رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمة فى خطر « ٢»


كتبت مقالاً سابقاً تحت العنوان ذاته عما وصلنا اليه من تدنى التعليم، فى مبناه ومعناه، فلم تعد الأبنية كتلك الأبنية فى زماننا حيث الملاعب المتعددة واليوم الدراسى الكامل تتخلله فسحة لمدة ساعة فيها الغذاء والرياضة والأنشطة الأخرى المتعددة طبقا لهواياتنا وميولنا إلى أن ساءت الأبنية وضاقت الحجرات، وألغيت الكثير من الملاعب حتى وجدنا طوابير الصباح تجرى فى الشارع بالنسبة لبعض الأبنية التى تستأجرها وزارة التعليم...

... وهنا نتعرض للتعليم الجامعى حيث زادت أعداد الطلاب عن مساحات القاعات، وأذكر أننا فى جامعة القاهرة كنا طلبة كلية الحقوق ندخل المدرج على دفعتين كل منها ألفا طالب وطالبة، وكان بعض الأساتذة تختلط عليهم بعض الأجزاء ولا يذكر إذا كان قد تعرض لها فى الفريق الأول أو الثاني، وكان الله فى العون، ومع ذلك فكنا أفضل حالا من وجوه كثيرة، أهمها الوقت الأكبر الذى كان يعطيه الأستاذ لطلابه، فكان الأستاذ هو بذاته الذى معنا فى الفصول، أى «السكاشن»، ولم نكن نرى المعيدين كما يحدث الآن.

إن العالم يقيّم الجامعات فى مستويات عديدة، فهناك أفضل مائة جامعة، ثم أفضل خمسمائة جامعة، ثم تزداد الأعداد لتصل إلى أفضل ألفى جامعة، ومن أهم الدول المهتمة بترتيب جامعاتها بين جامعات العالم كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، ثم جامعات اليابان وكندا والسويد، وجميعها فى تنافس شديد مع أمريكا وإنجلترا.

كما يدخل فى التقييم أهم الشخصيات الدارسة فى الجامعة، فمثلا إسحاق نيوتن الانجليزى الجنسية وعضو مجلس العموم البريطانى، وهو عالم فى الفيزياء والرياضيات، وله مؤلف مهم حول الأصول الرياضية لفلسفة الطبيعة، ونشر مؤلفه عام ١٦٨٧، وله باع طويل فى علم التفاضل والتكامل، وهو يعرف بـ«مكتشف نظرية الجاذبية».

أما فى ترتيب أهم مائة جامعة على مستوى العالم فى استيفاء أهم الشروط للتفوق ومنها ١- جودة التعليم ٢-جودة أعضاء هيئات التعليم ٣- الإنتاج البحثى ٤- الإنجاز الأكاديمى مقارنا بحجم المؤسسة التعليمية فكان ترتيب أهم الجامعات وعدده من بين المائة جامعة فكان على النحو التالى:

الولايات المتحدة الأمريكية وحصلت على عدد أربعة وخمسين جامعة من المائة.. بريطانيا وحصلت على إحدى عشرة جامعة من بين المائة جامعة.. ثم تلاهما اليابان وحصلت ست جامعات من المائة أفضل جامعة.. ثم كندا فى المرتبة الرابعة وحصلت خمس جامعات من جامعاتها .. أما فرنسا فمنها ثلاث جامعات .. وسويسرا ثلاث .. وهولندا جامعتان.. أما الدول الاخرى الحاصلة على جامعة واحدة من المائة افضل الجامعات فهى أستراليا والنرويج والدانمارك وروسيا وفنلندا.

تلك هى أهم أفضل مائة جامعة من عدد ألفى جامعة يتم بحثها من إجمالى عشرة آلاف جامعة، وهى المسجلة فى منظمة اليونسكو، والتى يتم فحصها وفقاً للمعايير السابق الإشارة إليها، كما أن هناك تقييماً سنوياً آخر لأفضل خمسمائة جامعة من الجامعات المسجلة لدى هيئة اليونسكو.

كما أن هناك ترتيبا آخر لأفضل خمسمائة جامعة من الثلاثة آلاف جامعة التى اختيرت للتقييم، ولما كان موضوع اهتمامنا هو جامعاتنا المصرية وكيف وصلت بنا، أو وصلت لمصرنا، فلدينا عدد ٢٦ جامعة حكومية، ثم أربع جامعات أهلية، أما الجامعات الخاصة فبلغ عددها عشرين جامعة، والأكاديميات عددها اثنى عشر، والكليات العسكرية عددها ثمانى كليات، كما أن لدينا ثلاث جامعات خارج مصر، وخمسة فروع لجامعات مصرية بالخارج، وبهذا يصبح العدد الكلى للجامعات وفروعها ثمانية وسبعين.

أما أكبر الجامعات على المستوى العالمى فهى جامعة أنديرا غاندى الوطنية المفتوحة والتى تستوعب ثلاثة ونصف مليون طالب وطالبة. أما أسس التقييم فهى على النحو التالى: 1- الحاصلين على جائزة نوبل ويقابلها عشر درجات.. 2- أعضاء هيئات التدريس الحاصلون على نوبل أو الرياضيات العالمية: عشرون درجة.. 3- عدد الأبحاث التى يسترشد بها فى الأوراق العلمية عالميا: عشرون درجة.. 4-عدد الأبحاث التى نشرت فى أوراق بحثية بجامعات أخرى والمنشورة عالميا: عشرون درجة.. 5- حجم الجامعة وعدد الطلاب الذين تستوعبهم الجامعة سنويا : عشر درجات.

وجدير بالذكر أن حجم جامعتى القاهرة وعين شمس يعطيهما درجة، وكذلك لجامعة القاهرة ثلاثة من خريجيها حصلوا على «نوبل» وهم نجيب محفوظ، وياسر عرفات، ومحمد البرادعى.

كما من أشهر خريجى جامعة القاهرة كل من صدام حسين، وياسر عرفات، وصوفى أبو طالب، ومحمد مرسى، وعدلى منصور، وغازى القصبى مع حفظ الألقاب. ومن العلماء الذين تخرجوا فى جامعة القاهرة مصطفى مشرفة، ومجدى يعقوب. كما يذكر لجامعة القاهرة أن رئيس أمريكا الحالى السيد أوباما ألقى خطابه بها بناء على رغبته، وذلك فى صباح يوم الخميس الرابع من يونيةلعام ٢٠٠٩ حيث حضر ألفان وخمسمائة مدعو، وكنا من شهود العيان. أما جامعة الأزهر فتحتاج إلى مقال آخر لحجمها وتعدادها، فهى صاحبة أعلى معدل عددى للكليات وأعداد الطلبة والطالبات، وبلغ التعداد بها الذروة فى العام الدراسي٢٠١٣/ ٢٠١٤ ، وبلغ عدد كلياتها نحو ثمانين كلية موزعة بين البنين والبنات بنسبة ٤٦ كلية للبنين، و ٢٦ كلية للبنات، وثمانية للتعليم العالى. تلك هى صورة مختصرة لوضع التعليم العالى فى مصرنا الغالية.