رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فضيحة منظمة التضامن القبطى


جاء بجريدة «اليوم السابع» بتاريخ ٢٤/٦/٢٠١٦ تحت عنوان «دولارات واتهامات بالخيانة تشعل معركة فاطمة ناعوت وأقباط المهجر» وكانت هذه الاتهامات قد جاءت بعد دعوة هذه المنظمة لفاطمة لحضور مؤتمر التضامن القبطى بواشنطن الذى عقد فى أمريكا من ٩ إلى ١٣ يونيو والذى ناقش ما يسمى بأوضاع الأقليات فى الشرق الأوسط وأوضاع الأقباط فى مصر بعد ثورة ٢٥ يناير وكيفية توفير مستقبل أفضل للأقليات الدينية وقد شارك فى المؤتمر لأول مرة المهندس نجيب ساويرس إلى جانب عدد من أعضاء الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكى، إضافة إلى جانب من ممثلى الإدارة الأمريكية ولجنة الحريات الدينية الأمريكية وجمعية مسيحى الشرق الأوسط وعدد من الحقوقيين والباحثين فى مجال حقوق الإنسان.

وقد صرح مجدى خليل وهو أحد المصريين الذين هاجروا إلى أمريكا والذين يتاجرون بمشاكل الأقباط والمرتبطين بالإدارة الأمريكية التى يسيرون فى ركابها لتحقيق مصالحها السياسية فى المنطقة عن طريق إثارة مشكلة الأقباط والأقليات الدينية، حيث إنهم الآن لا علاقة لهم بمصر فهم يتعاملون كأمريكان قبلوا أمركتهم نظير تحقيق مصالح ذاتية لإثبات الوجود الذى يفتقدون إليه، صرح مجدى بأن فاطمة ناعوت ظهرت أخيراً كصوت يدافع عن الأقباط فتم دعوتها للمؤتمر بحسن نية، ويكمل كما أننا دعوناها من باب التعاطف معها شخصياً بعد الحكم عليها فى قضية ازدراء الأديان بسبب آرائها فى بعض نقاط التراث الإسلامى ولكنها يبدو أنها جاءت لتبيع للأقباط سلعاً مسمومة.. وقد جاء رد مجدى هذا على فاطمة ناعوت بعد تصريحاتها بعد عودتها من واشنطن إلى مقر إقامتها الحالية بالإمارات والتى جاء بها «أنهم طلبوا منها أن تكون شوكة فى ظهر مصر فى الخارج وأن تتوجه إلى وزارة الخارجية الأمريكية لإدانة القاهرة وتشويه سمعتها فيما يخص مشاكل الأقباط فى مصر، وكانت ناعوت قد أقرت فى التصريحات نفسها بأنها قد تقاضت مبلغ ألفا دولار نظير محاضرة قامت بإلقائها بالمؤتمر وهنا قامت معركة الاتهامات بالخيانة بين ناعوت وبين منظمى المؤتمر والمتاجرين بالأقباط. فاطمة تقول إنهم أرادوا استغلال قضيتها مع ازدراء الأديان حتى يتم توجيه الاتهامات لمصر وللنظام بالقمع وغياب الحرية والأهم وهو المقصود بالمؤتمر وهو اضطهاد الأقباط فى مصر ومجدى خليل الأمريكانى الذى لا علاقة له بمصر ومن معه يتهمون ناعوت بأنها ساومت على أجرها نظير المحاضرة التى ألقتها وأنها ابتزتهم مادياً. فى الوقت الذى ردت فيه فاطمة على ذلك قائلة إن عدم توجهها إلى وزارة الخارجية الأمريكية وعدم الموافقة على المتاجرة بقضيتها والإدعاء باضطهاد الأقباط فى مصر هو الذى جعل هؤلاء يقومون بهذه الادعاءات الكاذبة متهمة هؤلاء بأنهم من المتاجرين بقضايا الأقباط ومصر وكانت لديهم رغبة فى استغلال قضيتها لتحقيق أهداف خاصة بهم ورفضها قطع عنهم سبوبة كبيرة، هنا أردنا تفعيل ما حدث فى هذه الفضيحة الكاشفة لهذه السلوكيات المرفوضة والارتباطات المرزولة والادعاءات الكاذبة التى يمارسها هؤلاء المتاجرون بما يسمى بالقضية القبطية ليس حباً فى الأقباط ولكن تحقيقاً لسياسات قديمة حديثة تستغل مشاكل الأقباط المتراكمة عبر التاريخ بهدف التدخل فى الشئون الداخلية بحجة حماية الأقباط وبالطبع فهذه التدخلات وتلك الأساليب تتنوع وتتغير حسب التطورات السياسية والتى يموج بها المجتمع الدولى. والجديد هنا هو خلاف من اجتمع فى هذا المؤتمر ومثله من المؤتمرات المشبوهة والذى يؤكد وجهة نظرنا فى هذه القضية وفى تلك الممارسات منذ ثلاثة عقود وهى أن مشاكل الأقباط لا ولن تحل بعيداً عن أرض الوطن ولن يكون الحل بغير المصريين حتى وإن كان الطريق طويلا والمشوار صعبا، فإذا كانت المشكلة فى مصر ومع المصريين فكيف يكون الحل فى أمريكا بمشاركة الأمريكان وأرى الشكل الاستعمارى المتطور والذى منذ البداية يضع مشكلة الأقليات على أجندته الاختراقية للأنظمة وللمجتمعات. وببساطة ــ حسب معلومات المتاجرين بالمؤتمر يحضر المئات للمؤتمر ويلقى المحاضرات أربعون محاضراً فلو كانت المحاضرة حسب ناعوت ألفى دولار فهنا ثمانون ألف دولار إضافة لتذاكر السفر من أنحاء العالم ناهيك عن الإقامة والإعاشة والبوكت مونى. وكل هذا يكرر كل عام وهذا يثير العمل طوال العام على هذه القضية بكل الوسائل الإعلامية والمساومات المادية مع من يوافق على هذا العمل المشبوه. فمن أين كل هذه الأموال؟ هل من أموال مجدى خليل التى ورثها من المراحيم وقرر أن يضحى بها من أجل جمال عيون الأقباط؟ أم هذه الأموال هى أموال لمنظمات أجنبية تمول من دول ومخابرات تستغل هذه القضية لصالح تحقيق مخططاتها المعلنة بهدف تقسيم المنطقة على أسس طائفية فهذه الفضيحة ليست جديدة ولكنها معروفة ومعلومة وكثيراً ما حذرنا منها ومن نتائجها الوخيمة على الأقباط وعلى مصر. فالانتهازية واضحة والاستغلال موجود والدور المشبوه قائم واللعب بالمشاكل والقضايا هو السائد فمن يريد أن يحل مشاكل الأقباط فليأت إلى مصر وليترك المصريون وحدهم الذين يعون مشاكلهم وهم وحدهم القادرون على حلها مهما كان المناخ الطائفى مكدسا وموجودا ولكن الحل فى مصر وبالمصريين وليس بهؤلاء المرتزقة والمتاجرين والمتأمركين والذين لا يعرفون غير مصلحتهم الذاتية وتحقيق تخيلاتهم الزعامية المريضة وستظل مصر رغم عن أنوفهم لكل المصريين.