رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المهاتما "البرادعى" .. الأب الروحي لثورة لن تموت !!


مازلت أرى أن د. محمد البرادعى هو الأب الروحي لثورة 25 يناير التى لم تمت كما يتصور البعض من اعدائهاومازلت ارى انه مثل اى اب قادر على توجيه بوصلة اولاده اذا اختلط عليهم الامر ، او اتعبتهم الحيل او اضلتهم الطرق المتشعبة

نعم هو الاب الروحى للثورة

رغم ان هناك المئات من الكتاب والاعلاميين والسياسيين والمثقفين والمواطنين زرعوا بذور الثورة قبل اندلاعها بسنوات ، بل ودفعوا الثمن فى السجون والمعتقلات او التشريد من الوظيفة او تهديد حياتهم العامة والخاصة من قبل زبانية النظام المخلوع...

لكن يبقى د. البراعى هو الوحيد من وجهة نظري الذي كان يملك تصورا عمليا وواقعيا لتفجير الثورة الشاملة التى ستعصف بالنظام

هو الوحيد الذى كان يدرك آلية الاحتجاجات الحديثة و كلمة السر التى يفهم الغرب والعالم كله لغتها

هو الوحيد الذي رأى أن خلع نظام مبارك لن يكون بالمظاهرات التي كانت تخرج بالعشرات أوالمئات في أحسن الأحوال .

هو الوحيد الذي رفع سقف الحلم عندنا إلى إمكانية تنظيم المظاهرات المليونية حين قال في عز جبروت النظام إن مبارك لن يترك الحكم إلا بخروج الملايين للميادين ، وقال حين دعاه البعض للاشتراك في مظاهراتهم إنه لن يخرج إلا مع مليون مصري على الأقل.

وقد حدث يوم 25 يناير 2011 ما أراد وبشر به

وكان في الطليعة

رغم رصاص الداخلية ومدرعاتها وخراطيم المياه

وتعرض الرجل لحملات تشويه مكثفة تدل على الموقف المحترم للرجل من جهة وتعكس رعب اعداءه من مجرد وجود البرادعى على الساحة حتى ولو لم يتقدم للتنافس انطلاقا من بيت ابى الطيب المتنبى الشهير :

واذا اتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل

وِالغريبة ان حملات التشويه وصلت الى حد الاكاذيب التى لاتحتاج لدليل لكشفها اكثر من زيارة الى مواقع اليوتيوب على الانترنت (اصبحت ارشيفا حيا بيننا لايكذب ) لمشاهدة خطاب البرادعى امام مجلس الامن والتجمعات الدولية قبل الهجوم الامريكى الغربى على العراق واحتلاله

اكد البرادعى فى خطابه بقول واضح لا لبس فيه ان العراق بريئة من الاتهامات الامريكية بوجود مفاعل نووى وقال بالحرف الواحد ِ لايوجد دليل على استئناف العراق لاية انشطة نووية ولا وجود لاى نشاط نووى محرم او حتى استيراد يورانيوم منذ عام 1990 او حتى استقدام المواد المستخدمة فى عمليات تخصيب اليورانيوم .

هل هناك اكثر من هذا الكلام الواضح دليلا على كذب منتقديه

ومع ذلك نجد من يروج لهذه الاكاذيب بانه سهل للامريكان ضرب العراق حتى يضربوا الرجل فى وطنيته ومصداقيته وانسانيته ..

حدث ذلك من الاعلام الكاذب والآلة الاعلامية الجهنمية لنظام مبارك المخلوع

وحدث ايضا بعد اثورة التى كان فى مقدمة صفوفها وبشر بها واعتبر الاب الروحى لها

ومازالت الاتهامات تروج هنا وهناك للنيل منه

هناك من يروج بان البرادعى عميل امريكانى وينسى او يتناسى او يصاب بالعمى الحيثي ان الامريكان من وقفوا بقوة ضد اعادة ترشيحه للمرة الثالثة لرئاسة الوكالة الذرية ، فكيف يكون عميلها وتقف ضد ترشيحه ؟ !

ومن العام الى الخاص توالى الهجوم على الرجل لان الجميع يدركون خطر وجودهم اذا ظل البرادعى على الساحة .. لماذا ؟

اعتقد لاانه الوحيد الذى يملك مشروعا جقيقيا لتقدم مصر ووضعها في مصاف الدول المتقدمة

• بما يملك من رؤية وخبرة امتدت لعقود طويلة فى مراكز صنع القرار فى العالم ،

• بما يملك من رؤية لبناء الدولة المدنية الحديثة التى تحترم حقوق الانسان وتحافظ على ادمية مواطنيها من جهة ، وتؤسس لدولة متقدمة من جهة اخرى

• بما يملك من النبل والتجرد ، والباقى فى الحكم والمعارضة وفى احسن الاحوال مجرد ظواهر صوتية تبحث عن زعامات زائفة اومجرد بالونات يمكن فرقعتها بدبوس صغير

هو راهب فى محراب الوطن .. كيف ؟

الرجل من العينة التى تترفع عن المناصب والا كان قد قبل رئاسة الوزراء او مناصب عديدة عرضت عليه وكان يمكنه قبولها اذا كان من عينة عبده مشتاق ، لكنه ادرك ان البعض يريدونه ورده فى عروة جاكت النظام

ورفض بالطبع ان يكون رجل امعة

قبل الثورة

وبعدها

أراه دائما مثلما أرى لزعيم ا لمهاتماغاندي، الزعيم الروحي لحركة الاستقلال في الهند، ،

في ضعفه وقوته ،

في حكمته وبعد نظره .

فى صبره وطول باله

كان يمكنه أن يكون من رجال النظام السابق بعد حصوله على جائزة نوبل وعودته إلى أرض الوطن بعد أن قلده مبارك قلادة النيل ، وهى أكبر وسام مصري لا يهدى إلا للملوك والرؤساء والعظماء.

كان يمكنه أن يخلد إلى الراحة والاستمتاع... براحة البال بعد رحلة عناء وغربة ، وتكريم في الداخل والخارج.

لكنه اختار الطريق الصعب

اختار الحلم بوطن نستحقه ، ويستحقنا

رأى مع الكثير منا أن مصر لا تستحق منا أن تكون هكذا

ورأى مع الكثير أن الشعب المصري لا يستحق الوجع الذي يعيشه من نظام مبارك

وتحمّل البرادعى من أجل حلمه الكثير من أذناب النظام وزبانيته

وعندما بدأت هوجة الاستعداد للانتخابات الرئاسية ، عرف الفولة بلغة أهل البلد !!

فقرر ترك الساحة لكل من هب ودب

حتى نتعلم الدرس الاول فى كتاب الديمقراطية فى كيفية الاختيار

ليس مهما ان نخطىء لكن الاهم ان نتعلم من اخطائنا لانه لايجد تعليم ببلاش ودون دفع فاتورة

ومع ذلك اندهش كثيرا من يأسه من عدم تحقق الحلم الذي بشر به

يتركنا ويسافر أحيانا

إحباطا

أو قرفا

أو يأسا

نعم قد نكون أحيانا مثله

لكننا لا نقبل أن يكون مثلنا

هو الأب الروحي لنا الذي نستمد منه الأمل والحلم

لذلك لا نفاجئ بعودته لنا بعد أن ينفض يأسه وإحباطه ويعود إلينا

يعود ليواصل الحلم بوطن نستحقه ووطن يستحقنا

لماذا تحرمنا من الكشاف الضوئي في يمينك والبوصلة التي تضعها في يسارك حتى نعرف إلى أين نتجه بسفينة الوطن ؟!!

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.