رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هتاف الشعب المصرى.. «لا تصالح»‏


تتميز حركات وجماعات الإسلام السياسى بسمات متلازمة عديدة يعملون بها من أجل تحقيق مآربهم ومصالحهم، مبررين ذلك باسم الدين الإسلامى.. أول هذه المبادئ التى يعتمدون عليها ويروجونها ‏أنهم «هم الإسلام» وهم الذين يحتكرون الحقيقة وحدهم.‏
لقد وجدنا ذلك فى فكر جماعة الإخوان المسلمين، فهم المسلمون على حق ومن عداهم ومن لا يؤمن بأفكارهم وعقائدهم ومبادئهم فهو كافر، وهم فقط المدافعون عن الدين الإسلامى والمسئولون عن ‏نشره بين العباد. ولقد شهد شاهدٌ منهم على ذلك عندما قالت الدكتورة الجامعية باكينام الشرقاوى «أنا إخوانية» بمعنى أنها تنتمى إلى الإخوان الذين يمثلون الدين الإسلامى الحق، ومن لا ينتمى إليهم فهو ‏ليس من المسلمين الحقيقيين.‏
ومن المعروف أن من ينتمون لهم ولتنظيماتهم ولأفكارهم عليهم السمع والطاعة دون إعمال العقل أو التفكير خارج نطاق الجماعة، وينطبق ذلك على كل الجماعات «المتأسلمة» التى خرجت من ‏عباءة الإخوان المسلمين من سلفيين وسلفيين جهاديين والجماعة الإسلامية ثم تنظيم القاعدة الذى نشأ على يد الأمريكان فى ثمانينيات القرن الماضى بزعم مواجهة الكفرة السوفييت فى أفغانستان، هذا ‏التنظيم الذى قام بتدريب أفراده على استخدام السلاح وأساليب العنف والقتل والتدمير هو جماعة الإخوان المسلمين الذين يمتلكون خبرة ميليشياتهم المسلحة التى بدأت كتنظيم سرى يقوم بنشر فكر ‏الجماعة بقوة السلاح ويقوم بتنفيذ الاغتيالات وأعمال العنف والإرهاب والتى كانت ذروتها فى اعتصامى النهضة ورابعة، وما قاموا به- بعدما أسقط ملايين الشعب المصرى نظامهم الفاشى الدموى ‏فى ثورة٣٠ يونيو- من هجوم على المنشآت والأقسام وحرق وقتل (وسلخ المواطنين فى قسم كرداسة)، هذا غير حرق الكنائس والمتاحف ونهبها وقتل عدد من الصحفيين الذين سجلوا جرائمهم، منهم ‏ميادة أشرف، شهيدة مظاهرات الإخوان فى عين شمس، ولن ننسى اغتيال جماعة الإخوان الصحفى الحسينى أبوضيف، شهيد أحداث الاتحادية.‏
ثانية هذه الصفات التى يرتكز عليها الإخوان فى عملهم هى أنهم «ضد التحالف» وضد المشاركة مع أى من الجماعات أو القوى السياسية الأخرى حتى لو أقسموا بالأيمانات المغلظة أنهم يريدون ‏‏«المشاركة لا المغالبة»، فهم يركبون قطار أى عمل من أجل تحقيق مصلحتهم الشخصية مثلما رفضوا الاشتراك فى ثورة يناير ثم التحقوا بها فى يومها الرابع من أجل الوصول إلى السلطة لتحقيق ‏هدفهم المشترك والمتفق عليه مع الرأسمالية المعسكرة المتوحشة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تقسيم الدول العربية إلى دويلات بإشعال الحروب الداخلية على أساس عرقى ومذهبى، ما ‏يسهم فى إنهاك وإضعاف هذه الدول ويسهل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وطبعا مكافأة الإخوان هى حكم هذه الدويلات تحت مسمى الخلافة الإسلامية، فالإخوان لا يؤمنون بالدولة القومية ذات ‏الحدود والعلم والنشيد، هم لا يؤمنون بالوطن.‏
أما ثالثة هذه الصفات والمبادئ التى يعتمدون عليها ويروجونها ويعملون على نشرها وتبريرها على لسان قادة الجماعة ومكتب إرشادها فهى الكذب تحت مبدأ «الضرورات تبيح المحظورات» وأن ‏‏«الغاية تبرر الوسيلة» وبالتالى الكذب مباح يتنفسونه ليل نهار من أجل تحقيق مصالحهم وأغراضهم والحفاظ على جماعتهم، كما أنهم ولتحقيق الاستمرار ينسقون ويعملون مع أى نظام وأى دول ‏أجنبية وأى مخابرات لدول معادية منها ألمانيا وإنجلترا وأمريكا، وكل ذلك على حساب الشعوب والأوطان. إنهم يستبيحون سرقة الأموال وقتل الأنفس وتكفير من يختلف معهم فى الديانة أو الفكر.. ‏هذه هى مبادئهم ومن يقترب منهم أو يتعاطف معهم يقومون بغسل مخه وعليه السمع والطاعة.‏
وبعد كل ذلك نجد من يطالبوننا بالمصالحة والتصالح والحوار والمراجعات والتى كانت نتيجتها «مزيدا من الاغتيالات والتشدد». ويقول لنا البعض علينا بالحوار والمصالحة مع المتعاطفين مع ‏جماعة الإخوان الإرهابية أو مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء أو من لم يقترفوا عنفًا. أقول لكل هؤلاء وبصوت عال ومسموع: الأعمال الإرهابية تبدأ باعتناق فكر متشدد متطرف موجود فى كتب ‏الإخوان وعلى لسان قادتهم وقادة أحزاب وجماعات تحالف دعم الشرعية الذين يحضون على الفتنة والعنف بين أبناء الشعب الواحد ويعملون ليل نهار على هدم الدولة المصرية. كما أقول إن الجماعة ‏وقادتها يرون فى المرأة أنها، وكما جاء على لسان مؤسسيها، «وعاء للإنجاب وإمتاع الرجل».‏
إن من اكتشف كذب وخداع وادعاء من يسمون بأنصار الإسلام السياسى هو الشعب المصرى بفطرته السليمة، والشعب المصرى الذى عانى ولا يزال يعانى من الأعمال الإرهابية فى سيناء وعلى ‏حدودنا الغربية والجنوبية وفى داخل البلاد فى بحرى والصعيد، الشعب الذى يقدم أبناءه فداءً للوطن يرفع صوته بهتاف «لا تصالح»، لا تصالح مع من يبثون فحيح سموم أفكارهم فى المجتمع ليصير ‏منقسما إلى طوائف متناحرة، لا تصالح مع من يتنفسون كذبًا ليل نهار، لا تصالح مع من لا يؤمنون بوطن وحدود وأرض ونشيد وعلم.‏