رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ الرفيق


شيخ أزهرى، عضو فى حزب التجمع.. شخصية مثيرة للجدل، تغرد دومًا خارج السرب ولا تسير فى الركب ولا تعرف المشى على الخط المستقيم المرسوم والمعد لها سلفًا. شارك فى ثورتين وكان خطيبًا فى الميدان، ناصر الدولة وساندها فى خلع مبارك وإيقاف مشروع التوريث، ناهض سلطة رأس المال وانحاز للفقراء من طبقته ولم تبد عليه يومًا ملامح الثراء.

نال شهرة لا بأس بها وصار نجمًا فضائيًا فى أحيان متفرقة وهذا ما جر عليه البلاء.. فداء الشخص فى لسانه والأضواء وأجواء التطاحن وصراع الديوك فى حلبات الصراع الفضائى المفتعلة تخرج الإنسان عن شعوره فى الكثير من الأحيان، فيتفوه بما لا يجب قوله وقد تأخذه الجلالة أو يساء فهم وتأويل ما يقوله مازحًا.. فافتعال واختلاق القضايا هما المحرك الأساسى للعمل الإعلامى الآن ووقود اشتعال المنافسة وزيادة نسب المشاهدة وجذب المعلنين والمتابعين والضحايا هم الضيوف راغبو الشهرة وتحقيق الثراء أو حتى الراغبون فى شىء من الثرثرة وفعل الفضفضة أو التنفيس والترويح عن الذات المعبأة بالكثير بدلًا من الانفجار.. وتلك أفخاخ وأكمنة منصوبة دومًا للاهثين المتلهفين للضوء دون أن يدركوا مصير الفراشات التى يجذبها الضوء ويحرقها.

تتفق مع الشيخ الأزهرى أو تختلف فهذا شأنك..

لكن أن نردد كالبغبغانات كلام الإخوان والدواعش وننعته بـ«ميزو» فهذا خبل أكيد وأن يزج بالشيخ للسجن!! هنا فقط يبلغ التحفظ مداه وتتحول ألعاب وألاعيب الأضواء والشهرة والفضائيات لكابوس، بل كارثة تحدث فى الواقع ولا يمكن السكوت عليها، إنها الفقرة، ويا حضرات، من المادة ٩٨ والمعروفة بمادة ازدراء الأديان، سوط جديد قديم مسلط على رقاب المبدعين ورقابنا سجن على إثرها البحيرى وفاطمة ناعوت، والآن جاء الدور على محمد عبد الله نصر لتعود محاكم التفتيش وتطل بوجهها القبيح علينا ونحن فى حرب حقيقية غير مفتعلة -كحروب الفضائيات - مع التطرف والإرهاب ونحتاج وبشكل حقيقى وملح وعاجل لتصويب وتصحيح لكل المفاهيم المغلوطة وتأويل النصوص التى تستخدم كتكات وذرائع لمآرب هى حتمًا ضد البلاد وأصحابها لصالح الغزاة ممن يرون فى العنصرية والعرق وطنًا لهم نعانى وتعانى مصر الآن من التهجير القسرى والذبح والحرق والتفجير والتكفير باسم الدين والإله الذى صار له نواب على الأرض يحكمون وفقًا لرؤاهم وأهوائهم لنطيع لهم أوامرهم ونواهيهم ونحقق لهم أمانيهم ومبتغاهم لا أوامر الإله ونواهيه وما يبتغيه منا. النوايا والسرائر محلها القلب والله وحده لا شركاء له هو العليم وهو الأعلم بما تخفى الصدور لا مشايخ التفتيش والتحريض واصطياد الأنفس وشراء الأرواح والذمم والتنكيل بالكل وبأى مخالف صوته يعلو فوق أصواتهم الزاعقة فى الزوايا ومن على المنابر التى تم احتلالها تمهيدًا لاحتلال الأرض وترويع آمنيها وطمس معالم أى تقدم أو تمدين لصالح الرجعية والتخلف لتمضى قافلة التطور للوراء فى تراجع وتقهقر وكأننا نسير للخلف. قوانين سيئة السمعة عانينا منها طويلًا وما زلنا نرزح ونعانى.. وتضاف لترسانتها كل يوم جديد مخجل ومخز نستحى من ذكره ومن حاضرنا الذى سيصبح ماضيا وتاريخ غير مشرف سيكون حتمًا سبة فى جبيننا أمام الأجيال القادمة التى لن تنسى ولن تتسامح وستحاسبنا يومًا على كل هذا العبث والهراء.. فالتاريخ لا ينسى.. وكل ما مورس من غبن وقهر على هذا الشعب سيدفع ثمنه غاليًا. قوانين كالحسبة التى حوكم بها نصر حامد أبو زيد فنفى للغرب نفيًا اختياريًا إجباريًا وعمل فى أعرق جامعات هولندا ونطق بالشهادتين فى أول محاضرة له فى لاهاى وعاف لسانه واستكبرها على نفسه أن ينطقها أمام قاضى بلاده الذى أراد التفريق بينه وبين زوجته الفضلى!! ومن اتهم أبو زيد ذاق من نفس الكأس الدوارة وحوكم بنفس القانون قبل وفاته وأقصد «عبد الصبور شاهين» الذى كفر نصر حامد أبو زيد فكفر بعد كتابه «أبى آدم». ومن الحسبة لازدراء الأديان احزن يا قلب يحاكم الآن الناس فى بلادنا بهذه التهمة المختلقة وبمادة مطاطة الصياغة غير محكمة أضيفت فى عهد الرئيس السادات لتحمى المسيحيين بعد أحداث الزاوية الحمرا فصارت مادة لسجن واصطياد وإسكات كل من يخالف الأصوليين فى الرأى ولا يعجبهم كلامه ومن أجل التجويد والمزيد من التنكيل والعبث تم اختراع تهمة جديدة هى خدش الحياء العام الذى سجن على إثرها أحمد ناجى ولو كان نجيب محفوظ حيًا لما سلم من الاتهام والتنكيل والزج للزنازين!! ماذا بقى لنا إذن بعد كل هذا وما الذى ننتظره لنوقف سيل تلك الاتهامات المفبركة المزعومة، متى سوف تقفل الزنازين من أن يزج فيها وإليها شرفاء يبغون وجه الله والوطن وتغلق فقط على مستحقيها من المجرمين الذين استحلوا لأنفسهم دماءنا والعبث ببلادنا متى سيسعنا التمييز بين الجانى والمجنى عليه، بين المذنب والبرىء، متى ستتضح الرؤى وتنار العقول. متى سنعرف وندرك العدو المنافق من الحبيب،. متى سننحاز لأنفسنا ولوطننا ضد الغريب الذى يرى أن القطرى والأفغانى أقرب إلى قلبه من المسيحى المصرى. متى ستكون مصر بعد الدين.. متى ستكون لمصر السلامة وللمصريين بلاد تحميهم لا تقصيهم قسرياً أو اختياريًا لننشد وقتها كلنا النشيد ونردد بفخر ونقول «وسلامًا يا بلادى».