رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استمرار «تمرد»


نجحت حركة «تمرد» فى أن تتحول إلى «بارقة أمل» فى معارضة شعبية شبابية تبث الحماس فى جسد الشعب المنهك، وتصل إلى فئات مختلفة وأعمار مختلفة بسرعة صاروخية.

وإن سرعة الاستجابة التى تلقتها حركة «تمرد» هى انعكاس لغضب الشعب ورغبته فى التغيير، واستطاعت أن يصل صداها إلى المستوى الدولى، فقد جاء فى صحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية أن حملة «تمرد» أصبحت مصدر القلق الأول للرئيس محمد مرسى، لأنها تستهدف التخلص من حكم جماعة الإخوان المسلمين ولها شعبية عريضة من الشعب المصرى دون أن يكون لها سند قانونى، وأجرت الصحيفة العديد من اللقاءات مع معظم الموقعين على استمارة «تمرد» فى أحياء محافظة القاهرة والمناطق المتوسطة والشعبية لمعرفة أسباب توقيعهم على الاستمارة، ومن ضمن الأشخاص الذين شاركوا فى اللقاءات «أمل فاروق» وهى ربة منزل، والتى وقفت للتوقيع من سيارتها على استمارة «تمرد» برفقة ابنتها، مؤكدة أنه لا توجد عدالة أو عمل فى مصر فى فترة حكم مرسى، بينما قال سائق شاحنة آخر «جحيم مبارك أفضل من جنة الإخوان»، وصرح «محمود بدر» المتحدث باسم حملة «تمرد» للصحيفة قائلاً: «الرئيس مرسى وعدنا بتحقيق أهداف الثورة، ولكنه لم ينفذ شيئًا من وعوده بموجب برنامجه الانتخابى»، مضيفًا: «نحن مصممون على المضى قدمًا رغم مضايقة الشرطة لنا وحدوث بعض المناوشات بيننا وبين أنصار جماعة الإخوان المسلمين، لأن مرسى لم يحصل على شيك على بياض لحكم مصر».

واعتبرت الصحيفة «تمرد» أحد أشكال الحشد ضد الإخوان المسلمين، وقد أنشأتها مجموعة من النشطاء السياسيين ليستفيدوا من ارتفاع معدل السخط ضد الرئيس مرسى المتعثر سياسيًا واقتصاديًا بعد عامين من اندلاع ثورة 25 يناير، ومخالفته للآمال بالديمقراطية والازدهار الاقتصادى.

وحتى كتابة هذه السطور فإن حملة «تمرد» آخذة فى الانتشار فى مواقع كثيرة، وتطورت الحملة لتصبح محط أنظار الشعب الذى يعتبرها حركة تعبر عن حالة المصريين الذين يطالبون بالتغيير ويتطلعون إلى مصر أفضل، وإذا كانت حملة «تمرد» تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ونهاية حكم الإخوان فى مصر، فإنها تزحف إلى عدد من المحافظات وتلقى ترحيبًا من أهالى المدن والقرى، ولكن إذا كانت «تمرد» قد جمعت حتى الآن 7 ملايين توقيع على أمل أن تجمع 15 مليون توقيع والزحف للاتحادية يوم 30 يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، فإن هذه فى نظرى ينبغى أن تكون بداية تتطلب استمرار مسيرة الشباب من أجل حقهم فى وطن يتمتعون فيه بالحرية والكرامة وفرص عمل وحرية تعبير ودستور توافقى، ووطن يكترث بأحلامهم وتحسين أحوالهم المعيشية، ولا يقهر طموحاتهم.

إن هذه الاستمارة الموقعة من مواطنين مصريين ينبغى أن تتلوها خطوات قانونية لتحويل هذه الحركة إلى وضع قانونى له مشروعيته وشرعيته، بحيث تؤتى ثمارها، ولابد من انضمام قانونيين وشخصيات عامة وأحزاب لتصبح بحق حالة «تمرد» لغالبية الشعب المصرى، لأنها تلقى صدى شعبيًا هائلاً سيؤدى إلى تغيير الكثير من الموازين فى المشهد المصرى، ولكن بشرط أن تضمن استمرار التمرد إلى حين تحقيق الأهداف الوطنية لجموع المصريين فى وطن حر كريم