رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثقافة الجماهيرية .. والعدالة الثقافية « 3»


تناولنا فى المقالين السابقين أن الثقافة حق لكل مواطن كالحق فى الصحة والتعليم والغذاء والسكن والعمل، وأنه لابد من اهتمام الدولة بالنشء الذين هم مستقبل مصر. وأن مكافحة التطرف والإرهاب ليس بالأمن فقط ولكن بالتنمية الثقافية والتعليمية للموارد البشرية. ونركز فى هذا المقال على قطاع كبير من الأطفال على الجميع الاهتمام بهم، وهو قطاع الأطفال اليتامى، والذى ينبغى الاهتمام به من قبل الدولة والمجتمع المدنى معاً. وفى إطار الاحتفال بيوم اليتيم تلقيت هذه الدعوة «الاحتفال بيوم اليتيم الخميس الموافق 7 أبريل 2016 تتشرف مكتبة الطفل بقصر ثقافة مصر الجديدة تحت رئاسة الأستاذة سوزان بحيرى مديرة القصر بدعوة سيادتكم لحضور الاحتفال بيوم اليتيم». تضمنت الاحتفالية عدة فقرات فنية ومنها عرض مسرح عرائس وكورال يقدمهما قصر ثقافة جاردن سيتى، غير المواهب التى قدمتها مكتبة الطفل بقصر مصر الجديدة، والذى يقوم على تدريبها فى الغناء والموسيقى الشاب المبدع محمد مصطفى. يوم مبهج فى القصر الذى يضج بالأطفال اليتامى، وكانوا من دور الأيتام الموجودة بالمنطقة ومن مدرسة صلاح الدين الابتدائية، والتى اهتمت مديرتها بمشاركة تلاميذها وتلميذاتها من اليتامى فى هذا اليوم. وكانت الفرحة على وجوه الأطفال مع حماسة كل منهم لعرض مواهبه فى الموسيقى والغناء والتمثيل، كما كانت سعادتهم بالغة مع فقرات مسرح العرائس. تحية تقدير ومحبة للأستاذة زيزى أحمد طلبة مسئولة نشاط مكتبة الطفل بقصر ثقافة مصر الجديدة.

العدالة الثقافية تحدث عنها مؤتمر اليوم الواحد لأدباء إقليم القاهرة، والذى تناولت أوراقه عدداً مهماً من التوصيات بأهمية وصول الثقافة بكل أشكالها الإبداعية إلى كل مكان وشبر فى مصر وبشكل عادل. وتناولت أيضاً التعاون بين كل المؤسسات المعنية للاهتمام بالأطفال والشباب منذ ولادتهم وفى المدارس والمعاهد والجامعات.

كما أن الدستور المصرى تناول حقوق الطفل فى مادته 80 والتى نصت على «لكل طفل الحق فى اسم وأوراق ثبوتية وتطعيم إجبارى مجاناً ورعاية صحية وأسرية أو بديلة، وتغذية أساسية ومأوى آمن وتربية دينية وتنمية وجدانية ومعرفية. وفى المادة 82 «تكفل الدولة رعاية الشباب والنشء واكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم الثقافية والعلمية والنفسية والبدنية والإبداعية وتشجيعهم على العمل الجماعى والتطوعى وتمكينهم من المشاركة فى الحياة العامة». إن تحقيق كل هذا لن يكون إلا بزيادة ميزانية وزارة الثقافة كما أشرت من قبل، وزيادة مخصصات الهيئة العامة لقصور الثقافة وميزانية الأنشطة الثقافية والفنية الخاصة بالمدارس والجامعات بوزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى. إننى أناشد فى السطور القادمة الدكتور سيد خطاب- رئيس الثقافة الجماهيرية- والدكتور حلمى النمنم- وزير الثقافة- بزيادة الميزانية الخاصة بالهيئة لإعادة فتح قصور الثقافة المغلقة منذ حريق مسرح بنى سويف عام 2005، لدواعٍ خاصة باتخاذ الإجراءات الآمنة للتأمين ضد الحريق. هل يعقل أن القصور مغلقة أكثر من عشر سنوات، والتى تعتبر أداة من الأدوات الرئيسية للتنوير والتثقيف والحفاظ على التراث والحرف البيئية. إن كل المطلوب هو بضعة ملايين من الجنيهات. كما أن هناك قصوراً تعمل بكل جد واجتهاد بكل مدن وقرى ومحافظات مصر، وينقصها الكثير الذى يحتاج إلى القليل من الأموال. وسأضرب المثل بقصر ثقافة مصر الجديدة، والذى ترددت عليه أكثر من مرة، ويحتاج إلى عدد من الكراسى، حيث يقف عدد من الحضور لعدم توافر مقاعد. وهذا الوضع يوجد فى كثير من القصور. كما يحتاج إلى عدد من لمبات الإضاءة. وبالنسبة للنظافة لا يوجد كما قالت لى مديرة قصر مصر الجديدة بند خاص يكفى عمال النظافة. وتعانى بعض القصور من قلة الميزانية المطلوبة للخامات التى يستخدمها المبدعون فى الرسم على الزجاج والسيراميك والقماش وتعليم تشكيل الورق وشرائح النحاس والعجائن المختلفة والطين الأسوانى وأقسام المرأة التى يتم فيها تعليم الكروشيه والتريكو والرسم والعديد من المجالات التىتحتاج إلى خامات. والقصور الموجودة فى المحافظات الحدودية تحتاج إلى خامات للحفاظ على الحرف البيئية التى تختص بها حتى لا تنقرض. إنها ملايين قليلة ولكنها عظيمة التأثير فى مجتمع يواجه الفكر المتطرف والمتشدد.