رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشفى معهد ناصر.. فخر لمصر


على مدى سنوات، كنت أعانى من أوجاع وتقلصات شديدة فى المعدة، التى تُشخص أنها بسبب التوتر النفسى.. منذ شهرين، أصبحت الأوجاع، والتقلصات، لا تنقطع ٢٤ ساعة، وكانت أكثر إيلامًا. عملت أشعة على البطن والحوض، عند أحد المراكز الخاصة، ودفعت ٣٥٠ جنيها. رآها الطبيب وقال: «التهاب مزمن فى المرارة وأنصحك باستئصالها».
لحسن الحظ أننى أسكن أمام مستشفى معهد ناصر. ذهبت إلى هناك يوم ٢٧ فبراير، إلى د. هانى راشد، مدير المستشفى، والذى قام بتحويلى إلى رئيس قسم الجراحة، د. محسن الأحمدى.
د. محسن الأحمدى طلب إعادة الأشعة، حيث قال: «هناك التهاب مزمن فى المرارة لكنه ربما يزول بالعلاج.. لازم نعيد الأشعة وأنتِ صائمة، ثم بعد نصف ساعة تأكلى وجبة معينة وتعيدى الأشعة». فرحت لأننى لا أريد إجراء عملية.. وثانيا، لأن كلام د. محسن الأحمدى، يدل على دقته، والأهم على نزاهته، واستقامته المهنية، والأخلاقية، التى هى سمة نادرة. فأغلب الجراحين يسعدون بفتح غرفة العمليات، لا إغلاقها.
فى اليوم التالى، ٢٨ فبراير، ذهبت إلى د. سونيا النجار، رئيس قسم الأشعة، وأنا صائمة.. وكانت المفاجأة وجود «حصوة» عند عنق المرارة، وليس مجرد التهاب مزمن. لقد ذهبت إلى مركز خاص، ودفعت ٣٥٠ جنيها، ولم يكتشفوا «الحصوة»، التى كانت واضحة جدا.
يوم ١ مارس، أجرى لى د. محسن، الطبيب المبتسم، ذو الكفاءة المتميزة، الموحى بالثقة، جراحة المنظار. أقمت ليلتين فى المستشفى. واليوم بعد استئصال المرارة، التى أذاقتنى «المرار» طويلا، و«عكننت» حياتى، أجد من واجبى تقديم الشكر لهذا الصرح الطبى المصرى، الذى أراه فخرا لمصر.
مستشفى معهد ناصر، التابع لوزارة الصحة والسكان، لا يعيش على دم المرضى، وسرقة أموالهم، وصحتهم، كما يفعل بعض أكبر المستشفيات الخاصة، والاستثمارية. فوجئت بمدى نظافة المستشفى، والكفاءة العالية للتمريض، والأطباء الذين كانوا يتناوبون لمتابعة حالتى.
وقد سألنى طبيب التخدير، ألف سؤال، قبل أن يعطينى جرعة التخدير.. أذكر عندما أجرت والدتى عملية فى ركبتها، فى أحد المستشفيات الخاصة، أنها رأت ذبابا يحوم فى غرفة العمليات. أما فى مستشفى معهد ناصر، فإننى بُهرت بمستوى النظافة، ليس فقط فى غرفة العمليات، ولكن أيضا فى غرفة الإقامة، ونوعية الوجبات المقدمة، وزى الممرضات.
أشعر بالامتنان لمستشفى معهد ناصر، للبحوث والعلاج، خلية النحل المصرية الناجحة، والتى يستلزم لنجاحها، مدير واع، متميز، مثل د. هانى راشد، يدرك أهمية وضرورة تقديم الشِفاء للمصريين والمصريات، بأفضل الأجهزة، وأمهر الأطباء، وبأقل التكاليف الممكنة.. مستشفى معهد ناصر جعلنى أتفاءل، فهو نقطة مشرفة مضيئة فى هذا الوطن.