رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الأزهر: العرب والمسلمون غير مهيئين للتعامل مع قضية القدس بجدية

الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن ادعاء اليهود أن المسلمين ليس لهم حق في القدس، وأنها لم تذكر في القرآن الكريم، ليس له أى سند علمي أو تاريخي.

وجدد الإمام الأكبر مطالبته بالتركيز على مشكلة القدس في المراحل التعليمية المختلفة، ليستنير الطالب العربي مسلمًا كان أو مسيحيًّا بمعلومات يستطيع من خلالها أن يكتشف زيف الصهيونية وادعاءاتها في عدم أحقية المسلمين والمسيحيين في مدينة القدس، مبينًا أن الكتب في هذا الشأن كثيرة جدًا، ولكنها لا تصل للقاعدة العريضة من الشعب، مطالبا أيضا بإعلام يوضح الحقائق في مثل هذا الزيف الذي يقدم للناس ويزيف الحقائق.

وتابع "الطيب" -في حديثه الأسبوعي الذي يذاع على الفضائية المصرية:"إننا كعرب ومسلمين غير مهيئين للتعامل مع تلك القضية بالجدية الواجبة، بسبب الأمية الثقافية التي وقع فيها شباب العرب والمسلمين، في مقابل شباب صهيوني لديه الحظ الوافر من المعلومات بغض النظر عن كونها صحيحة أو مضللة أو مغلوطة، ولكنها كونت لديه رؤية وصورة ذهنية على أسس تاريخية، جعلت عنده استعدادا للدفاع والتضحية من أجل قضيته، بينما شبابنا لا يعرف شيئًا عن هذه القضية".

وانتقد التفسير المغلوط لنصوص معينة من التوراة والتى أذاقت العالم الويلات، وهي التي بررت استعمار الغير، وأخيرًا استعمار فلسطين.

وأشار إلى أن من يقول إن القدس لم تذكر باسمها في القرآن ويستدل بذلك على عدم أحقية المسلمين بالقدس، فإن كلامه يشبه كلام هذيان محقق، فالقدس فعلًا لم تذكر باسمها وهو من علامات إعجاز القرآن الكريم، ولكنها ذكرت في القرآن بالوصف:" سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" أي أنها بلدة مباركة.

ووصف الادعاء بأن سيدنا عمر بن الخطاب لم يُصل في الأقصى، بأنه سفسطة ضد التاريخ والواقع وضد المصادر التاريخية المعتمدة، فقد صلى سيدنا عمر بن الخطاب في المسجد الأقصى.

وكشف أن المسجد الأقصى كان قائمًا ولكن الشبهة في أن مسجد قبة الصخرة بناه فعلا الوليد بن عبدالملك، ولكن هناك فارقا كبيرا بين مسجد قبة الصخرة وبين المسجد الأقصى، فالمسجد الأقصى في ذلك الوقت لم يكن عليه بناء، وهذا مثل الكعبة، فالكعبة لم يبنها سيدنا إبراهيم وإنما أعاد بناءها "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" فالقواعد كانت موجودة، وكل ما فعله سيدنا إبراهيم أنه رفعها، وهكذا كان المسجد الأقصى ثم بني بعد ذلك على قواعده، أي حدث له ما حدث للكعبة أو للبيوت المقدسة من زلازل وأمطار واعتداءات، فتُهدم ثم تقام.

وبين أن الذي يشجع هؤلاء على الظهور ونشر الأكاذيب ضحالة ثقافة الناس في مثل هذه المسائل، أما الأجيال السابقة فكانت أحسن حالًا.