رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حينما ينادى الوطن


يحتفل نجوم مسلسل «أبوالعروسة»، للفنان سيد رجب والفنانة سوسن بدر بنجاح العمل فى برنامج أسامة كمال، الذى يذاع فى العاشرة مساء، ويروى أبطال العمل كواليس المسلسل على الشاشة. المسلسل بطولة سيد رجب، وسوسن بدر، ومدحت صالح، ونرمين الفقى، ومحمد عادل، ومحمود حجازى، وولاء الشريف، ومن تأليف هانى كمال.
حينما ينادى الوطن فإننا لا بد أن نلبى النداء.. حينما يكون الوطن فى حاجة إلى وقوفنا بجانبه فلا بد أن نقف معه بكل قوة.. وحينما يتعلق الأمر بأمان الوطن ومستقبله فإننا لا بد أن نؤدى دورنا فى حمايته بكل قدراتنا.. وحينما يكون الهدف هو مستقبل الوطن فإننا لا بد أن نشارك فى صياغته.. والمشاركة لا تكون بالقول أو الجلوس فى أماكننا أو فى بيوتنا أو على الكنبة.. إن المشاركه فى صياغة مستقبل الوطن تعنى أننا نشارك فى صياغته من أجل أنفسنا ومن أجل أبنائنا وأحفادنا.. وأن نساهم بدورنا كى نجعله أكثر تحضرًا وتقدمًا وازدهارًا.. إن أى دور مهما كان صغيرًا فإنه يمكن أن يكون له تأثير، خاصة إذا كان يتعلق بيوم الإدلاء بالصوت لانتخاب رئيس الجمهورية الذى سيقود دفة مصر خلال السنوات الأربع المقبلة.
ما هو معنى الوطنية إن لم يكن حب الوطن فى قمة أولوياتنا؟ إن حب الوطن هو الوطنية ذاتها والتعلق به دون غيره من البلاد، وحب الوطن لا يكون بالكلام والأقوال وإنما بأن نترجم هذا الحب إلى أفعال ومواقف وعطاء مستمر.. إن معنى الوطنية الالتزام بما يحقق مصالح الوطن.. وإن معنى الوطنية هى أن يكون الحفاظ عليه فى أول واجباتنا.. وإن معنى الوطنية هى المشاركة فى الدفاع عنه وأن يصبح الصمود فى وجه أى معتدٍ فى قمة أولوياتنا.. إن معنى الوطنية هى العمل فى سبيل حماية الوطن وهويته وتحسين أحواله إلى الأفضل، والعمل بجدية للنهوض به والدفاع عنه وقت الخطر، والإدلاء بالصوت وقت الانتخابات لاختيار الأصلح له.
وحينما أذكر كلمة الوطن تتدافع إلى وجدانى مشاعر وأحاسيس وأشعار نحفظها ونحبها.. وربما لا تمثل الكلمة الكثير كما لاحظتُ لشباب اليوم ولشابات اليوم الذين من الضرورى أن نهتم بغرس قيم الوطنية وأن تكون هاديًا لهم منذ الصغر، ليشبوا على حبه كما تربينا نحن، وليعملوا الأصلح من أجله كما تعلمنا نحن فى بيوتنا ومدارسنا منذ الصغر، فصار الوطن فى القلب والعقل والوجدان.. أتذكر أن من أجمل الكلمات التى أحبها قصيدة لشوقى يقول فيها: «وطنى لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى».. وأغنية تمر على الذاكرة مثل الطيف عرفناها من آبائنا وأمهاتنا لأنها من كلمات وألحان الموسيقار الخالد الراحل محمد عبدالوهاب، وأحببتها وكثيرًا ما أرددها، تقول: «حب الوطن فرض علىّ... أفديه بروحى وعنيّه».. أما عبدالحليم فغنى ٢٤١ أغنية وطنية من التى نحفظها ونرددها دائمًا «أحلف بسماها وبترابها». ومن منا لا يردد: «يا حبيبتى يا مصر» لشادية.. ونشيد: «بلادى بلادى بلادى.. لك حبى وفؤادى».. للشاعر محمد يونس القاضى وتلحين الموسيقار المصرى الخالد سيد درويش.. وبعض كلماتها منقولة عن الزعيم الوطنى الراحل مصطفى كامل.
أتذكر هذه الكلمات المحفورة فى الوجدان لأنها علامات فى تاريخ الفن.. علامات رددناها وأحببناها وتغنينا بها وزرعت فينا هذا الإحساس الجارف بحب الوطن منذ الصغر.. أيضًا هناك دور الأسرة والمدرسة وأهل الفن والإبداع المحبين للوطن، ينقلون كل ذلك إلى وجداننا ليكون جزءًا من شخصيتنا وتكويننا، يزداد بتقدم عمرنا ويتعاظم مع مرور الوقت فى مواجهة الأخطار.. فنشأنا وحب الوطن فى ثقافتنا وفى داخل مشاعرنا وفى عمق إحساسنا.. وهذا لا يحدث الآن فى بلدنا.. لذا علينا أن نعيد قيمة الانتماء والولاء للوطن للأطفال والشباب منذ الصغر.
إننا على بُعد أيام من الانتخابات الرئاسية في داخل مصر، التى ستبدأ يوم ٢٦ مارس ولمدة ٣ أيام.. والتى من الضرورى أن يشارك فيها كل محب للوطن دون تردد، الشباب والنساء والرجال والأمهات والآباء والجدات والأجداد.. ومن الضرورى أيضًا أن يشارك «حزب الكنبة» الذين شاركوا فى ثورة يونيو.. هؤلاء الذين شاركوا بالملايين.. فكان بحق مشهدًا مدهشًا واستثنائيًا لحوالى ٤٠ مليونًا.. وهنا يقفز السؤال: هل يمكن أن نصل إلى هذا العدد مرة ثانية حتى نقدم مشهدًا رائعًا ومدهشًا أمام العالم؟
والإجابة هى: نعم يمكن.. لأننا شعب دون كتالوج، شعب جبار يتحمل الصعاب ويظهر معدنه الطيب فى وقت الخطر ووقت الشدة.. إن هذا قد حدث حينما قررنا جميعًا النزول بالملايين ضد الظلام.. ولأننا لا بد أن ننزل بالملايين ضد الظلام وحتى ننتصر للنور والتنوير والتقدم والاستقرار والأمان والازدهار والأمان والقضاء نهائيًا على الإرهاب والانتصار على أعدائنا بكل أشكالهم وأهدافهم الخبيثة.. لا بد أن نتمسك بكل الوطنية التى بداخلنا له، لأن مشاركتنا فى الإدلاء بأصواتنا فى الانتخابات الرئاسية ستحدد شكل الوطن فى السنوات المقبلة.. إن عدد الناخبين يبلغ ٥٩ مليونًا و٧٨ ألفًا و١٣٨ناخبًا.. فإن نزلنا فلا بد أن ننزل بمشهد استثنائى أمام العالم لأن وطننا يستحق منا ذلك.. لا بد أن نتجاوز أى رقم فى أى انتخابات ماضية، لا بد أن نسجل رقمًا قياسيًا يتجاوز أى رقم سابق ٢٥ مليونًا أو ٣٠ مليونًا هذا أقل واجب نحو مصر.. إن نزلنا بعدد يتجاوز الـ٣٠ مليونًا نكون قد انتصرنا لمصر واستقرارها وأمانها وتقدمها.. إنه نداء الوطن واستقرار الوطن.. وحينما ينادى الوطن فلا بد أن نستجيب، إنه واجبنا نحوه.. ومن الضرورى أن نستكمل مع السيسى وأن يستكمل معنا مسيرة بدأت فى ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. إنها مسيرة إلى الأمام.. وإننا بنزولنا بأعداد كبيرة كما حدث فى ثورة ٣٠ يونيو نكون قد حققنا انتصارًا على أعدائنا، والذين كانوا يدعون إلى مقاطعة الانتخابات، والذين يسعون إلى إضعاف جبهتنا الداخلية.. إن نزولنا بأعداد كبيرة معناه أننا عازمون على السير فى طريق استقرار الدولة والأمان والقضاء على الإرهاب وحماية الحدود والتنمية والتقدم والإنتاج والعمل، وتكملة المشروعات العملاقة التى بدأت والبدء فى غيرها.
إن الإدلاء بالصوت فى الانتخابات الرئاسية سيؤكد للعالم أن الشعب المصرى يستكمل حلقات مسيرته، وأنه عازم على الانتصار على المؤامرة الدولية التى كانت تستهدف تدمير الوطن.. إن نزولنا فى هذا اليوم هو حق الوطن علينا وحق الشهداء علينا وحق دعم الرئيس الذى لبّى النداء حينما فوضناه فى القضاء على الإرهاب.. وحق دعم الرجل الذى وقف مع الجيش لحماية الشعب حينما ثار بالملايين لخلع حكم الظلاميين.. وحق الرجل الذى أعاد لمصر مكانتها أمام العالم.. أنا سأذهب للإدلاء بصوتى فى انتخابات الرئاسية التى ستبدأ يوم ٣٦ مارس وتستمر ثلاثة أيام.. وأنا شخصيًا سأنتخب عبدالفتاح السيسى لفترة ثانية؛ لأننى أثق فى وطنيته وفى قدرته على حماية مصر، واستكمال مسيرة التقدم بمصر إلى الأمام، ودعم المرأة، وتحسين أحوال مصر إلى الأفضل إن شاء الله.. أنا مصرية وأفتخر.