رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وضربنى الوجع فى قلبى!!


وضربنى الوجع فى قلبى!!

وماأقساه من وجع ، وانا اشاهد بعض المؤيدين لوزير الثقافة وهم يقذفون بالطوب بعض المثقفين الذين لايحملون معهم سوى اقلامهم وضمائرهم

لا اتصور ابدا ان يجرح بطوبة جبين الاديب الكبير والصديق صاحب المشاعر الرقيقة بهاء طاهر الذى اصطحبته ذات يوم فى ميدان التحرير لنهتف لخلع النظام السابق ، ولم اتصور معه ولو للحظة واحدة ان النظام الذى خلعناه كان اكثر رقة مع الادب والثقافة

نعم كانت لنا ملاحظات وصلت الى حد التراشق بالالفاظ الحادة لكنها لم تتطور الى الطوب والمولوتوف

لا اتصور ابدا ان يجرح بطوبة جبين الاديب الكبير والصديق صنع الله ابراهيم الذى وقف بمفرده ليحيل عرس فاروق حسنى فى توزيع جوائز الدولة الى مأتم حين أهال التراب على النظام كله برفضه للجائزة امام الجميع ،

واسقط النظام فى الخزى وخلعه قبل خلعه فى ميدان التحرير بسنوات ..

ومع ذلك لم يصدر قرار باعتقال صنع الله ابراهيم ، ولم يتم احاطته بالبلطجية كما حدث خلال الايام الماضية

نعم ثرنا على النظام السابق لكن لم نثر عليه من اجل ان ياتى البعض ليقذف بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم وكبار مبدعينا بالطوب،

نعم ثرنا على النظام السابق لكن لم نثر عليه من اجل ان يتجرأ البعض على بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم وكبار مبدعينا ، ويشير لهم البعض بعد اجبارهم على مغادرة مكان الاعتصام بقولهم : ح نرجع علشان ندبحكم

معقولة ستعودون لتذبحوا بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم

يااه ..!!

ياه تذكرت المعتوه الذى غرس السكين فى رقبة نجيب محفوظ منذ سنوات بعد ان اعمته فتوى مضلله بتكفير نجيبنا ومحفوظنا الذى وضع الادب المصرى والعربى فى مصاف الاداب العالمية ، ليس بفوزه بنوبل وهو يستحقها ، لكن بابداعه قبل ذلك بسنوات

ياه هل جاء مئات المعتوهين بعد ذلك بسنوات ليهددوا رموز الابداع فى مصر بالذبح

اى خزى واى عار

يااه ...!؟

هل انتخبت الرئيس محمد مرسى وجاهرت براى هنا فى هذا المكان ودعوت لانتخابه من اجل ذبح بهاء طاهر وصنع الله ابراهيم بعد ان حاول بعضهم ذبح نجيب محفوط وقتل فرج فودة واجبار د. نصر حامد ابو زيد على الفرار بجلده الى خارج الوطن بعد ان فرقوا بينه وبين زوجته بعد تكفيره طبعا

يااه..!!

هل انتخبت الرئيس محمد مرسى وجاهرت براى هنا فى هذا المكان ودعوت لانتخابه من اجل كل هذا الوجع !!

وبغض النظر عن اختلاف وجهات النظر ، ان كان هناك مجالا للاختلاف ، هل يكون الحوار مع رموز الثقافة والابداع بالطوب والمولوتوف ؟

هل علمنا الاسلام ذلك ياسيادة الوزير ام علمنا المولى عز وجل فى كتابه الكريم :

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ

ياسيادة الوزير هل علمنا الاسلام الحوار بالطوب ام بالتشاور معهم :

وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ...

وبعيدا عن تغيير قيادات وزارة الثقافة وبعيدا عن الاسماء والاشخاص ... يبقى السؤال المشروع مع من سيتعامل وزير الثقافة اذا كان الادباء والفنانون قد تم رجمهم بالطوب فى مقر الوزارة التى من المفترض ان تخدم ابداعهم وتكون بيتا لهم

هل وصل الامر ياسيادة الوزير ان يحمى الامن المثقفين من البلطجية بعد ان كان الامن ضدهم

لانت قلوب عساكر الامن المركزى وقست قلوبكم الى هذا الحد ياسيادة الوزير

لو كنت من الوزير لفعلت ما فعله فاروق حسنى فى اول ايامه حين اعترض عليه غالبية المثقفين ، بل وبعض اركان النظام نفسه الذين لم يتورعوا فى اطلاق الشائعات القاتله ضده بلا انسانية او رحمة ...

ماذا فعل فاروق حسنى ؟

دعا كل المعترضين عليه الى جلسة حوار فى هيئة الكتاب وقال لهم بلغة السياسى :-

- لمن يقول انه لايعرفنى او اننى اقل مكانة من اصغركم سنا اقول له اين انا من نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوى وثروت اباظة ويوسف ادريس وسعد وهبة .. الخ

قد اكون اقل ابداعا من اصغركم

لكننى لم اجئ للوزارة لاننى الاكثر ابداعا،

لكننى جئت كى ااكون خادما للثقافة والمثقفين ،

جئت كى امهد لكم الطريق واوفر لكم السبل كى يصل ابداعكم للناس

وبعد كلام كثير قال برجاء :

اعطونى 6 اشهر مهلة ثم نجلس لنتحاسب فاذا نجحت حصلت على ثقتكم واذا كان العكس لكم ماتريدون ...

ولم يبق فاروق حسنى 6 اشهر بل ظل اكثر من 22 عاما !!

لكن للاسف جاء الوزير ويسبقه شعور حكومى ورسمى ودينى متطرف بكراهية للثقافة والابداع تمثل ذلك فى الكثير من الوقائع من محاولة تغطية بعض التماثيل ووضع النقاب على تمثال ام كلثوم الى المنادة بتحريم رقص الباليه الى محاولة تقليص ميزانية وزارة الثقافة للدرجة التى جعلت الوزير السابق دكتور صابر عرب يسارع الى تقديم استقالته حتى اقنعه هشام قنديل بالتراجع عنها الى حين

نعم

لا احد يقف ضد مواجهة الفساد

لا احد يقف ضد التطهير

لكن هناك فارق

بين تطهير المؤسسات الثقافية من الفساد والمفسدين

وبين تطهير الثقافة المصرية من رموزها ومبدعيها !!

بين التطهير باحالة المفسدين للنيابة

وبين التطهير بالطوب والمولوتوف

ولااعرف بصراحة لماذ يصر النظام الحاكم فى بلادى على تصعيد الامور حتى تصل الى نقطة اللاعودة !؟

لماذا يصر النظام الحاكم فى بلادى على توحيد الجميع على كراهيته والرغبة فى خلعه ،

نجح مينا فى توحيد القطرين

ونجح الاخوان المسلمين فى توحيد الفلول والثوار بعد ان فرقتهم الثورة

جمع النظام الكل فى خندق واحد ضده ،

توحد الهدف رغم تعدد الاسباب ...

يقفون الان ضده ..

الثوار والفلول وحزب الكنبة

بل وبعض التيارات الدينية السلفية ، ولو حتى من قبيل المناورة السياسية

حتى المواطن البسيط الذى تقهره الظروف من غلاء وعدم امان فى الشارع قرر التمرد

هل فقد النظام عقله حين قرر الدخول فى صدام مع الجميع فى آن واحد

يدخل فى صدام مع الاعلام ليكسب عداء الجميع ويوحد الكل ضده !!

يدخل فى صدام مع القضاء ويحاصر محكمته الدستورية العليا ،

فينجح فى توحيد الجميع ضده حتى من كان يطالب بتطهير القضاء ...ولم يحصل على تأييد الثوار رغم مهرجانات البراءة كل يوم لرموز النظام السابق

يدخل النظام فى صدام مع الثقافة والمثقفين ولا يعرف انه دخل الى عش الدبابير !!

الى اصحاب مواهب يمكن ان تخلده الى الابد

اما فى القمة

او فى القاع

فكم من حاكم ظالم مات ومضى لكن مازال يحصل على اللعنات كل دقيقة بسبب بيت شعر او مقولة

ويحضرنى شعر ابى الطيب المتنبى فى هجاء كافور الاخشيدى

أكلما اغتال عبد السوء سيده

أو خانه فله في مصر تمهيد

صار الخصي إمام الآبقين بها

فالحر مستعبد والعبد معبود

نامت نواطير مصر عن ثعالبها

فقد بشمن وما تفنى العناقيد

العبد ليس لحر صالح بأخ

لو أنه في ثياب الحر مولود

لا تشتر العبد إلا والعصا معه

إن العبيد لأنجاس مناكيد

ما كنت أحسبني أحيا إلى زمن

يسيء بي فيه عبد وهو محمود

كما يحضرنى قول المتنبى وهو يهجو سيف الدوله :

كبار القوم مالي إذ أراكم

رؤوسا بيننا ولهم ذيول

لكم شعراؤكم وهم دفوف

تنفخكم فيغدو النمل فيل

و قد مدحوا ومدحهم رثاء

فممدوح بلا نصر قتيل

وأما الشاعر الحر فحر

بسجنه أو يحرره الرحيل

أيا وطنا يشردُ عاشقيه

لك الحب ولي منك الذحول

****

أيها النظام تراجع قبل فوات الاوان

والا لن يكون بيننا متنبى واحد

لكن 90 مليون متنبى !!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.