رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى المذبحة.. "الدستور" داخل دير الأنبا صموئيل "مغلق لدواعٍ أمنية"

دير الأنبا صموئيل
دير الأنبا صموئيل

 

رهبان الدير: "لا نخشى الإرهاب.. نحن في رعاية الله"

 ـ مطالبات من أهالي الشهداء بعودة الرحلات للدير تحت شعار "الإرهاب لن يخيفنا"

ـ  مفاوضات مستمرة مع الرهبان لعودة الرحلات للدير بدون موعد محدد

ـ فترة استثنائية للرحلات بدير الأنبا صموئيل بمناسبة إحياء الذكرى الأولى للشهداء

ـ القداسات للرهبان فقط.. والدير خالٍ من زيارات الأقباط

ـ الرهبان يطالبون باستقبال الرحلات مجددًا.. ودعم شبكات الاتصالات داخل الدير

ـ رهبان الدير: منطقة الأنبا صموئيل آمنة وأجانب يزورون الدير خلال رحلات السفاري

ـ لقاء مرتقب مع محافظ المنيا بشأن مفاوضات لعودة الرحلات الكنسية للدير

 

"زاهدًا فيما سيأتي ناسيًا ما مضى".. هذه الكلمات هي واقع يعيشه الرهبان، فما بين طبيب ترك شهرته وعمله، واختار طريق الزهد مع الله، ومهندس من عائلة ثرية قرر أن تكون خدمته خبازًا بالدير، هذه هي أحوال الرهبان عامة إلا أن رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف، الذي يقع بجبل القلمون بمحافظة المنيا هم الأكثر زهدًا.

 

وكان دير الأنبا صموئيل شاهدا على سقوط عدد من الضحايا منذ عام، بعدما استهدف الإرهابيون إحدى الرحلات المتجهة للدير، لتقرر الكنيسة بعدها منع الرحلات الكنسية للأديرة على مدار شهرين، وعادت بشكل منتظم إلا أنها ما زالت ممنوعة عن دير الأنبا صموئيل المعترف الذي شهد هجوما إرهابيا بطريقة راح ضحيته 28 شهيدا، وأغلق الدير لدواع أمنية، وأصبح ممنوعا على الزائرين من الأقباط وسط تشديدات أمنية مكثفة.

 

"الدستور" زارت الدير وقضت هناك 8 ساعات في مغامرة للدخول بعيدًا عن حافلات الرحلات الكنسية الممنوعة من الدخول.

 

* الزيارات لأقارب الرهبان فقط

ساعتان تفصلك عن طريق دير الأنبا صموئيل المعترف، من محافظة المنيا، وعند الدخول لنطاق منطقة الدير ستجد الطريق مغلقًا تمامًا بالرمال، ولا تجد سوى بوابة واحدة تشهد تكثيفات أمنية، وبوابة حديدية لا يفتحها سوى أفراد الأمن القائمين على تأمين الدير، بجوار مدرعة للقوات المسلحة، ولا تفتح هذه البوابة سوى للرهبان أو أقاربهم الذين يريدون زيارتهم من وقت لآخر، أما غير ذلك فستجد أي سيارة، رحلات أو خاصة، الباب مغلق أمامها لدواع أمنية.

 

* القداسات يوميًا بدون أقباط

ينظم رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف يوميًا قداسات بكنيسة الشهداء التي تحمل اسم شهداء الكنيسة الذين ماتوا لأجل تمسكهم بالإيمان المسيحي بالعصر الحديث، وأيضًا قداسات أخرى بكنيسة الأنبا صموئيل بالدير.

 

وتشهد كنائس الدير قداسين يوميًا بدير الأنبا صموئيل المعترف، وأحيانًا 6 قداسات يوميًا يرأسها رهبان الدير إلا أنها خالية من الشعب القبطي العادي منذ منع استقبال الدير للرحلات.

 

وكذلك صلوات العشية بالأعياد تقتصر فقط على رهبان الدير منذ عام مضى.

 

* رهبان الدير يؤكدون "نحن في رعاية الله"

التقت "الدستور" عددًا من رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف في محاولة لمعرفة أحوال الدير، بعد عام من منع استقباله الرحلات الكنسية، وبالتحديد منذ الهجوم الإرهابي الذي تحل ذكراه بعد أيام، وبالتحديد يزوم 26 من مايو المقبل.

 

"نحن في رعاية الله ولا نخشى الإرهاب".. هكذا بدأ أحد الرهبان بالدير، والذي رفض ذكر اسمه، حديثه لـ "الدستور" قائلًا "إن طريق الدير آمن، ونحن نعلم مخاوف الأمن في تأمين دير الأنبا صموئيل المعترف، منذ الحادث ومنطقة الدير تشهد تكثيفات أمنية، وجهودًا كبيرة لتأمينه، مضيفًا أن الرحلات منعت لفترة كبيرة".

 

وتابع الراهب قائلًا "دير الأنبا صموئيل من الأديرة التاريخية التي يتبارك بها الأقباط، وهناك الكثير من حافلات الرحلات الكنسية التي ما زالت تتجه إلينا ولكن قرار عدم الدخول ليس بأيدينا".

 

وطالب الراهب بفتح الدير، قائلًا: "حدث هجوم إرهابي على عدة كنائس، وكانت الإجراءات تقتصر فقط على تأمين الكنائس والزائرين وليس منعهم نهائيًا".

 

وأضاف أن الإرهاب ليس مقصده مسيحيين أو مسلمين، ولكنه فقط يريد تفتيت الدولة، مؤكدًا أن الدير ليس بهذا الخطر الذى يجعل رجال الأمن يمنعون الزيارات به نهائيًا حتى أسر الرهبان، "فقط نريد الحل لا الحصار".

 

وتابع: أنه بالرغم من أن الجبل به الكثير من العصابات إلا أن هناك سفارى يأتون إلينا خصيصًا، ونقوم باستضفاتهم وتوفير مكان للنوم أيضًا وإعطائهم ما يحتاجون إليه حتى يذهبون.

 

واستطرد: بالرغم من منع الزيارات إلا أن الدير يشهد الكثير من الخيرات والكثير من التبرعات التى ترسل عبر مقر دير الأنبا صموئيل بالكنيسة المرقسية بالأزبكية.

 

وطالب رهبان الدير بفتح طريق الدير ورصفه، وعمل شبكات إرسال، حيث أن الدير ليس به برج اتصالات، ويبعد عن المدق بـ27 كيلو، وإذا حدث حادث ما يصبح التواصل عبر أجهزة التليفونات أكثر صعوبة.

 

وشددوا على محاولة دعم شبكات الاتصال بالدير، والتي تعد حائلًا بينهم وبين العالم، حيث تنقطع الاتصالات عن جميع رهبان الدير ابتداءً من قرب مسافة عدة كيلو مترات، وذلك يجعلهم منعزلين تمامًا عن وسائل الاتصال سواء بأقاربهم أو بأي أشخاص خارج نطاق دير الأنبا صموئيل المعترف.

 

وأكدوا أن الدير سيستقبل أسر الشهداء للمرة الأولى منذ الحادث، يوم 26 مايو المقبل، وذلك لصلاة قداس الذكرى السنوية الأولى للشهداء، إثر الهجوم الإرهابى العام الماضى.

 

ويكرس رهبان الدير جزءا من صلواتهم اليومية لأجل أن يحل السلام بمصر، ويحفظها من شر الإرهاب داعين الله أن يدعو أبناءه الأقباط من جديد لزيارة الدير والتبرك به.

 

* 30 مليون جنيه لرصف الدير مع إيقاف التنفيذ

قرر الجهاز المركزي للتعمير بوزارة الإسكان تخصيص مبلغ 30 مليون جنيه لرصف طريق دير الأنبا صموئيل المعترف خلال شهر ديسمبر الماضي، إلا أن الأوضاع، حتى زيارة "الدستور" للدير، ما زالت كما هي عليه، حيث يجد زائرو الدير الطريق يكسوه الرمال.

 

وكشف مصدر كنسي عن أن هذا المبلغ خصص لرصف طريق الدير في محاولة من الدولة لتسهيل الزيارة بدير الأنبا صموئيل، وأيضًا سوف يساهم ذلك في سهولة عملية تأمينه أيضًا، إلا أنه مر أكثر من 5 شهور والقرار قيد التنفيذ.

 

* وعود بعودة الرحلات

شهد العام الماضي، وحتى وقت قريب، مفاوضات عديدة بين الدير ورهبانه من جهة، ومحافظ المنيا اللواء الدكتور عصام بديوي، وبدأت هذه المفاوضات منذ شهر يوليو بالعام الماضي من خلال لقاءات جمعت بين عدد من الرهبان ورئيس الدير الأنبا باسيليوس، مع محافظ المنيا، وبعض القيادات الأمنية، وانتهت ببعض الوعود بعودة الرحلات الكنسية قريبًا إلى الدير، ولكن بعد إجراءات أمنية يجب تنفيذها أولًا لتأمين حدود الدير جيدًا، وكان من بينها رصف الطريق لتمهيده لاستقبال الرحلات وتسهيل عملية تأمينه.

 

ووعد محافظ المنيا أهالي شهداء الهجوم الإرهابي بفتح الدير لفترة استثنائية لاستقبال الزائرين، وذلك خلال فترة إحياء تذكار الشهداء السنوي.

 

وقال رهبان الدير إن محافظ المنيا سوف يشارك أهالي الشهداء إحياء تذكارهم بالدير يوم 26 من الشهر الجاري، وسوف يشهد الدير لقاء بين الرهبان والمحافظ بهدف مناقشة إمكانية عودة الرحلات الكنسية لدير الأنبا صموئيل خلال وقت قريب.

 

أهالي الشهداء يريدون عودة الرحلات

وفي السياق، طالب عدد من أهالي شهداء حادث دير الأنبا صموئيل المعترف بعودة الرحلات الكنسية إلى الدير، وذلك لأنه من أكثر الأماكن المقدسة والأقرب لقلوب الأقباط.

 

وقالت هناء يوسف، زوجة الشهيد عايد ناصف، إن الحادث الإرهابي بطريق الدير لم يشعرنا بالخوف تجاه زيارته، مؤكدة أن عددا من شهداء الحادث تم دفنهم بالدير وذلك يجعل الكثيرين من الأقباط يريدون نوال البركة، ومنع الرحلات الكنسية من دخول الدير يعد حاجزًا بهذا الشأن.

 

وأشارت "هناء" لـ"الدستور" إلى أن حادث الدير لم يزدنا إلا شجاعة، وثباتًا بإيماننا المسيحي، ولن يهزمنا شر الإرهاب في زيارتنا للدير أو للكنائس عامة.

 

وأكدت أن أبناء شهداء الحادث فخورون باستشهاد أهاليهم، وما زالوا يصرون على زيارة الدير مكان الحادث ليشهد على ثبات آبائهم حتى النفس الأخير بإيمانهم المسيحي مقاومين بكل شجاعة شر الإرهاب الذي قتلهم.

 

مزار خاص للشهداء

أعد رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف مزارًا خاصًا لعدد من شهداء حادث الهجوم الإرهابي بطريق الدير، بمناسبة إحياء تذكار استشهادهم بالذكرى السنوية الأولى.

 

ويضم المزار رفات بعض شهداء حادث الدير، وصورًا لجميع الشهداء الذين راحوا ضحية الحادث.

 

وكان الدير استقبل عقب الحادث عددًا من جثامين الشهداء وتم دفنهم بالدير ليكرموا بمكان الحادث الذي اشتهدوا وهم في طريقهم لزيارته.

 

النصب التذكاري

"من هنا ذهبوا إلى السماء".. حيث مكان وقوع الحادث بطريق دير الأنبا صموئيل، والذي خلده أهالي الشهداء من خلال إقامة نصب تذكاري بسيط.

 

ونفذ أهالي الشهداء ذلك النصب بعدد من الحجارة التي استقرت بمكان وقوع الحادث، وتتوسط هذه الحجارة ثلاثة صلبان وذلك فخرًا بشهداء الكنيسة الذين ثبتوا على إيمانهم حتى النفس الأخير.