رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان.. والحُريَّة المُبَشِّرة


أتابع بشغف كتابات الكاهن الكاتب الرائع «أنجيليوس جرجس» لأهمية أطروحاته واستنارة رؤاه المستندة لمعارف تؤيدها، وكنموذج للراعى ورجل الدين الذى نحلم بوجوده بيننا فى كل ربوع المحروسة .. يقول القس «فى عصر محمد على الذى تولى البلاد

وهى منهارة اقتصادياً وأمنياً وفكرياً بعد حكم المماليك الذين أغرقوا مصر فى الجهل والفقر والمرض، كان نتاج هذا الجهل هو التعصب ضد الأقباط، فالحاكم الضعيف لا يستطيع أن يحكم شعباً حراً ومتحضراً، فحتى يمكنه أن يحكم لابد أن يُغرق الشعب فى ظلام الجهل والفتن حتى ينصرف عن رؤية الحرية، ودائماً ما يأخذ الحاكم صورة الدين حتى يطيعه شعبه دون نقاش فمن يخرج عن طاعته يكون كافراً وكان هذا متجلياً فى عصور المماليك لأنهم لم يكن عندهم أى وطنية أو رؤية حقيقية لمصر، وغير محمد على هذه الأمور بروح قوية ورؤية وطنية وأعطى حقوق المواطنة للأقباط فهو أول من أعطى للقبطى الحق فى ألقاب الباكوية والباشوية وسمح ببناء الكنائس ..».

بين نظم الحكم الضعيفة المنزوعة الولاء والوطنية التى تخلف حالة من التخلف والرجعية والكراهية لحرية المواطن، والنظم القوية التى تمتلك الرؤية.. توقف الكاهن بمقارنته للربط بين نظم الحكم الرشيدة وحالة الحرية «سلباً/ إيجاباً» فى توقيت جيد للتذكير بأوراق من التاريخ لها دلالات.

وبمناسبة الحديث عن الحرية أعرض بعض ما جاء فى رسالة فضيلة مرشد جماعة الإخوان عبر رسالته الأسبوعية التى تصلنا جميعاً عبر البريد الإلكترونى يقول «من الناس من يختار أنواعًا من العبودية غير العبودية للبشر الصريحة، ولما فطن الخصوم إلى الكيفية التى يستعبدون بها البشر أوقعوهم فى أنواع من العبوديات المبتكرة.

وذلك بطرقٍ جديدة فى فتح أبواب العبودية، بأن يكون الناس عبيدًا لأفكارهم بما يهيمنون عليهم من مصالح وأهواء»، كما شدد على أن العبودية غير الصريحة للبشر من خلال الأفكار عملت على انتشار حريات هى فى الحقيقة عبوديات، فصار بعض الناس عبيدًا للشهوات، فالشهوة هى التى تُحرِّكُه وتقيمه وتقعده، وكل ذلك فروع على الأصل الشيطانى الإبليسى الذى يدخل للنفس البشرية من باب الشهوات وباب الشكوك والشبهات».

سبحانك ربى، إنها شهوات «التمكين» و«عبودية السمع والطاعة «و» الاستعباد عبر المغالبة لا المشاركة «.. نعم إنها عبوديات الإخوان المبتكرة والحرية التى يبشرنا بها فضيلته والغد المشرق بها»!! لقد ذكرنى ما يقول فضيلة المرشد وما يفعله الإخوان ببعض أبيات لنزار قبانى ، ونحن نحتفى بذكرى 90 سنة على مولده وهو يشدو وكأنه بيننا فى مثل تلك الظروف.. يقول:

«فى حارتنا ديك/ يصرخ عنـد الفجر/ كشمشون الجبار/ يطلق لحيته الحمراء/ ويقمعنـــا ليل نهــار/ يخطـــب فينــا / ينشـد فينـــا / فهـو الواحـــد / وهــو الخالــد/ وهـو المقتدر الجبــار / فى حارتنـا ديك / ثمــــة ديــــك / عدوانى فاشستى/ نازى الأفكـــــار/ يسرق السلطة بالدبابـة/ ألقــى القبـض/ على الحريـــــة/ والأحــــرار/ ألغـــــــــى وطنـــا / ألغــــى شـــعبا/ ألغــــى لغــــــة/ ألغــــى أحداث التاريـخ/ وألغــى أســــماء الأزهــــــــار».

■ كاتب

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.