رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قدرات "حماس" العسكرية لم تتأثر بالحرب.. اعترافات الجنود "تفضح" قادة جيش الاحتلال

مخيم جباليا
مخيم جباليا

اعترف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن تقديرات قادتهم بشأن القدرات العسكرية لـ"حماس" في مدينة جباليا شمال قطاع غزة كانت خاطئة، حيث ظلت الحركة تتمتع بقدرات عسكرية فائقة لم تتأثر بالحرب المستمرة منذ قرابة 7 أشهر، حسبما نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

تأتي الاعترافات الإسرائيلية بعد معركة كبرى في مدينة جباليا، أعلنت فيها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن مقتل 12 جنديا إسرائيليا في قصف استهدفهم بمخيم جباليا شمال غزة وتدمير جرافة إسرائيلية وتفجير دبابة ميركافا، وقالت الحركة: "قصفنا بقذائف الهاون جنود الاحتلال وآلياته داخل سوق معسكر جباليا شمالي غزة".

الاحتلال يواجه صعوبات كبرى في جباليا

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن جيش الاحتلال يقول إنه يواجه صعوبة كبيرة في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في مدينة جباليا شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي قالت تل أبيب قبل أشهر إنها "طهرت" من مقاتلي حماس.

وأضافت الصحيفة، أن العمليات المتجددة في جباليا وأجزاء أخرى من شمال غزة، مثل حي الزيتون في مدينة غزة، تشير إلى درسين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في إجراء تقييم كامل لحجم البنية التحتية العسكرية لحماس في غزة خلال الجولات الأولى من القتال في المدينة قبل أشهر.

ولفت إلى أنه عندما غادرت قوات الاحتلال الإسرائيلية المنطقة، سرعان ما أعادت حماس ترسيخ نفسها في الفراغ الناجم عن عدم وجود استراتيجية لمستقبل قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب.

وأشارت إلى أن تل أبيب زعمت مطلع يناير الماضي، أنه تم تفكيك جميع كتائب حماس في شمال غزة، بما في ذلك جباليا، وقد عادت الآن عدة ألوية من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الشمال، حيث تعمل الفرقة 98 في الجيش في جباليا بعد تحويلها إلى هناك بدلًا من رفح.

وقال قائد الكتيبة 196 بالجيش الإسرائيلي: "يمكنك أن ترى أنهم غيروا تكتيكاتهم ويركزون الآن أكثر على وضع العبوات الناسفة في المباني".

وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي كتائب القسام التابعة لحماس وجماعات أخرى مثل سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، استخدموا بشكل متزايد، تكتيك التفخيخ وتفجير المباني مع وجود القوات الإسرائيلية بداخلها.

ويستمر نشر التكتيكات التقليدية، بما في ذلك هجمات آر بي جي على الدبابات والمركبات، وعمليات القنص، والهجمات بقذائف الهاون على تجمعات القوات، وأصدرت كتائب القسام عدة مقاطع فيديو خلال الأيام القليلة الماضية تعرض عملياتها ضد القوات في جباليا.

ويشير تقرير الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه على الرغم من العمليات واسعة النطاق في جباليا قبل أشهر، إلا أن القدرات العسكرية للمقاومة لا تزال سليمة، فخلال الساعات الماضية شاهدت قوات الاحتلال الإسرائيلية وابلًا من الصواريخ تحلق في سماء المنطقة، أُطلقت من منطقة قريبة منها في جباليا شمالًا حتى عسقلان.

وقال أحد قادة الكتيبة 196: "من المحبط أن نرى هذا بعد سبعة أشهر ونصف من بدء الحرب".

وحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون في جباليا استخدموا كلمة واحدة لوصف وجودهم في المدينة: وهي العبثية، وتشير الكلمة إلى الأسطورة اليونانية لسيزيف، الذي عاقبته الآلهة بإجباره على دحرجة صخرة عملاقة إلى أعلى التل، فقط لتتدحرج الصخرة فوقه لتصل إلى الأسفل في كل مرة يقترب فيها من القمة.

وأضافت أن جنود الاحتياط يشعرون بإحباط متزايد، حيث يتم نشرهم في مناطق القتال دون معرفة متى يمكنهم العودة، وقال أحد جنود الاحتياط: "قيل لنا، من حيث المبدأ، إننا قادمون لمدة شهر، لكن خلاصة القول هي أننا هنا في خدمة مفتوحة".