل «كلوب» حائرًا بين الدفع بالألمانى إيمرى تشان، العائد من الإصابة بعد فترة طويلة، والذى كان أهم الأوراق التى طورت الفريق فى هذا الموسم، أو اللجوء إلى خيار فينالدوم، باعتباره اللاعب الأكثر جاهزية فنيًا وبدنيًا، بحكم وجوده فى تشكيل الفريق بالآونة الأخيرة، خاصة بعد إصابة تشامبيرلين.
وفى الخط الأمامى سيعتمد كلوب على الثلاثى المعهود، المكون من محمد صلاح فى مركز الجناح الأيمن، وساديو مانى فى الجناح الأيسر، وبينهما المهاجم البرازيلى فيرمينيو.
لم يعتن يورجن كلوب فى الفترات الأخيرة، خاصة فى الجولات المهمة، مثل تلك التى كانت أمام مانشستر سيتى فى الدور ربع النهائى، بفكرة الاستحواذ والسيطرة على الكرة وتدويرها، بل سعى إلى اللعب المباشر بشكل دائم من الخطوط الخلفية إلى ثلاثى المقدمة صلاح ومانى وفيرمينيو.
ساعد «كلوب» فى تلك الطريقة أنه واجه فريقًا تقوم فلسفته على الاستحواذ الدائم والضغط الأمامى، فحصل على ما أراد من مساحات صنعت الفارق وحققت الأهداف المخطط لها.
أمام ريال مدريد سيجد «كلوب» خصمًا لا يحب الاستحواذ ولا يعنيه أن يمتلك الكرة طوال الوقت، بقدر ما يعنيه أن يصل إلى المرمى بشكل مباشر وبأقصر الطرق، وهنا قد يجر «زيدان» نظيره «كلوب» ويستدرجه إلى نصف ملعبه، بترك الاستحواذ له، بعيدًا عن مناطق الخطورة.
ليفربول عندما يواجه فريقًا دفاعه منظم، لا يجيد كثيرًا، وثلاثية صلاح ومانى وفيرمينيو تُبدع وتتألق عندما تجد المساحات فى عملية الارتداد السريع من مناطق «الريدز» إلى مناطق الخصوم، بينما تتعقد الأمور أمامها عندما تجد فريقًا يلعب بدفاع منتظم ويحقق الكثافة العددية فى الثلث الأخير من ملعبه.
هنا تكون المعضلة أمام «كلوب»، فهل يغامر ويندفع بالظهيرين روبيرتسون وأرنولد، مع الوضع في الاعتبار أنه إذا بادر بذلك فسيكون العقاب حاضرًا؟ أم يلتزم باللعب المباشر للثلاثى الأمامى والانتظار لإجبار الريال على الخروج للمناطق الأمامية؟.
مؤكد أن الريال لن يظل فى مناطقه طويلًا، والأكثر تأكيدا أن مارسيلو وكارفخال ظهيران يعشقان التقدم، ومهما التزما فى البداية فهما ينتظران فرصًا للتقدم، وحينها سيجد «صلاح» و«مانى» تلك المساحات المطلوبة، التى يمكن من خلالها تحقيق الفارق.
لكن هذه المباراة ستتطلب من «صلاح» و«مانى» و«فرمينيو» جهدًا دفاعيًا خرافيًا، فالجناحان «صلاح» و«مانى» سيلتزمان برقابة عملية صعود ظهيرى مدريد مارسيلو وكارفخال، وهذا سيكون عبئا كبيرا عليهما، وربما يتم إعفاء «صلاح» من تلك المهمة بعض الشىء لاستغلال وجوده فى العمق بين قلبى دفاع مدريد، على أن يقوم أحد لاعبى الوسط «ميلنر أو تشان» بالتواجد أمام أرنولد لتوقيف صعود مارسيلو.
كما أن فيرمينيو سيكون عليه دور كبير جدًا- مع واحد من لاعبى الوسط- فى رقابة كل من كروس ومودريتش، أثناء عملية التحضير عند مدريد، لشل عملية خروجهما بالكرة من الخلف إلى الأمام.
جهد بدنى جبار تحتاجه هذه المباراة، وأدوار مضاعفة مطلوبة من اللاعبين، لذلك سيكون للعامل البدنى الدور الأبرز فى الثلث الأخير من المباراة، لأنه من المحال أن يتحرك اللاعبون وكأنهم آلات يتحكم فيها المدرب خلال عملية الضغط على الخصوم طوال ٩٠ دقيقة.

ريال مدريد
التنوع الهجومى سلاح زيدان.. إيسكو كلمة السر.. وتأمين جبهة الفرعون بـ«راموس وكروس»

فى الجهة المقابلة، ورغم استقرار تشكيلة ريال مدريد فى السنوات الأخيرة، إلا أن هناك تباينًا فى الرؤى حول الطريقة التى سيخوض بها «زيزو» هذه المباراة، وبناء عليها ستتحدد الأسماء.
«زيدان» أمامه طريقان لا ثالث لهما، (٤٣٣) أو (٤٤٢)، فى الأولى والثانية خط الدفاع والوسط واحد، وتركيبة الهجوم هى الخلاف الوحيد، لكنها تؤدى إلى تغيير جذرى فى الشكل والأسلوب.
فى الدفاع سيعتمد «زيدان» على الرباعى مارسيلو وراموس وفاران وكارفخال، وفى الوسط كاسميرو ومودريتش وكروس، وفى المقدمة فى طريقة اللعب الأولى سيعتمد على جاريث بيل ورونالدو على الطرفين، وبينهما كريم بنزيمة الذى سيتبادل الأدوار مع رونالدو، وفى الثانية سيقلب الشكل إلى مثلث قاعدته أمامية من رونالدو وبنزيمة كرأسى حربة صريحين، وخلفهما إيسكو كصانع ألعاب.
فى طريقة «٤٤٢» يكون وسط «زيدان» أكثر اتزانًا وقدرة على تضييق المساحات بفعل العودة الدائمة لإيسكو مع ثلاثى الوسط وتكوين خط دفاع ثانٍ أمام الخط الخلفى، وفى الطريقة الأولى «٤٣٣» يكون الفريق أكثر قوة هجومية بوجود عدد أكبر من اللاعبين أصحاب الأدوار الهجومية فى الثلث الأخير لملعب الخصم، وبين هذه وذاك أزمات ومميزات.
الطريقة الثانية «٤٤٢» هى الأقرب والأكثر سحرًا ومفعولًا لدى «زيدان» فى مثل تلك الأوقات والمهمات الصعبة، لعدة أسباب أولها أنها تحقق عملية التنوع الهجومى ما بين العمق عن طريق الاعتماد على صانع الألعاب إيسكو والأطراف، التى تكون مفتوحة أمام «مارسيلو» و«كارفخال»، اللذين يصعدان بصورة مستمرة.
فى وجود «إيسكو» يضمن زيدان امتلاكه الحل الفردى والابتكار عبر لاعب مراوغ يجيد فك التكتلات الدفاعية، والالتزام الخططى والتكتيكى للخصوم، فهو واحد من القلائل الذين يمتلكون القدرة على اقتحام مناطق الخصم، مهما زاد عدد المدافعين ولديه من الذكاء والحيل ما يمنحه القدرة على العبور وصناعة الفرق، وهنا ستتحقق فكرة الاختراق من العمق، خاصة مع كثرة تحركات المهاجمين بنزيمة رنالدو.
وفى التوقيت ذاته سيكون إيسكو مفتاحا مهما للغاية فى توجيه اللعب عبر الطرفين، سواء بعملية «الأوفر لاب» مع الظهير الذى يتواجد فى ناحيته، أو عبر التمريرات القطرية مع الظهير المتواجد بالجهة العكسية، وهنا يضمن «زيدان» عملية التنوع ما بين حلول فى العمق، وأدوار هجومية رائعة عبر الطرفين.
لكن ثمة أزمات ستواجه «زيدان» فى هذه الطريقة، أولاها أن الضغط المتنوع من ليفربول، الذى يعد أفضل فرق العالم ممارسة للضغط، سيخلق أزمة كبيرة فيما يتعلق بعملية تحضير الهجمة، فسيجد زيدان بشكل دائم «صلاح» أمام «مارسيلو»، و«مانى» أمام «كارفخال»، و«فيرمينو» مع أحد لاعبى الوسط لشل عملية التطوير عند مودريتش وكروس.
الحل عند «زيدان» فى هذا الشكل الخططى هو نزول إيسكو إلى مناطق متأخرة، ليخرج معه أحد لاعبى «الليفر» وسيخلق مساحات فى المنطقة ما بين خطى الوسط والدفاع، يمكن استغلالها عبر رونالدو أو بنزيمة، مع زيادة لاعبى الطرفين، كما أن إيسكو لاعب يجيد اللعب تحت الضغط ويعرف كيف يتصرف.
كما أن اعتماد زيدان الدائم على صعود مارسيلو، سيخلق مساحات كبيرة لمحمد صلاح، وهنا يلجأ المدرب إلى تكوين جبهة ثلاثية من الظهير مارسيلو وقلب الدفاع الأيسر راموس ولاعب الوسط فى الجهة اليسرى تونى كروس لتضييق الخناق على «صلاح».