رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خديعة مارك.. مؤسس «فيسبوك» بعد تسريب بيانات المستخدمين: «أنا آسف»

جريدة الدستور

اعترف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة «فيسبوك»، بصحة واقعة تسريب شركة البيانات «كامبريدج أناليتيكا»، بيانات ٥٠ مليون أمريكى، مشتركين على موقع التواصل الاجتماعى الأشهر، لصالح الحملات الانتخابية للمرشحين السياسيين فى الولايات المتحدة.

قال مارك خلال تدوينة على حسابه، فى أول تعليق على الأزمة: «نعم لقد ارتكبنا أخطاءً»، مشيرًا إلى اعتزامه تغيير طريقة مشاركة البيانات، مع تطبيقات الجهات الخارجية، بما يمنع فك الخصوصية، وتوزيع البيانات بشكل غير قانونى.
وكتب زوكربيرج: «نحن نتحمل مسئولية حماية بياناتك، وإذا لم نستطع ذلك، فإننا لا نستحق أن نخدمك»، مشيرًا إلى أن الشركة غيرت بالفعل بعض القواعد التى مكنت من حدوث الانتهاك، مضيفًا: «هناك الكثير للقيام به، ونحن بحاجة إلى تحسينه وتطبيقه».
وتحدث زوكربيرج مع عدد قليل من وسائل الإعلام حول الواقعة، وأجرى مقابلة تليفزيونية مع «سى إن إن»، كرر فيها اعتذاره، قائلًا: «أنا آسف حقًا لحدوث ذلك»، مشيرًا إلى استعداده للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس، مضيفًا: «لا أعارض بشكل كامل، خضوع الموقع لمزيد من الأنظمة والقواعد».
وشاركت الرئيسة التنفيذية لـ«فيسبوك» شيريل ساندبرج، تدوينة مارك التى اعترف خلالها بالواقعة، وأضافت تعليقها الخاص: «نحن نعلم أن هذا كان انتهاكًا كبيرًا لثقة الناس، وأنا أشعر بأسف شديد، لأننا لم نتخذ إجراءات كافية للتعامل معه».
وذكرت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية، أن مارك كسر صمته الذى استمر لمدة ٥ أيام، عقب انتشار الفضيحة، التى أحاطت بشركته، وكتب تدوينة مطولة، على صفحته الرسمية، يعترف فيها بأن السياسات التى سمحت بإساءة استخدام البيانات، خرقت الثقة بين «فيسبوك» والمستخدمين، الذين يحفظون بياناتهم فى الموقع، ويطمئنون إلى حمايتها.
وقالت الصحيفة: «تنبع حقيقة الأزمة، من السياسات التى تسمح لمطوّرى التطبيقات التابعين لجهات خارجية، باستخلاص بيانات شخصية عن المستخدمين على فيسبوك، وأصدقائهم فى الفترة من ٢٠٠٧ إلى ٢٠١٤، وقد نفذت شركة كامبريدج أناليتيكا، وتحديدًا مديرها ألكسندر كوجان، تطبيقًا لاستخراج المعلومات لأكثر من ٥٠ مليون شخص، ثم نقلها للاستخدام التجارى والسياسى».
وتابعت: «بعد غضب المستخدمين، والدعوة إلى إجراء تحقيقات، وتنظيم، من المشرعين فى الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، ألقى فيسبوك باللوم على المشتركين، لعدم فهم شروط الخدمة الخاصة، بشركة كامبريدج أناليتيكا، والتى مكنتها من اختراق خصوصية البيانات على صفحاتهم».
وأضافت: «رغم اعتراف زوكربيرج بالخطأ، فإنه لم يقدم بشكل خاص أى تفسير، لعدم قيام فيسبوك بأى جهد لإبلاغ المستخدمين المتضررين، عندما أخبرت وسائل الإعلام، فيسبوك بسوء استخدام البيانات فى مرة سابقة فى ديسمبر ٢٠١٥».
وأوضحت الصحيفة أن سوء السمعة الذى طارد «فيسبوك»، يعود إلى نهاية حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تم ربط التلاعب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالموقع، مضيفة: «هناك من يؤكد أن أناليتيكا هى من صنعت فيسبوك نفسه، والموقع هو من سمح باختراق خصوصية المستخدمين والتعرف على بياناتهم وتسريبها».
ورأى المحلل فى مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة جيف هاوزر، أن اعتراف مارك، محاولة بائسة لإيصال رسالة بأن موقعه يأخذ الواقعة على محمل الجد، لكنه فى الحقيقة يجارى وسائل الإعلام، ولا يعلن الحقائق كاملة.
وقالت مديرة الأبحاث فى مركز تاوت للصحافة الرقمية جوناثان أولبرايت: «فى حين رحب كثيرون بتفسير زوكربيرج، واعترافه بحصول كامبريدج أناليتيكا على صلاحية، وإمكانية الوصول إلى البيانات الخاصة بمستخدمى فيسبوك، فإن الجميع أصيب بخيبة أمل، لأن الرئيس التنفيذى للموقع، لم يتطرق إلى السبب وراء تمكين فيسبوك لأكبر عدد من الجهات الخارجية، بالوصول إلى المعلومات الشخصية لمستخدميه لسنوات عديدة».