رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيمن الحكيم يكتب:"ملك".. قصة المطربة التي اغتالها مصطفى أمين

جريدة الدستور

هذه السيدة كانت حالة استثنائية وفريدة فى تاريخنا الغنائى، فهى الوحيدة التى جمعت بين الغناء والتلحين والعزف على العود بنفس المهارة والشطارة والتمكن، وكانت ترى نفسها أعظم وأهم وأكثر موهبة من أم كلثوم وأسمهان معًا، ويسجل التاريخ أنها أسست دار أوبرا تحمل اسمها وقدمت فيها عروضها لأكثر من عشر سنوات متصلة، وكان من جمهورها أمير الشعراء شوقى وشاعر النيل حافظ وكاتب زمانه الشيخ البشرى ورئيس وزراء العراق نورى السعيد.
لكن المفارقة المذهلة أن تاريخها تبخر ولم يبق منه شىء ملموس ولا محفوظ، فقد كانت الأقدار قاسية معها، فلم تكتف بأن يحترق مسرحها وتاريخها وشقى عمرها وتلتهمه النيران فى حريق القاهرة ١٩٥٢، لكنها فوق ذلك وجدت من يمحو تاريخها مع سبق الإصرار والترصد، عقابًا لها على تطاولها على أم كلثوم.
ومن هنا تتضح الصعوبات والمطبات التى واجهت صديقنا الناقد والمؤرخ المسرحى المعروف د. عمرو دوارة عندما قرر أن يوثق حياة «ملك» ويستعيد سيرتها ويكتب عن تجربتها، فلم يجد فى أرشيفات المؤسسات الصحفية قصاصة عنها ولا صورة لها، رغم أنها كانت نجمة فى زمانها وملء السمع والبصر، وكان التفسير المتداول سرًا: فتش عن أصابع مصطفى أمين ونفوذه، فهو الذى قام بجمع ملفات «ملك» وأخفاها من أجل خاطر وعيون أم كلثوم، وكان الجميع يعلم مساحة علاقته بكوكب الشرق، وأن بينه وبينها ما هو أكبر من الصداقة، فقرر مجاملة لها أن يمحو تاريخ منافستها.. أو من ظنت أنها كذلك.
ورغم ذلك نجح عمرو دوارة بدأبه وإصراره فى أن يجمع «شتات» تاريخ «ملك» على طريقة «البازل»، قطعة قطعة، ومعلومة معلومة، وصورة صورة، وأغنية أغنية، ومسرحية مسرحية، إلى أن أعاد للحياة تلك السيدة التى حملت بمفردها مسئولية المسرح الغنائى المصرى فى الأربعينيات، ومنحته مجدًا جديدًا استكملت به مسيرة العظيم المجدد سيد درويش.
اسمها الفنى اختاره حسنى البابا والد نجاة وسعاد حسنى.. ولقب «مطربة العواطف» أطلقه عليها محمد التابعى
لنبدأ الحكاية من البداية، اعتمادا على سيرتها، التى وثقها عمرو دوارة: اسمها الحقيقى «زينب محمد أحمد الجندى»، وُلدت لعائلة ميسورة الحال بحى الجمالية عام ١٩٠٢، أما اسمها الذى ذاع واشتهرت به فقد أطلقه عليها حسنى البابا، الخطاط الشهير ووالد نجاة وسعاد حسنى، وكان مفتونًا بصوتها ومن أكبر مستمعيها ومن رواد مسرحها، أما لقب «مطربة العواطف»، الذى التصق بها فقد أطلقه عليها أمير الصحافة محمد التابعى، وكان من المعجبين بأغانيها العاطفية، ويبدو أنه وجد فيها بديلا لأسمهان، التى كان الموت قد خطفها منه عام ١٩٤٤ فى حادث مأساوى.
بدأت ملك بالغناء فى الأفراح وهى فى العاشرة من عمرها، وكانت مفتونة بسلطانة الطرب منيرة المهدية وأغانيها وطريقة أدائها، وقررت أن تسير على دربها فى احتراف الغناء بأن تتعلم المزيكا على يد أسطواتها الكبار، فدرست الغناء على يد إبراهيم القبانى وزكريا أحمد وعبده بقطر، أما القصبجى فقد منحها أسراره الخاصة فى العزف على العود فأتقنته ونافست فيه «العوادين» الكبار.
فى العام ١٩٢٥ انضمت إلى تخت الست منيرة المهدية، لكن طموح «ملك» كان أكبر من أن تكون كومبارس ولو وراء سلطانة الطرب، وشفع لها صوتها القوى الملىء بالشجن فى أن تجد لها فرصة فى المسارح الغنائية، فتنقلت بين فرق الجزايرلى وفوزى منيب وأمين صدقى وأولاد عكاشة، وشاركت بالتمثيل والغناء فى مسرحياتهم، وأصبحت لها فقرة غنائية خاصة فى كازينو البسفور، وبدأ صيتها يعلو واحتلت غلاف مجلة «روزاليوسف» الصادرة فى ١١ أغسطس ١٩٢٧ وكتبت تحت صورتها: الآنسة ملك مطربة ناشئة ظهرت حديثًا على التخت وعندها من المواهب ما يبشرها بمستقبل كبير فى عالم الغناء.
ثم جاءت الخطوة الأهم والقرار الأخطر فى حياة ملك بتأسيسها فرقة مسرحية غنائية خاصة تحمل اسمها، ففى العام ١٩٤١ استأجرت ملك قطعة أرض تملكها الأميرة شويكار فى شارع «خليج الخور»، القريب من شارع عماد الدين لمدة ١٥ سنة، وبنت عليها مسرحا فخما، وضعت فيه كل «تحويشة» عمرها وجهزته بأغلى الديكورات والأجهزة، وأطلقت عليه «دار أوبرا ملك»، لتكون أول مطربة يوضع اسمها على دار أوبرا خاصة.
وإذا كانت «لطيفة عبدالله» دخلت تاريخ المسرح كأول ممثلة مصرية تقف على خشبة المسرح، ودخلته منيرة المهدية كأول صاحبة فرقة مسرحية مصرية تحمل

اسمها، ودخلته فاطمة رشدى كأول مخرجة مسرحية، فقد دخلته ملك كذلك كصاحبة أول دار أوبرا.
فى يناير ١٩٤٢ افتتحت ملك دارها بأوبريت «عروس البحر»، وعلى امتداد سنوات عشر تالية حتى يناير ١٩٥٢ حينما احترق مسرحها، قدمت ملك ٢٥ عملا مسرحيا غنائيا، جمع بين التاريخى والاجتماعى، المصرى والعالمى، الكوميدى والتراجيدى، كانت هى البطلة ومؤلفة الأغانى، بل وبين فصول العروض كانت تبدل ملابسها وتقدم وصلات من العزف على العود تنتزع بها آهات الإعجاب والتصفيق الملتهب، كان أشهر مسرحياتها: «مايسة، طباخة بريمو، جواهر، سفينة الغجر، حاوى إفرنجى، روميو وجولييت، درية، سهام، شيرين، عشاق بالجملة، بنت الحطاب، كيد النسا، عمرو بن العاص، الطابور الخامس، ليالى شهرزاد».
ومن بين أعمالها الـ«٢٥»، كتب لها بيرم التونسى «٦»، ومحمود تيمور «٥»، واستأثر السيد بدير بإخراج نصيب الأسد من عروض الفرقة «١٧» عملًا، كما أخرج لها مخرجون فى قيمة زكى طليمات وفؤاد الجزايرلى ونور الدمرداش.
وأما نجوم فرقتها من المطربين فكانوا: عباس البليدى وإبراهيم حمودة وشفيق جلال.. وضمت فرقتها ممثلين فى وزن يحيى شاهين وحسين صدقى وصلاح منصور وعبدالبديع العربى، كما منحت الوجه الجديد حسن يوسف فرصة وقدمته فى عروضها الأخيرة.
وصحيح أن أمير الشعراء لم يلحق بدار أوبرا ملك ولكنها قدمت مسرحيته الشعرية «كليوباترا»، تقديرا منها لشوقى بك، صديقها القديم وداعمها فى بدايات مشوارها، فقد كتب لها خصيصا أغنيتين: «بى مثل ما بك يا قمرية» و«يا حلوة الوعد».
وكما جمعت ملك بين إعجاب أمير الشعراء شوقى وشاعر النيل حافظ، فقد نجحت كذلك فى أن تجمع بين الشاعرين الشقيقين كامل ومأمون الشناوى فى عمل فنى واحد، وهو فيلمها السينمائى الوحيد «العودة إلى الريف» الذى عرض فى ٢٨ ديسمبر ١٩٣٩ وشاركها بطولته محمود ذو الفقار والنابلسى، وكتبه وأخرجه أحمد كامل مرسى، وغنت فيه ست أغنيات كتب كلماتها الأخوان الشناوى مع يوسف بدروس، وشارك فى تلحينها رياض السنباطى وفريد غصن.. معها بالطبع.
وبعده أقدمت ملك على إنتاج فيلم جديد حمل اسم «عبيد الذهب» منحت بطولته للممثل الشاب فاخر فاخر وأخرجه فؤاد شبل، وقبل تصوير مشاهده الأخيرة حدث خلاف بينها وبين موزع الفيلم، فتوقف التصوير، ولم يخرج الفيلم للنور وضاع عليها كل ما أنفقته عليه.
وكما لم يحالفها النجاح فى السينما كذلك كان الحال فى تجربتها مع الإذاعة، فلم يرد المسئولون عنها أن تقوم ملك بتلحين كل أغنياتها، واضطروها للاستعانة بملحنين آخرين، فغنت من ألحان السنباطى والقصبجى وعبدالعظيم عبدالحق، واشتهر لها من ألحان الشيخ زكريا طقطوقة «أنا سمكة وكانت فى الميه» وكذلك قصيدة «عجبى لمحتمل الصبابة» من كلمات بديع خيرى.
ولكن النجاح الأكبر الذى حققته ملك على خشبة المسرح، فكانت بحق ملكة المسرح الغنائى فى سنوات الأربعينيات، ويبدو أن النجاح أسكرها فدخلت فى «مناكفات» مع نجمات عصرها، إذ كانت تعتبر نفسها «رأسا برأس» مع أم كلثوم بل تزيد عليها أنها تلحن أغانيها بنفسها، وأنها عازفة عود يحسب حسابها، وفوق ذلك فإنها تقف كل ليلة لتغنى «لايف» على خشبة المسرح لساعات طويلة، فى حين أم كلثوم لا تغنى إلا مرة فى الشهر.


«حريق القاهرة» أنهى سنوات مجدها فسافرت إلى العراق
بعد المجد الذى حققته «مطربة العواطف» جاء حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢ ليعطل مسيرتها، فكان مسرحها من بين الأماكن التى أتت عليها النيران فدمرته تدميرًا، وتحولت دار أوبرا ملك فى ساعات إلى رماد، وضاعت تحويشة عمرها، والمفاجأة أن ملك لم تحزن على الديكورات التى احترقت، ولا الجدران التى تآكلت، ولا الملابس الثمينة التى التهمتها النيران، ولا على المكان الذى شهد سنوات مجدها وذروة تألقها، بل كان صميم حزنها على النوت الموسيقية لأعمالها وألحانها التى لا يمكن تعويضها أو استرجاعها.
كانت صدمة ملك مروعة، وحاولت أن تخرج منها سريعًا وتعيد بناء مسرحها من جديد، لكن ظروفها المادية لم تمكنها من إعادة افتتاحه واستعادة فرقتها، وفى تلك الظروف الصعبة وصلتها دعوة من العراق لإحياء عدة حفلات والمشاركة فى بعض الأعمال الفنية، والمؤكد أنها كانت بإيعاز من رئيس الحكومة العراقية نورى السعيد، وكان من محبى «ملك» والمعجبين بصوتها ومواهبها، وكان من المفترض ألا تطول الرحلة عن شهور معدودة تعود بعدها- بما يتيسر لها أن تدخره من نقود- لتستأنف نشاطها فى القاهرة، لكن إقامة ملك فى العراق طالت لخمس سنوات.
وفى تلك الرحلة البغدادية قدمت ملك «٤» أغنيات للإذاعة العراقية اشتهرت منها أغنية عنوانها «صباح الخير يا لوله»، وهى أغنية صباحية شبيهة بأغنية أم كلثوم الشهيرة «يا صباح الخير يا للى معانا» ولكن باللهجة العراقية، وظلت محطات الراديو العراقية تذيعها يوميا لسنوات طويلة إلى حد جعل أجيالا جديدة من العراقيين يظنون أن «ملك» عراقية.
بعد عودتها إلى القاهرة أعادت ملك افتتاح مسرحها عام ١٩٥٧، وكانت قد تزوجت من المخرج المسرحى الشاب الذى يصغرها بسنوات محمود سليمان وأسندت إليه إخراج عروضها الجديدة، وكان سليمان هو الزوج الرابع فى حياة ملك، فقد تزوجت للمرة الأولى من ابن شقيقة الزعيم الوفدى الكبير مصطفى النحاس، ثم ارتبطت بعده بواحد من رجال القضاء وأضافت إليها الصحافة وقتها لقبًا جديدًا هو «زوجة المستشار»، وبعده تزوجت من رجل أمريكى وأنجبت منه ابنها الوحيد لكن سرعان ما دبت بينهما الخلافات فحمل ابنهما وسافر به إلى بلاده ليحرمها منه.
وأخرج لها زوجها الرابع والأخير مسرحيتين، هما «فتاة من بورسعيد» عام ١٩٥٧، و«نور العيون» عام ١٩٥٩، لكنهما لم يحققا نجاحًا يذكر وتسببا لها فى خسائر مادية هائلة.
يقول لى عمرو دوارة: أتاحت لى الظروف أن أعرف محمد سليمان فى آخريات سنواته «توفى فى ٢٠٠٦» وخرج إلى المعاش وهو موظف بمسرح الشباب، وكنت أعرف من والدى «الناقد المسرحى الراحل فؤاد دوارة» أن سليمان هو آخر أزواج ملك، وأنه أخرج لها آخر عروضها المسرحية، وكانت للأسف ضعيفة فنيًا وذات نزعة دعائية مباشرة «قدمت عرضًا عن العدوان الثلاثى مثلًا»، فلم يستسغه الجمهور فانصرف عنها وسقطت فى شباك التذاكر، وتراكمت عليها الديون فاضطرت إلى أن تؤجر فيلتها الشهيرة بحى الدقى «كان موقعها فى مواجهة سينما التحرير الآن وتعرضت الفيلا للهدم وقام مكانها مول»، وارتضت أن تسكن فى حجرتين فوق سطح الفيلا التى تحولت إلى مدرسة، ثم تنازلت حتى عن الحجرتين وباعتهما لتنتقل إلى حجرة متواضعة فى شارع شعبى بحى إمبابة، وعانت من الفقر الشديد فى سنواتها الأخيرة إلى أن ماتت معدمة عام ١٩٨٣.



النحس يطاردها بعد رحيلها.. والظلام يخيم على مسرحها رغم تجديده
حتى بعد رحيلها فإن ستارًا كثيفًا من النسيان ضُرب على تاريخ «ملك» وسيرتها، وكأنها لم تكن ملكة المسرح الغنائى المصرى لعشر سنوات، ولم تكن صاحبة دار أوبرا تحمل اسمها، وملحنة موهوبة وعازفة عود من أنجب تلاميذ القصبجى، فلم يعد يتذكرها أحد، واختفى أرشيفها من دور الصحف، وحتى المسرح الذى يحمل اسمها فى شارع «خليج الخور» جرى ضمه إلى مؤسسة السينما ليتحول إلى مخزن للكاميرات والمعدات السينمائية، إلى أن تنبه د. أشرف زكى إلى أهميته وتاريخه وقت أن كان رئيسًا للبيت الفنى للمسرح، فقرر أن يعيد «أوبرا ملك» ويضمه إلى البيت الفنى للمسرح، ولكن واجهته مشكلة إدارية وهى أن المكان أصبح تابعًا لوزارة الاستثمار بعد نقل إدارته إلى شركة مصر للإنتاج السينمائى، وتدخل وزير الثقافة وقتها فاروق حسنى ووقع عقدًا مع وزارة الاستثمار لاستئجار المسرح فى عام ٢٠٠٩، وجرى إسناد مهمة تطوير المكان وتأهيله إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وما إن أوشكت الترميمات على الانتهاء وأصبح مسرح أوبرا ملك جاهزا للافتتاح حتى جاءت أحداث يناير لتؤجل المشروع، ولتضيف جديدًا إلى قائمة الحظ العاثر لمطربة العواطف حية وميتة.
وبعد شهور طويلة من الاضطراب السياسى، وبعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التى أعادت للدولة المصرية هيبتها واستقرارها، أصدر وزير الثقافة حينها د. صابر عرب قرارا فى أغسطس عام ٢٠١٣ بإعادة افتتاح مسرح أوبرا ملك، وتعيين «أحمد السيد» مديرًا له، وكلفه بالتجهيز لحفل افتتاح يليق بتاريخ هذا المسرح وقيمته، ولكن القرار الوزارى تضمن «صدمة» جديدة لصاحبة المسرح فى قبرها، إذ نص على تغيير اسمه وحذف اسمها ووضع اسم جديد «مسرح ٥ سبتمبر» تكريمًا لشهداء محرقة بنى سويف من المسرحيين وتخليدا لذكرى استشهادهم، لكن العارفين بتاريخ المسرح وصاحبته اعترضوا على قرار الوزير وأصروا على أن يظل اسم ملك على مسرحها.. وقد كان.
وبعد تحديد موعد لافتتاح المسرح فى ربيع ٢٠١٤ طلب د. صابر عرب أن يصدر مع الافتتاح كتاب عن ملك يروى سيرتها، فلا بد أن يوجد فى الحفل من يسأل عنها وعن تاريخها ولا بد من كتاب عنها، وجرى تكليف المركز القومى للمسرح بإعداد هذا الكتاب التذكارى، لكنهم لم يعثروا عن أى ملف لها فى المركز ولا شىء مفيد فى أرشيفات الصحف، وظلوا لمدة أسبوعين يبحثون بلا جدوى، ولم يكن قد تبقى سوى مثلهما على حفل الافتتاح، وهنا ظهر عمرو دوارة لينقذ الموقف بأرشيفه الشخصى وبما تحصل عليه من معلومات من آخر أزواج ملك.
ورغم مرور ٤ سنوات على افتتاح مسرح أوبرا ملك، إلا أن الصمت يخيم عليه، فلا عروض ولا فعاليات، الأنوار مطفأة والستائر مسدلة، ولا بد أن روح ملك تهبط على مسرحها كل ليلة تشكو هذا الإهمال والجحود، وتصرخ بصوتها الشجى: هنا كان مسرحى العامر.. أنا صاحبة أول أوبرا خاصة، أول مطربة تجمع بين الغناء والتلحين والعزف على العود.. هنا كان التصفيق لا ينقطع إعجابا بمطربة العواطف.. فلماذا كل هذا الظلام.