رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا لا تتولى غادة والي رئاسة الوزراء؟


قد يكون هذا السؤال غريبًا فى هذا التوقيت بالتحديد، فمشاورات رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، لإجراء تعديل جديد فى حكومته لا تزال قائمة، لكن هذا لا يمنعنى من طرح فكرة أعتقد أنها جديرة بالمناقشة والتأمل.

على طول تاريخ مصر لم تتولَّ سيدة رئاسة الوزراء، وهو أمر ملغز ومحير على كثرة السيدات اللائى قدمن للحياة السياسية المصرية ما يدعمهن لهذا المنصب، لكن هذه نقطة جانبية تتعلق بأعراف وتقاليد ورؤى لا محل لمناقشتها هنا.



لا أرشح غادة والى لرئاسة الوزراء لمجرد أنها سيدة، ولكن لأنها بأدائها فى وزارة التضامن، وعقليتها المنظمة التى تدير بها عملها، وشجاعتها فى طرح أفكارها وقدرتها على مواجهة منتقديها قادرة على أن تقدم نموذجًا مختلفًا عما قدمه رؤساء الحكومة السابقون.

هناك مبرر آخر أعتقد أنه لا يقل أهمية عما سبق، فالمجموعة الاقتصادية ماضية فى قراراتها للإصلاح الاقتصادى، وهو ما يعنى أن هناك أعباءً أكثر ستقع على رأس المواطن، مما يستدعى مزيدًا من إجراءات الحماية الاجتماعية للفئات المتضررة من قرارات الإصلاح، والتجربة أثبتت أن «والى» قادرة على تنفيذ مساحة الحماية الاجتماعية بكفاءة عالية.

نحتاج إلى التفكير بشكل أوسع خارج الصندوق، ولأننى أعرف أن مساحة اختيار الوزراء ورئيسهم محدودة جدًا فى أسماء بعينها، فإننى أطرح اسم الوزيرة المجتهدة على صاحب القرار الأول، فى محاولة للتجديد والدفع بكفاءات تستحق أن تأخذ فرصتها كاملة.

أعرف أن أعباءً كثيرة تثقل كاهل غادة والى، وأنها زاهدة فى المناصب السياسية، الحياة عندها لا تقاس بما تحصل عليه، بل بما تستطيع أن تقدمه، وهى ميزة إنسانية وشخصية تجعلنا نعتمد عليها فى الفترة المقبلة، ونمنحها فرصة أن تعمل بحرية أكثر.

لا أريد أن يربط أحد بين ما أقوله، وإعلان ٢٠١٧ عامًا للمرأة، فهذا ربط ساذج، ثم إننى لا أرشح غادة والى رئيسة للحكومة لعام واحد، بل لفترة كافية تستطيع فيها أن تحقق أهدافها وأفكارها كاملة.

غيَّروا وجه مصر بشكل كامل، وامنحوا من يستطيعون ما يستحقون، فمستقبل هذا الوطن يفرض علينا أن نفكر بشكل مختلف.