رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سنة جديدة وبداية جديدة!!


منذ ساعات قلائل ودعنا عام 2016 واستقبلنا عاماً جديداً, ومما لاشك فيه أن العام المنصرم يحمل لنا العديد من الذكريات سواء كانت مؤلمة أو مبهجة, والشخص الايجابي هو الشخص الذي يتذكر ما يبهجه ويتناسى ما يؤلمه, والشخص السلبي يفعل العكس, لذا نجد أن الكثيرين الذين لا يتمتعون بالإيجابية في نظرتهم للحياة يصابون بالعديد من الأمراض النفسية والتي يُعد الاكتئاب من أشهرها حيث أنه منتشر بصورة مفزعة في أيامنا الحاضرة, وهناك العديد من النظريات التي تحاول أن تفسر الاكتئاب وتُرجعه إلى أسباب عضوية أو أسباب نفسية, ومن أكثر النظريات انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية نظرية تُسمى بالنظرية المعرفية وهي تفسر سبب الاكتئاب بأنه نتيجة أساليب تفكير خاطئة وتكوين مفاهيم خاطئة تجاه الذات والماضي والمستقبل, ولعل أهم أساليب التفكير الخاطئة التي تؤدي للاكتئاب, التفكير السلبي من جهة الماضي, فنجد الشخص المكتئب عندما يسترجع ماضيه ينشغل كثيراً بالخبرات السيئة والذكريات المؤلمة والمواقف المحزنة, ويظل الشخص أسيراً مستعبداً لهذه الذكريات, وهذه الخبرات المؤلمة تظهر واضحة في تفكيره وفي حديثه, فتؤثر على حالته النفسية وعلاقاته مع الآخرين وتقوده حتماً إلى الاكتئاب, والشخص الإيجابي هو الذي يستطيع أن ينتصر على ذكريات الماضي المؤلمة بإعطائها معاني أكثر قوة, واعتبار هذه المواقف المحزنة نقطة تحول للأفضل, إن الحقيقة المؤكدة أنه لاشئ في الحياة له معنى إلا المعنى الذي نعطيه له, والمعنى الذي نلحقه بأحداث الماضي والتفسير الذي نضعه لها هو الذي يُشكل حياتنا بحق, وإحدى الصفات العجيبة في النفس الإنسانية هي المقدرة على رفع شأن أي حدث في الحياة أو التقليل من أمره إذا أرادت, فمن يفكرون بطريقة إيجابية ينظرون إلى تجارب الماضي الصعبة ويعتبرونها نقطة تحول للأفضل في حياتهم ويُلحقون بها معنى رائعاً وأكثر قوة, ونحن جميعاً نملك القوة والمقدرة على خلق وإلحاق المعاني الطيبة بالأحداث التي نمر بها بصورة تُضاعف من قوتنا على مواجهة حياتنا .