رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المرض النادر".. التفاصيل الكاملة لـ"التعرّق الدموي" (تفاعلي)

جريدة الدستور

تمكّن فريق من الأطباء بمستشفى المنصورة الدولي بقيادة الطبيب عبد الوهاب السعدني رئيس قسم الأطفال ومدرب الزمالة بالمستشفى من اكتشاف حالتين مصابتين بـ"التعرّق الدموي"، المعروف علميًا بـ "هيماتيدروسيس"، الذي يعد واحدًا من الأمراض النادرة على مستوى العالم.

فور اكتشاف الطبيب المصري للمرض، الذي تعد من العوامل المسبّبة له الضغط العصبي الشديد الذي يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية حول الغدة الدرقية، بجانب التوتر، والخوف الشديد، والحيض بالإنابة، قام الطبيب بإبلاغ المستشفى، وإعطاء الحالتين المصابة العلاج المناسب ليتم شفاؤهما تمامًا، مع وضعهما تحت الملاحظة اليومية لفترة قادمة لعدم مهاجمت المرض لهما في أي وقت. 
 
يتسبب المرض في إفراز مائي بشكل خفيف يليه إفراز للون أحمر أقل لزوجة من الدم من الجبهة والأظافر والسرّة والأسطح الجلدية والغشاء المخاطي والدموع، والحيض البدلي بشكل شائع.  

يقول السعدني في تصريحات صحفية، إنّ هذا المرض يعد واحدًا من الأمراض النادرة على مستوى العالمي، والذي لا توجد إحصائية رسمية قامت بها أي مؤسسة طبية خاصة بعدد المصابين، منوهًا أنّ الحالتين التين تم اكتشافهما هم لطفلين أحدهما يبلغ سنتين والآخر ١٠ سنوات.

وتابع رئيس قسم الأطفال بمستشفى المنصورة الدولي، أنّ طرق علاج المصابين بالمرض تتمثل في منع التوتر والقلق، بجانب تقديم العلاج المناسب من الطبيب المعالج، والاستمرار في ملاحظتهم حتى لا يهاجمهم المرض مرة آخرى.  

 
خريطة مرض التعرّق الدائم في جسم الإنسان

يتم علاج التعرق الدموي عن طريق فحص كرات الدم للتأكد من أن تعداد الصفائح وكرات الدم البيضاء والحمراء طبيعي، وأخذ نسيج من المنطقة المصابة لكي يتم فحصه للتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية، بجانب عدد من الاختبارات النفسية، اوالعصبية التي تشمل المخ، وفحص العدوى المختلفة في كافة مناطق الجسم.  

لا توجد مبادئ توجيهية معروفة ومعلومة للجميع خاصة بطرق التعامل مع مرض التعرّق الدموي لوقف النزيف من سطح الجلد، بجانب كون العلاج عامة ما يكون عن طريق تهدئة الإجهاد الذي يتعرض له المصاب، والذي أوصله إلى هذا الاضطراب الشديد.

في الوقت الذي يشير فيه الدكتور سعد الأكرمي أستاذ طب الأطفال بكلية طب القصر العيني، إلى أنّ المعلومات المتاحة عن المرض بسيطة للغاية لأنه نادر جدًا، ولكن السبب في ذلك هو تعرض الطفل لاضطرابات شديدة.

وتابع الأكرمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أنّ المرض يأتي بسبب إفراز الجسم للأدرينالين الذي يقابل الإحساس بالخطر والخوف، والذي تُحفذه عدد من الغُدد العرقية التي تخرج من خلالها الدم.

 

 في ٢٠١٣ نُشرت دراسة، حول إحدى الحالات التي أصيبت حينها بالمرض والتي لم تتجاوز الـ 12 عامًا، لتُظهر أنها أصيبت بعدد كبير من النوبات استمرت ما بين 10 إلى 15 دقيقة، تم علاجهم جميعًا بالأتروبين، وهو الدواء المعني بمنع وظائف الجهاز العصبي اللاإرادي، منوهًا أنّ السبب وراء أعراضها لا يزال لغزًا محيرًا، بسبب ندرة المرض.