رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسيرة للتضامن مع الفتاة العربية


نحن فى زمن تواجه فيه الفتاة والمرأة العربية.. بل والطفل العربى أخطاراً محدقة، وقضايا صعبة لم نشهد لها مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية.. نحن فى زمن محنة حقيقية تتطلب منا جميعاً التعاون والحماية والدعم للخروج منها.. فمن منا لم ير مشاهد خروج اللاجئات والنازحات فى دولنا العربية وهن يحملن أطفالهن هرباً إلى المجهول تحت وطأة النزاعات المسلحة، والصراعات الدموية التى يتم تأجيجها فى منطقتنا.. ومن منا لم ير مشهد الطفل السورى الذى توفى غرقاً وتُرك جسده مُسجى على الشاطئ، حيث كان برفقه أسرته وقت هروبها إلى عرض البحر فراراً من جحيم الحرب؟!.



وانطلاقًا من ضرورة إيقاظ الضمائر.. ودعم حقوق مثل هؤلاء.. لابد وأن نتكاتف لدعم حقوق اللاجئات والنازحات اللاتى يعانين من ظروف معيشية أليمة، ومن رؤياى ورغبتى الصادقة والحقيقية فى دعم حقوق المرأة والفتاة العربية.. كانت مشاركتى فى مسيرة مهمة انطلقت من القاهرة قلب الوطن العربى، حيث تبدأ منها دائماً أهم المبادرات الداعمة للمرأة فى منطقتنا العربية منذ ثورة ١٩١٩.. نُظمت المسيرة داخل جامعة القاهرة فى بداية الشهر الجارى بمناسبة يوم الفتاة العربية، بهدف التضامن مع شقيقاتنا وأطفالنا وبناتنا اللاتى يواجهن أسوأ صورالمعاناة والعذاب والامتهان للكرامة.. بل وأقسى صور الإرهاب والعنف والتطرف والتشدد بسبب الصراعات والمؤامرات الدولية.

لذا أصبح واجباً علينا-ككتاب وأصحاب أقلام-أن نلفت انتباه كل رئيس وطنى ومسئول ذى ضمير، وكل رجل دولة ،و كل إعلامى أو سياسى أوفنان إلى خطورة هذه القضية المصيرية .. كما أناشد الجميع بالمشاركة الفعالة كل من واقع مسئوليته فى إيقاظ الضمير العالمى لحماية فتياتنا ونسائنا وأطفالنا من هذه المأساة.

إن هذه المسيرة كانت الخطوة الأولى لإيقاظ الضمائر.. وإن شاء الله سيتلوها خطوات فعالة بدعم مادى ومعنوى لتوفير حياة كريمة لنسائنا وأطفالنا وفتياتنا فى تلك المنطقة المنكوبة بعد الظروف الصعبة التى فرضت عليهن فسحقت حتى أبسط حقوقهن الأساسية.. وهذه المسيرة الرائعة نظمتها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة القاهرة، وشاركت فيها السفيرة ميرفت التلاوى-مديرة منظمة-والمدافعة الفعَّالة عن حقوق المرأة العربية، ود.جابر نصار-رئيس جامعه القاهرة-والفنانتان: يسرا وإلهام شاهين، ومايا مرسى-رئيسة المجلس القومى للمرأة-وبعض ممثلات عن السفارات العربية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة وشابات وشباب يافع من جامعة القاهرة.. كما تضمنت فعاليات المسيرة معرضاً لصور فتيات وأطفال ونساء فى مخيمات من كل: سوريا والعراق وفلسطين واليمن وغيرها من صور المعاناة التى تكشف حجم المؤامرة لمشروع سياسى كبير يهدف إلى إغراق المنطقة العربية فى صراعات كبرى ومتتالية.. والتى بدأت بوادرها منذ تولى بوش الابن رئاسة أمريكا.. ثم تصاعد التدمير والتفتيت لدول المنطقة فى عهد إدارة الرئيس أوباما.

وقد وجهت السفيرة ميرفت التلاوى كلمة قصيرة بهذه المناسبة قالت فيها: «الآن لابد أن تدرج قضية اللاجئات والنازحات العربيات كقضية أمن قومى، ولابد من النضال لحلها».. فيما أثنى د.جابر نصار على دور المرأة العربية فى كلمته فقال: «المرأة العربية أثبتت جدارة فى كل المحن التى نمر بها، ولن تتقدم مجتمعاتنا دون تقدم المرأة».. وتحدث طفل سورى صغير عن حلمه فى أن يعود إلى بيته فى بلد آمن خالٍ من النزاعات.

ومن ضمن ما تحدث به أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن «يوم الفتاة العربية هو تذكير بأدوارهن الاستثنائية فى صنع تاريخ بلدانهن وفى نهضة مجتمعاتهن.. وهذه اللحظة فرصة مواتية لمراجعة مدى التقدم المحرز فى طريق حماية وتعزيز حقوق الفتاة فى المنطقة العربية وتمكينها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً».. معرباً عن أمله فى أن يتم اتخاذ المزيد من الخطوات الإيجابية لصالح المرأة على المستوى الوطنى فى مختلف الدول العربية.

من بين اللافتات التى استوقفتنى والتى رفعتها فتيات مصريات فى المسيرة لافتة مكتوب عليها «الفتاة العربية سلاح فعال فى مواجهة الإرهاب».. وعلى لافتة أخرى «التضامن العربى ركيزة أساسية لمواجهة التحديات المحيطة بالوطن العربى».. وهذا يجعلنى أكرر مناشدتى ومطالبتى لصناع القرار ومسئولى المنظمات النسائية بوضع رؤية عربية متكاملة لدعم الفتاة العربية، وتحسين أوضاعها وحصولها على جميع حقوقها القانونية المدرجة فى الدساتير والاتفاقيات الدولية وإتاحة المزيد من فرص الحياة الأفضل لها.. والتضامن مع قضاياها فى: التعليم والرعاية الصحية والعمل والزواج والمساواة والأمان.. وكذلك حمايتها ضد أى تمييز.