الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بحلول الثلاثاء الثالث للفصح
تحتفل الكنيسة اللاتينية في مصر بحلول الثلاثاء الثالث للفصح، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قال خلالها إنّ السيد المسيح هو " خُبزُ الحَياة" لمَن يؤمن به. أن نؤمن بالمسيح يعني أن نأكل خبز الحياة، أي أن نمتلك المسيح في داخلنا، أن نمتلك الحياة الأبديّة...
فَقَدْ قَال: "أَنا خُبزُ الحَياة. آباؤُكُم أَكَلوا المَنَّ في البَرِّيَّة ثَمَّ ماتوا" يجب أن نفهم أن كلام الربّ هذا يدور حول الموت الروحيّ. لماذا ماتوا؟ لأنّهم آمنوا بما رأوا؛ ولم يفهموا ما لم يروه... لقد أكل موسى المنّ، وهارون أيضًا، كما آخرون مِمَن أرضوا الله، ولم يموتوا. لما لم يموتوا؟ لأنّهم فهموا روحيًّا، لأنّهم جاعوا روحيًّا، وذاقوا روحيًّا المنّ لكي يشبعوا روحيًّا. "إِنَّ الخُبزَ النَّازِلَ مِنَ السَّماء هوَ الَّذي يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا يَموت".
هذا الخبز، أي السيد المسيح... كان قد سَبَقَ ورُمز إليه بالمنّ. لكنّه يستطيع أكثر من المنّ، لأنّ المنّ بقدرته الذاتيّة لا يستطيع أن يمنع الموت الروحيّ... لكنّ الأبرار رأوا الرَبّ يَسُوع المسيح في المنّ، وآمنوا بمجيئه، والمسيح، الّذي يرمز إليه المنّ، يعطي من يؤمن به ألاّ يموت روحيًّا.
لذلك قال الربّ: "إِنَّ الخُبزَ النَّازِلَ مِنَ السَّماء هوَ الَّذي يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا يَموت" هنا على الأرض، هنا والآن، أمام أعينكم، أعين اللحم، هنا يوجد "الخُبزُ النَّازِلُ مِنَ السَّماء". ويضيف الرَبّ: "أَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء ". ها هو "خُبزُ الحَياة " يدعى "الخبزُ الحَيُّ". وهو يدعى كذلك، لأنّه يملك في ذاته الحياة الّتي تدوم، ولأنّه يمكن أن ينجّي من الموت الروحيّ وأن يعطي الحياة. ففي بداية حديثه قال الربّ يَسُوع: "يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا يَموت"، ثم يتكلّم بوضوح عن الحياة الّتي يهبها: "مَن يأكُلْ هذا الخُبْز يَحيَ لِلأَبَد" .
