رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب المقدسة فى سيناء


يستكمل الجيش المصرى، خلال الأيام القليلة المقبلة، أهم عملية قام بها ضد المجموعات الإرهابية التى ظلت مصر تقاومها منذ التسعينيات.
تلك المجموعات التى تلونت تحت اسم الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، ثم التكفير والهجرة ثم طلائع الفتح ثم القاعدة وأخيرًا داعش، تلك المجموعات وجدت من يساندها خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين.
غالبية تلك العناصر كانوا ممن شاركوا فى عمليات مقاومة الاحتلال الروسى لأفغانستان (١٩٧٩ ـ ١٩٨٩)، إلى جانب عناصر تنتمى لجماعات جهادية من دول إسلامية شتى، كان المصريون فى مقدمتهم، عاد أغلبهم وشاركوا فى تنفيذ حوادث إرهابية منوعة فى مصر، شملت تنفيذ عدة تفجيرات فى عدد من ميادين القاهرة، وقاموا بتنفيذ حوادث اغتيالات ومحاولات اغتيال ضد وزراء ومسئولين تنفيذيين سياسيين ورموز فكرية ومواطنين مصريين وأجانب وأفراد شرطة.
وفى الأيام الأولى من ثورة يناير ٢٠١١، أذيع فيديو يظهر أحد أعضاء حزب ثورى، وهو يشرح خطته القادمة لهدم مؤسسات الدولة، وهى الداخلية والقوات المسلحة ثم مؤسسة القضاء.
وظهرت على استحياء بعض الدعوات تطالب بعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها، ثم أعقبتها حملة منظمة لتشويه ماضيها العسكرى، وظهر عدد من المتحدثين وهم يتحدثون عن خطورة حكم العسكر، دون أى ذكر لأى إنجازات للجيش المصرى، سواء فى حرب أكتوبر، أو فى عملية بناء البنية التحتية فى البلاد، والتى تمثلت فى الطرق الكبارى وبعض المشروعات العملاقة.
وكانت قمة المأساة هى تلك المحاولات التى جرت من بعض المتحمسين من أنصار بعض المشايخ، بالاعتصام أمام وزارة الدفاع، ثم التجمع أمام الوزارة لمهاجمتها واقتحامها.
عندها أيقنت أن المخطط الذى تحدث عنه عضو الحزب الاشتراكى جارٍ تنفيذه على قدم وساق.
خلال فترة حكم الإخوان المسلمين، صدر كثير من قرارات العفو عن الكثير من المحكومين فى قضايا إرهابية، من الموجودين داخل السجون المصرية أو من الهاربين خارج مصر، وسمح لهم بالعودة إلى مصر والتوجه إلى سيناء. وقبلها صدرت قرارات من المجلس العسكرى الحاكم بضغوط كبيرة من جماعة الإخوان المسلمين، سواء من خلال قدرتها على الحشد الجماهيرى الواسع، أو تنظيم المظاهرات بالتعاون مع العديد من الكيانات الإسلامية الأخرى، وبعد فوز مرسى بمنصب الرئاسة وجلوسه على مقعد رئيس مصر، تواصلت عمليات المدد للعناصر المسلحة فى سيناء، وأصدر المزيد من قرارات العفو عن أعداد إضافية من المحكومين فى قضايا إرهابية وكانوا يقضون فترات محكوميتهم داخل السجون المصرية. وكان لافتًا، خلال هذه الفترة، جنوح جماعة الإخوان المسلمين إلى إجراء مصالحات وإقامة تحالفات واسعة مع جميع الكيانات السلفية الموجودة على أرض سيناء، بعد عقود طويلة من الاختلافات والتباينات الفكرية والمنهجية، وصلت إلى حد العداء.
وفى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو فى مصر، وإنهاء فترة حكم الإخوان، اشتعلت الأحداث الإرهابية فى سيناء، ومنها انتقلت إلى عدد من المدن المصرية من بينها العاصمة المصرية «القاهرة»، ولا تزال مشتعلة.
كانت هناك مساندة دولية لما تقوم به تلك العناصر الإرهابية من قوى عظمى فى المنطقة، على رأسها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وتركيا.
ومع اتجاه مصر إلى سلسلة إصلاحات اقتصادية، وفى محاولة لجذب الاستثمار فى مصر، كان لا بد من القضاء نهائيًا على تلك الجماعات الموجودة فى سيناء.
واعطى الرئيس السيسى تعليمات بضرورة القضاء على تلك الجماعات خلال فترة زمنية حددها الرئيس للقوات المسلحة والشرطة، وهو ما يجرى الآن فى سيناء.