رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المواطن المقدم الشهيد عماد الركايبي


استشهد مرددًا نشيده «ولقلبى أنت بعد الدين دين».. كانت هذه هى آخر كلمات رددها قلبه وضميره وإن لم ينطقها لسانه وهو يحتضن الموت لينتصر للحياة، يحتضن الموت حبًا فى الحياة.. حبًا فى السلام والاطمئنان والأمن.. حبًا فى الواجب والوطن وتفعيلًا لمعانى الفداء.. احتضن شهيد الوطن الموت فأحيا الناس جميعًا.. انتشلهم من الموت الأكيد الذى كان لزامًا عليه احتضانه ليذهب هو وينجو غيره دون أن يسأل عن دين هذا «الغير».. تربى هذا المواطن على ثقافة غير عنصرية علمته أن مصر وطنه «دين».. فنشيد الشرطة يقول «ولقلبى أنت بعد الدين دين.. لك يا مصر السلامة».



ولأنه رجل دولة عميقة عريقة متحضرة - تأبى حتى الآن!! ولربما تستحى أو تخشى الجهر بعلمانيتها - فقد تصرف وجاء سلوكه متسقًا مع ثقافته وما تربى عليه.. الصورة أمامه واضحة غير مهتزة ولا غبار عليها.. يقينه لا شك فيه وقناعاته وانحيازاته لا تقبل القسمة على اثنين ولا يساوم هو عليها، يعرف تماما عدوه فى الداخل ويعى جيدًا أن وطنه له عاصمة تسمى القاهرة لا القدس، وأنه يحيا فى جنبات دولة لا دويلة فى مشروع من مشاريع الخلافة.. لا يرضى بتقسيم وطنه أو تبعيته للغير ولا يرضى باختراق لا حدوده ولا ثقافته ولا ابتزاز دولته بفعل الإرهاب والخوف.. لا يفرق بين أحد من رسله ولا كتبه.. يسير على سنة أنبيائه جميعًا ويتقرب من آل البيت.. لا يعرف معنى الطائفية ولا العنصرية ولا يفرق بين مواطن ومواطن.. الكل لديه سواسية يستحقون الحياة.. وإن راحت روحه فداء لهم وكانت ثمنًا وقربانًا ليبقوا هم جميعا على قيد الحياة يسيرون فى أمان الله فوق ذات الأرض وتحت السماء الواحدة التى تقل الجميع.. فى وطنه ووفقا لثقافته وقانون دولته لم تكن لديه أى هواجس أو التباسات تستلزم أو تتطلب أن يسأل هذا المواطن المصرى المقدم الشهيد البطل عماد الركايبى شيخ الأزهر شخصيًا أو أيا من مشايخ الأزهر أو السلفية أو الإخوان أمثال حجازى وبرهامى والشحات وحسان أو غيرهم عن جواز تأمينه لكنيسة؟.. أو عن ما إذا كانت دولته بتأمينها للكنائس ترتكب إثمًا أم لا؟.. لم يسأل البطل الشهيد شيخ الأزهر إن كان المسيحيون كفارا أم لا؟.. إن كانوا سيدخلون النار أم الجنة؟،

إن كانوا من أهل القبلة أم من أهل الوطن؟.. لم يسأل البطل الوطنى الشهيد السيد عاصم عبدالماجد عن جواز حضن الرجل للرجل؟ وعن شرعية المعايدة على المسيحى فى عيده ولم يسأله أيضًا.. إن كان عيد الشرطة حلالًا أم حراما، وكذلك عيد شم النسيم وعيد القيامة وعيد تحرير سيناء وعيد الأم ويوم المرأة، لم يسأله عن شرعية قتل الداعشى وطعام أهل الكتاب وإن كان حلالًا أم حراما؟.

ولم يسأل بطبيعة الحال عن جواز أكل لحم الأسير.. وعندما أطلق شرطى آخر فى محافظة الشرقية ١٢ رصاصة من مسدسه فى الهواء لتفريق البلطجية والغوغاء وحماية الفتاة التى ارتدت فستانا فى الشارع.. لم يسأل هذا الضابط أيضًا شيخًا سلفيًا فى محافظته عن جواز ذلك.. ومشروعيته من عدمها.. فهؤلاء الرجال هم رجال الدولة وأبناء الوطن.. أمرهم محسوم وانحيازاتهم معروفة.. قبلتهم هى الوطن ويعرفون له سبيلاً.. الواجب سبيلهم الوحيد لنصرة الوطن.. فالوطن ونصرته هى ما يشغلهم ويقض مضاعجهم وقد تزهق أرواحهم فداء له.. وطنهم هو مصر لا الإسلام ولا غيره.. ويعلمون جيدًا أن فى مصر مواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات يحكم القانون فيما بينهم لا القبيلة ولا الشيخ ولا شريعته.. شريعتهم هى الوطن والدولة والقانون الوضعى الذى يحمى ويساوى بين الجميع.. يبغون وجه الوطن والحق والعدل والواجب.. هؤلاء هم رجال الدولة ورجال الوطن.. أبناء مصر الذين يعرفون جيدًا أنها ديارهم وأنها ليست ديار كفر ولا يمكن أن يقولوا لها أو يقولوا لأهلها فى يوم ما «طز».. هم أبناء النيل.. أبناء الحياة.. أبناء الواجب أبناء الدولة انتماءً وانحيازاً.. هم أبناء الحلال.. أبناء الدين الحلال والوطن الحلال.. فقد أنجبتهم فى الحلال حتمًا الست مصر.


إن كانوا من أهل القبلة أم من أهل الوطن؟.. لم يسأل البطل الوطنى الشهيد السيد عاصم عبدالماجد عن جواز حضن الرجل للرجل؟ وعن شرعية المعايدة على المسيحى فى عيده ولم يسأله أيضًا.. إن كان عيد الشرطة حلالًا أم حراما، وكذلك عيد شم النسيم وعيد القيامة وعيد تحرير سيناء وعيد الأم ويوم المرأة، لم يسأله عن شرعية قتل الداعشى وطعام أهل الكتاب وإن كان حلالًا أم حراما؟.

ولم يسأل بطبيعة الحال عن جواز أكل لحم الأسير.. وعندما أطلق شرطى آخر فى محافظة الشرقية ١٢ رصاصة من مسدسه فى الهواء لتفريق البلطجية والغوغاء وحماية الفتاة التى ارتدت فستانا فى الشارع.. لم يسأل هذا الضابط أيضًا شيخًا سلفيًا فى محافظته عن جواز ذلك.. ومشروعيته من عدمها.. فهؤلاء الرجال هم رجال الدولة وأبناء الوطن.. أمرهم محسوم وانحيازاتهم معروفة.. قبلتهم هى الوطن ويعرفون له سبيلاً.. الواجب سبيلهم الوحيد لنصرة الوطن.. فالوطن ونصرته هى ما يشغلهم ويقض مضاعجهم وقد تزهق أرواحهم فداء له.. وطنهم هو مصر لا الإسلام ولا غيره.. ويعلمون جيدًا أن فى مصر مواطنين متساوين فى الحقوق والواجبات يحكم القانون فيما بينهم لا القبيلة ولا الشيخ ولا شريعته.. شريعتهم هى الوطن والدولة والقانون الوضعى الذى يحمى ويساوى بين الجميع.. يبغون وجه الوطن والحق والعدل والواجب.. هؤلاء هم رجال الدولة ورجال الوطن.. أبناء مصر الذين يعرفون جيدًا أنها ديارهم وأنها ليست ديار كفر ولا يمكن أن يقولوا لها أو يقولوا لأهلها فى يوم ما «طز».. هم أبناء النيل.. أبناء الحياة.. أبناء الواجب أبناء الدولة انتماءً وانحيازاً.. هم أبناء الحلال.. أبناء الدين الحلال والوطن الحلال.. فقد أنجبتهم فى الحلال حتمًا الست مصر.

الأحداث الأليمة التى شهدتها مصر الأحد الماضى تمت بتخطيط وتمويل أجهزة مخابرات دولية