رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاحتلال الإخوانى


ولأننى أعرفهم وأحفظ دقات قلوبهم المريضة فإننى أخذت على عاتقى عبر سنوات طويلة تحذير مصر منهم، ولكن كثيرا التفتوا عن تحذيرى وقالوا :إنه يبالغ، فكان أن وقعنا فى الفخ، وهذا الفخ سيستمر طويلا إذا لم نقاومهم ونستبعدهم من حياتنا، لذلك فإن يوم 30/6 هو يوم قد لا يتكرر كثيراً، هو يوم مقاومة لمحتل غاشم يعشق الدماء ويستحلها

لا يظن أحدكم أن مصر يحكمها الآن فصيل وطنى ينتمى إلى مصر نختلف معه حيناً ونتفق معه حيناً آخر، هؤلاء لا وطن لهم، ولكنهم وصلوا إلى الحكم باستخدام كل الحيل والوسائل المشروعة وغير المشروعة، وارتكبوا وهم فى طريقهم لحكم مصر عدداً من الجرائم سيحتار التاريخ فى كيفية حصرها، ولكن أعلى ما ارتكبوه فى حق مصر هو «النصب والاحتيال» إذ أوهموا البسطاء أنهم جماعة تريد تطبيق شرع الله، وهم فى الحقيقة لا علاقة لهم بشرع الله من قريب أو بعيد، وقد استطاعوا من خلال هذا النصب أن يدخلوا إلى جماعتهم مجموعات من الشباب المتدين البسيط، ثم استطاعوا مسح أدمغة هؤلاء فساروا خلف تلك القيادات الشيطانية، فتحول أعضاء الجماعة إلى مجموعات من المسوخ لا عقل لها ولا فهم ولا دراية، أكاد أقسم أن الله أصابهم بخلل فى الإدراك، وهذا الخلل امتد إلى نفسياتهم فأصبحت موتورة مريضة، فكان من الطبيعى أن يكون من جلسوا على كراسى الحكم مرضى يحتاجون إلى مصحات نفسية لإعادة تأهيلهم، ولكنهم لا يدركون، فالمريض بهذا النوع من الأمراض لا يدرك طبيعة مرضه، ولكن الأعراض تظهر عليه حين يتحاور مع الآخرين .

ولأننى أعرفهم وأحفظ دقات قلوبهم المريضة فإننى أخذت على عاتقى عبر سنوات طويلة تحذير مصر منهم، ولكن كثيرا التفتوا عن تحذيرى وقالوا :إنه يبالغ، فكان أن وقعنا فى الفخ، وهذا الفخ سيستمر طويلا إذا لم نقاومهم ونستبعدهم من حياتنا، لذلك فإن يوم 30/6 هو يوم قد لا يتكرر كثيراً، هو يوم مقاومة لمحتل غاشم يعشق الدماء ويستحلها، والذى سيقعد فى بيته فى هذا اليوم يكون قد حكم على نفسه وعلى أولاده بالخنوع والذل فى دولة مظلمة لا عدل فيها، دولة ستنقسم إلى عدة دول، وستكون الطائفية عنوانها، ستصير مصر شُعبة من شُعب الإخوان المسلمين، أو ولاية فى دولة الخلافة المنتظرة، أما منصب الخليفة فسيظل شاغراً إلى أن يحصل عليه الخليفة «خيرت الشاطر» وقتها سيكون محمد مرسى أحد الولاة فى دولة الخلافة يرد عليه ما يرد على باقى الولاة، فمن الممكن أن يتعرض للعزل من قِبل الخليفة وفقا لدستور دولة الخلافة الذى ستضعه جماعة الإخوان المحتلة فى عهد الاحتلال، ولكن ما هو شكل الدولة التى ستكون إذا تركنا الإخوان يعششون على أشجار بلادنا ؟ دولة الإخوان فى مصر هى دولة مركزية شمولية تقوم على التوسع فى آليات الرقابة على كل الأنشطة الإنسانية اجتماعية كانت أم اقتصادية أم إبداعية، فسيكون هناك الرقيب الأعلى للمطبوعات والرقيب الأعلى للفنون المرئية، وسيضاف إلى قائمة الرقباء الرقيب الأعلى لفنون «التصاوير» والفن التشكيلى، أضف إلى ذلك وجود رقيب على كل الأنشطة الاجتماعية المتنوعة، وسينشأ للمجالس الرقابية المختلفة المجلس الأعلى للرقابة وسيكون رئيسه الأخ «فلان» حامى حمى الأخلاق المصرية والمانع الرسمى للأفكار الليبرالية والعلمانية والاشتراكية، ولأن لكل شىء رمز فسيكون رمز هذا الأخ هو «القفل دون المفتاح» القفل هو رمزه أما المفتاح فهو رمزاً فرعونى فيجب أن يتم إبادته وإلقاؤه فى البحر الأحمر .

فى دولة الإخوان المسلمين المحتلة ورئيسها محمد مرسى سيكون «فهم الجماعة للدين» وأفكارها بخصوصه هو المرجعية العليا للرقابة، وبطبيعة الحال وفقاً للجين الإخوانى الكامن فى جسم الإخوان فإن محمد مرسى لن تستقل قراراته عن «الجماعة » حيث ستكون مصلحتها هى الهدف الرئيسى حيث إن طريقتهم الفكرية تقوم على أساس أن مصلحة الجماعة أهم من أى مصلحة أخرى، ولإحكام تنفيذ أفكار الإخوان فسيتم تشكيل هيئة أهل الحل والعقد التى وعد بها خيرت الشاطر من قبل، وستكون هذه الهيئة هى الحاكم الفعلى بحيث لا يجوز للرئيس أو أى مؤسسة أخرى مخالفة قراراتها، رئيس هيئة أهل الحل والعقد سيكون «خيرت الشاطر» وبذلك سيكون بمثابة «آية الله خيرتى» المرشد الأعلى للدولة حيث سيقوم الدكتور محمد بديع بالاستقالة من موقعه كمرشد للجماعة وسيتم عمل انتخابات مبكرة لمرشد الإخوان ليصبح الشاطر هو مرشد الجماعة والمرجعية السياسية العليا للوطن وسيطلقون عليه وقتها «قداسة المرشد الربانى للدولة حبر الأحبار خيرت مولاى الشاطر» وسيتم تعيين الدكتور محمد بديع كعضو فى هيئة أهل الحل والعقد ومعه محمود عزت وعبد الرحمن البر». مناصب الدولة الأخرى تنتظر مباركة الإخوان لها، وأى بركة ستحصل عليها من تشريف الإخوة الربانيين لها .

فى المجال الرياضى سيكون التغيير جذرياً، فاللاعب السابق هادى خشبة سيصبح رئيساً لاتحاد الكرة، فهو الإخوانى الذى لعب دوراً كبيراً فى إدخال عدد كبير من لاعبى الكرة لتنظيم الإخوان، وسيكون القيادى الإخوانى لاعب الكرة السابق بالنادى الأهلى المحاسب عاطف السمرى أميناً لصندوق اتحاد الكرة، وبانتخابات حرة نزيهة سيصبح الأستاذ منتصر الزيات المحامى رئيساً لنادى الزمالك، وكابتن أبو تريكة رئيساً للنادى الأهلى، وسيغير عضو مجلس إدارة نادى الإسماعيلى «محسن عبد المسيح» اسمه إلى «محسن عبد النبى» ليصبح رئيساً للنادى الإسماعيلى والله الموفق والمستعان، وسينجح الأخوان حسام وإبراهيم حسن ليصبحا سوياً رئيسين للنادى المصرى، إبراهيم رئيساً لشئون الإثارة وحسام لشئون التهدئة، أما باقى الأندية فسيتولاها الحاج خيرت وولده شئون توريد الملابس الرياضية .

الدكتور المحاسب الإخوانى حسين حسين شحاتة صاحب دار المشورة الإخوانية ومحاسب جماعة الإخوان سيصبح محافظاً للبنك المركزى.

لن يترك الإخوان باقى مؤسسات الدولة شاغرة، فهى مسئولية تاريخية، ولذلك سيصبح القبطى البروتستانتى رفيق حبيب رئيساً لكل الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية منعاً لوجع الدماغ والفتنة الطائفية ولتوحيد المصريين الأقباط تحت راية واحدة بعيداً عن الملل والطوائف، وهو هدف أسمى من كل شىء .

أما باقى مؤسسات الدولة فسيشغلها الحاج خيرت وولده وفقاً لتخصصاته المتنوعة فالشاطر يغزل برجل حمار .

■ قيادى سابق بجماعة الأخوان