رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسوان تبارك المرأة فى عامها


افتتح وزير الثقافة، السيد حلمى النمنم، ومحافظ أسوان، اللواء مجدى حجازى، والسيناريست والمخرج محمد عبدالخالق يوم الإثنين ٢٠ فبراير ولمدة أسبوع فعاليات الدورة الأولى لمهرجان أسوان الدولى لسينما المرأة فى عامها، عام ٢٠١٧ «عام المرأة».

وفى المدينة التى أعلنها رئيس الجمهورية هذا العام مدينة للثقافة فى إفريقيا، تأكيدًا على ريادة مصر للقارة السمراء، ولمد جذور الإبداع للجنوب المصرى ولبقية محافظات مصر، التى تعانى من وجهة نظر الكثيرين من إقصاء وتهميش لبعدها عن قلب الجمهورية وزخمها الثقافى والفنى، فتوضع «أسوان» هذا العام على خارطة الثقافة والإبداع والمهرجانات السينمائية إلى جانب الإسكندرية والأقصر، وتضاف أيضاً بورسعيد وشرم الشيخ للخارطة ذاتها، إذ يقام فيهما هذا العام أيضًا مهرجانات للسينما بوصفها إحدى القوى الناعمة التى تدعم الدولة والأمة المصرية ضد الإرهاب وتعطى صورة مشرقة وبراقة لمصر بالخارج، ومن ثم تسهم فى الترويج والتنشيط السياحى لمصر، وأنها تمتلك المقدرة على تأمين أحداثها وضيوفها المتواجدين على أرضها ولا يقتصر دورها فقط على تنشيط سياحة المهرجانات بشكل موسمى أو مؤقت.

وأعقبت كلمات القائمين على المهرجان الإعلان عن منتدى «نوت» للمرأة بحضور أمين المجلس القومى للمرأة الدكتورة مايا مرسى، والمقام هذا العام تحت شعار «بالفن نناهض العنف ضد المرأة» كقضية أساسية يطرحها المنتدى والمهرجان هذا العام ويسلط الضوء عليها ،على أن يتناول فى كل دورة من دوراته قضية من قضايا المرأة. وألقت الدكتورة عزة كامل، مديرة المنتدى، كلمتها فى حفل الافتتاح أيضًا مؤكدة على فكرة نبذ العنف ضد المرأة ليس فقط بعدم ارتكابه بل عدم الصمت عنه أو التغاضى، وأطلقت «حملة الوشاح الأبيض» ليرتديه ضيوف المهرجان، رجالًا ونساء، كنوع من أنواع التعهد الشخصى لمرتدى الوشاح بمناهضة العنف ضد المرأة بمختلف صوره وأشكاله، وهو المعنى الذى أكدت عليه الرئيس الشرفى للمهرجان الفنانة إلهام شاهين والتى أفصحت عن اختيار المهرجان للون الأخضر لونًا محبذًا للسجادة التى سار عليها ضيوف مهرجان المرأة ليلة افتتاحه وطوال أيام عروضه وفعالياته بدلًا من اللون الأحمر المتعارف عليه، فالأخضر- على حد تعبيرها- لون يعكس ويعبر عن فكرة الخير والنماء، أما الأحمر فهو لون الدم ويرمز للعنف والقتل والإرهاب.

كرم المهرجان فى دورته الأولى زهرة السينما العربية «نجلاء فتحى» والتى لم تستطع الحضور لظروف مرض زوجها الإعلامى الكبير حمدى قنديل.

وطلبت النجمة المكرمة من الرئيس الشرفى للمهرجان الفنانة إلهام شاهين أن يكون تكريمها -فى غيابها- من خلال كلمات يلقيها نيابة عنها زملاؤها وأبناء جيلها ممن عملت معهم، رجالاً ونساءً، وبالفعل صعد للمسرح إلى جانب إلهام شاهين كل من يسرا وإيناس الدغيدى وفاروق الفيشاوى ولبلبة ومحمود حميدة، وكل ارتجل كلمة وشهادة قصيرة فى حق فنانة أعطت الكثير للسينما وتمردت فى الواقع وعلى الشاشة.. ورغم ظروف مرضها لم تعلن اعتزالها الفن الذى مازال يعيش فى داخلها ولا يسعها تركه، كما لم يسعه هو تركها حتى الآن.. وعرض المهرجان فى إطار هذا التكريم فيلمًا تسجيليًا عن نجلاء فتحى من إخراج عمر زهران، إلى جانب كتاب أصدره المهرجان عن نجلاء فتحى «زهرة اللوتس» كما سماها السيناريست الكبير عاطف بشاى، الذى اختار للكتاب عنوان «زهرة الرومانسية».

هذا وكرم المهرجان من خارج مصر «كريستينا فلوتور»، الممثلة الرومانية الحاصلة على جائزة أحسن ممثلة فى مهرجان كان ٢٠١٢ عن دورها فى فيلم «ما وراء التلال».

كما اشتمل المهرجان على مسابقتين للفيلم الطويل والقصير، فقد ضم بانوراماتين إحداهما للسينما المصرية وأخرى متنوعة وورشًا فنية فى مجال التحريك والفيلم الوثائقى وصالونًا للمنتجين.

واختير فيلم «ليلى بنت الصحراء» إنتاج عام ١٩٣٧ للمخرجة المصرية والممثلة والكاتبة والموسيقية بهيجة حافظ، بنت الإسكندرية، التى كانت نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية المبدعة ليكون فيلم الافتتاح وفيلم «داليدا» للمخرجة والمنتجة والسيناريست الفرنسية من أصول مغربية «ليزا أزويلوس» فيلمًا للختام، لتوضع أسوان وتتوج هذا العام درةً فى تاج السينما البراق الذى لا يخدع أبصارنا بل ينيرها وينير معها القلوب والعقول بطرح قضايا وتقديم جماليات ومتع بصرية تقدم على الشاشات فى محاولة لكشف الواقع وتعريته من جانب، والحلم بواقع أجمل وأسمى وأرقى نسعى لتحقيقه بالتراكم طوال سنوات أنتجت فيها هنا وهناك أفلام غيرت مسارات أناس وشعوب بل أمم وحضارات.