رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زلزال "الفشل" يضرب إسرائيل.. صعوبة هزيمة "حماس" ومخاوف من "حرب أبدية" بغزة

حماس
حماس

كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن تفوق كبير لـ حماس في الحرب بقطاع غزة، فبعد أكثر من 7 أشهر، لا تزال الحركة بعيدة عن الهزيمة، كما أن عودتها المفاجئة أظهرت الفشل الإسرائيلي، ما يثير مخاوف تل أبيب من أنها تورطت في حرب أبدية، وفقًا لما كشفه جيش الاحتلال.

فشل إسرائيل أمام حماس

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، فإن الحركة تستخدم شبكة أنفاقها وخلاياها الصغيرة من المقاتلين ونفوذها الاجتماعي الواسع ليس من أجل البقاء فحسب، بل أيضًا لمقاومة قوات الاحتلال الإسرائيلية، ويهاجم مقاتلو الحركة بشكل أكثر عدوانية، ويطلقون المزيد من الأسلحة المضادة للدبابات على جنود الاحتلال الذين فشلوا في الاحتماء منهم وعلى المركبات العسكرية الإسرائيلية يوميًا، حسبما قال جندي احتياطي من فرقة الكوماندوز 98 التي تقاتل حاليًا في جباليا.

وأشار التقرير إلى أن قدرة حماس على الصمود تمثل مشكلة استراتيجية لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقول إن الهدف الرئيسي للحرب هو التدمير الكامل للجماعة الفلسطينية، وتزايدت المخاوف داخل إسرائيل، بما في ذلك داخل المؤسسة الأمنية، من أن إسرائيل ليست لديها خطة ذات مصداقية لبديل "حماس"، وأن الإنجازات التي حققها الجيش سوف تتضاءل.

وقال شهود إنه مع قيام الجيش الإسرائيلي بنقل الدبابات والقوات إلى رفح، التي زعم الاحتلال أنها المعقل الأخير لحماس، شنت حماس سلسلة من هجمات الكر والفر على قوات الاحتلال الإسرائيلية في شمال غزة، وتحولت المناطق التي كانت هادئة نسبيًا إلى ساحات قتال بعد أن قالت إسرائيل يوم الثلاثاء إنها استدعت دباباتها لدعمها في المعارك مع عشرات المسلحين وقصفت أكثر من 100 هدف من الجو، بما في ذلك هدف وصفته بغرفة حرب تابعة لحماس في وسط غزة.

ولفت جوست هلترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة تعمل على حل الصراعات، إلى أن "حماس موجودة في كل مكان في غزة.. حماس بعيدة كل البعد عن الهزيمة".

وكشف مسئولون عسكريون سابقون وحاليون في إسرائيل، بالإضافة إلى تقدير استخباراتي أمريكي، أن النتيجة الطبيعية هي أن إسرائيل تبدو بعيدة عن تحقيق هدف نتنياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل، وسواء واصلت إسرائيل هجومًا واسع النطاق على رفح أم لا، فمن المرجح أن تبقى حماس على قيد الحياة وتعود في مناطق أخرى من القطاع.

ونوه التقرير بأن ما يزيد من تحديات إسرائيل في غزة أن يحيى السنوار، زعيم الحركة والمسئول الأول عن عملية طوفان الأقصى، لا يزال مختبئًا وفشلت كل العمليات العسكرية الإسرائيلية في العثور عليه حتى الآن.

وأضاف أن شبكة أنفاق حماس أثبتت أنها أكثر اتساعًا مما كان متوقعًا، وتشكل تحديًا خاصًا للجيش الإسرائيلي، الذي حاول تطهيرها باستخدام المتفجرات، بعد أن حاول في وقت سابق إغراقها بمياه البحر، ولكن كل الطرق فشلت.

وأشار إلى أن "ما يعكس اعتقاد الحركة بأنها قادرة على النجاة من الحرب على المدى الطويل، نقل السنوار رسائل إلى الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار، مفادها أن حماس مستعدة للمعركة في رفح، وأن اعتقاد نتنياهو بأنه قادر على تفكيك حماس هو اعتقاد ساذج".

وقال مفاوض عربي عن السنوار: "أراد دائمًا أن يُظهر أن حماس لا تزال في القيادة، وأنهم لم يتخلوا عن ساحة المعركة ويمكنهم الاستمرار لأشهر، إن لم يكن لسنوات".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن حماس استخدمت أنفاقها ومقاتليها ومخزوناتها من الأسلحة للعودة إلى قوة حرب المدن، وتحولت من مجرد حركة تحكم قطاع غزة منذ فوزها في الانتخابات البرلمانية في عام 2006 وانفصالها عن حركة فتح في 2007، إلى جيش متشعب أصبح من المستحيل هزيمته.

وتابعت أنه بالرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، لم تظهر حماس أي علامة على التراجع أو التردد في القتال، وحذرت إسرائيل من أنها ستجد الجحيم في رفح، ولم تؤثر تهديدات نتنياهو بغزو رفح البري على الحركة.

وقال موسى أبومرزوق، المسئول الكبير في حماس، في مقابلة مع قناة "MBC"، في 6 مايو: "إن إسرائيل تهدد بمهاجمة رفح، وتقول إن عليهم إنهاء عمليتهم هناك، تفضل، نفذ هجومك وأكمل مهمتك".