رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مستقبل غزة" يُشعل الخلاف داخل حكومة الاحتلال.. وواشنطن تضغط لتفادى "الفشل"

نتنياهو وجالانت
نتنياهو وجالانت

كثفت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال الأيام الماضية، محاولات الضغط على حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو؛ من أجل وضع خطة لمستقبل قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، لكن يبدو أن نتنياهو يرفض مجددًا التحذيرات الأمريكية بعدم وجود خطة استراتيجية عن مستقبل قطاع غزة، بالرغم من التخوفات الكبرى من فشل إسرائيل في تدمير حركة حماس والانتصار عليها في غزة، وتفاقم الخلافات داخل حكومة نتنياهو بسبب مستقبل غزة.

وجاءت الضغوط الأمريكية بالتزامن مع تصاعد الخلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت بسبب مستقبل غزة، حيث يرفض وزير الدفاع الإسرائيلي احتلال غزة عسكريًا، وهدد نتنياهو بالاستقالة من منصبه إن لم يعمل على إيجاد بديل لـ"حماس".

نتنياهو يرفض جميع مقترحات إدارة غزة بعد الحرب

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإنه مع تعثر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار، كثفت إدارة بايدن الضغط على إسرائيل لقبول خطة سياسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر في غزة، خشية أن يفشل النهج الإسرائيلي الذي يركز على العمليات العسكرية العدوانية فقط في تحقيق ضربة قاضية ضد "حماس".

وحذر مسئولون أمريكيون، من أنه بدون المضي قدمًا في خطة ما بعد الحرب، قد تجد إسرائيل نفسها غارقة في حرب مفتوحة، ما يؤدي إلى تعميق عزلتها الدولية وتفاقم الخسائر الكارثية بالفعل في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد قال في تصريحات سابقة: "إسرائيل تسير على مسار يحتمل أن ترث منه حربًا وتوترًا مع بقاء العديد من مسلحي حماس، وفي حال مغادرتها غزة سيكون هناك فراغ مليئ بالفوضى، وربما تعيد حماس ملئه".

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، الإثنين، إن الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس يجب أن يقترن بخطة سياسية لاستبدال حكمها في غزة.

وجاءت الضغوط الأمريكية المكثفة بعد أيام من قيام البيت الأبيض بحجب شحنة من القنابل بسبب مخاوفه بشأن الخطط العسكرية الإسرائيلية لرفح وتحذيرات بايدن بأنه سيفكر في اتخاذ خطوات إضافية إذا تضمن الهجوم هجومًا كبيرًا على المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في المدينة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ومجلس الأمن القومي موضوع الحكم في غزة بعد الحرب، على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائي بعد.

وكان المسئولون الإسرائيليون يطرحون سرًا فكرة إدارة مدنية بقيادة عربية لعدة سنوات في غزة، مع الاحتفاظ بخيار القيام بعمليات عسكرية ضد الجيوب المتبقية لحماس، وفقًا لمسئولين عرب مطلعين على الأمر، ولكن الحكومات العربية رفضت هذه المقترحات، وأصرت على أنها لن تقبل أبدًا ما يرقى إلى مستوى الاحتلال الإسرائيلي الفعلي، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الكثيرون أن حماس يجب أن يكون لها دور مستمر بعد الحرب، كما قال المسئولون.

وقال مسئول إسرائيلي رفيع المستوى، إن "هناك محادثات بالفعل، ولكن المشكلة أننا لم نتوصل لأي حل منذ فترة طويلة، وهذا يجعلنا عالقين في غزة، فالجميع اتفق على عدم عودة حماس، ولكن لا يوجد اتفاق على المستقبل".

وفي فبراير، دعا نتنياهو الفلسطينيين المحليين غير المنتمين إلى حماس إلى تولي السيطرة المدنية على القطاع، بينما تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية، لكنه لم يقل سوى القليل علنًا منذ ذلك الحين عن التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، وهو موضوع محفوف بالتعقيدات السياسية بالنسبة له.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن السلطة الفلسطينية، التي تحكم معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية، هي البديل المفضل لحماس في غزة بالنسبة لحلفاء إسرائيل الإقليميين والولايات المتحدة.

ويعارض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية وسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، بحجة أنها أضعف من أن تتمكن من البقاء وهي معادية للغاية لإسرائيل.

وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، وهو عضو في حكومة الحرب المكونة من ثلاثة أشخاص، نتنياهو، لفشله في التخطيط لوضع ما بعد الحرب في غزة، والذي قال إنه ترك إسرائيل أمام خيار بين احتلال عسكري غير مرغوب فيه أو العودة إلى حكم "حماس".