وديع مرقس.. «حانوتي» لم يرحم الإرهاب عجزه فقتله وزوجته

لم يفرق الإرهابيون بين الصحيح المعافى والطاعن في السن المصاب بالشلل، ولم يمنع منفذ الهجوم على كنيسة مارمينا بحلوان الذي تحجرت داخله كل معاني الرحمة أن يصوب رصاصته على رجل كبير السن أصابه الشلل النصفي، وشاب شعره، وأنهكه المرض حتى أصابته رصاصة الإرهابي على غير موعد سابق.

مع ساعات الصباح الأولى استيقظ وديع القمص مرقس، ليبدأ طقوس يومه المعتادة، يفتتح محل الحانوتي الذي يعمل به في الثامنة من صباح كل يوم، كان ينتظر أن تنتهي زوجته «إيفلين شكرالله» وابنته الصغرى «كريستينا» من صلاة القداس يوم الجمعة الذي يبدأ من السادسة صباحًا حتى العاشرة صباحًا.

مع دقات الساعة العاشرة وربع صباحًا كان الرجل الستيني جالسًا داخل محل عمله «حانوتي العجايبي» على موعد مع القدر الذي خلصه من الشلل النصفي، برصاصات الغدر، حتى ظهر شخصان على ظهر دراجة نارية حمراء اللون يحملون رشاشات آلية، يطلقون النار على كل من تقع عليه أعينهم في محيط الكنيسة، التي تصلي بها زوجته وطفلته.

مع لحظات خروج إيفلين شكر الله من الكنيسة بعد انتهائها من صلاة القداس تعرضت لوابل من الرصاص باتجاهها فسقطت على الأرض مفارقة الحياة، لم تجد ابنتها الصغيرة كريستينا من سبيل سوى اللحاق بوالدتها لتطمئن عليها لتتعرض هي الأخرى لإطلاق النار من قِبل الإرهابي.

اتسعت حدقة عين الرجل الستيني؛ لرؤية زوجته وابنته الصغيرة غارقتين في دمائهن، خلال جلوسه في المحل المقابل لمبنى الكنيسة، تدفق الدم في عروقه، قبل أن يطلق عليه الإرهابي رصاصته، التي استقرت في منتصف رأسه لتغرق الدماء وجهه، لاحقًا بزوجته التي فارقت الحياة قبله بلحظات.

وكان هجومًا رهابيًا قد استهدف كنيسة مارمينا بحلوان، صباح أمس الجمعة، وأسفر عن استشهاد 10 أشخاص، بينهم فرد أمن.