رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأنبا متاؤس يكتب: من الظفر إلى الجمعة العظيمة

الأنبا متاؤس
الأنبا متاؤس

تحاول الكنيسة فى أسبوع الآلام، من خلال القراءات والطقوس، أن تتبع خطوات السيد المسيح خطوة خطوة، وحادثة حادثة، فى حياته خلال أسبوعه الأخير على الأرض. تعطى الكنيسة لكل يوم من أيام هذا الأسبوع اسمًا أو عنوانًا، تدور حوله كل قراءات اليوم، وهى كالآتى:

أحد الشعانين: يوم الظفر

حيث دخل المسيح أورشليم والهيكل كملك ظافر منتصر، وحوله التلاميذ والجموع يهتفون: «أوصنا مبارك الآتى باسم الرب»، حتى ارتجت المدينة كلها قائلة: من هذا، «مت٢١: ١٠»، ولما دخل الهيكل عمل بعض المعجزات «تقدم إليه عمى وعرج فى الهيكل فشفاهم»، «مت ٢١: ١٤».

الإثنين: يوم السلطان

حيث ظهر سلطانه واضحًا فى لعن التينة التى يبست فى الحال، «مت ٢١: ١٩»، وفى طرد الباعة والتجار من الهيكل، «مر ١١: ١٥».

الثلاثاء: يوم الصدام

ظل الرب طيلة يوم الثلاثاء يعلم فى الهيكل، وكان الكتبة والفريسيون والصدوقيون يحاورونه فى غيظ وحقد، طالبين أن يمسكوا عليه كلمة خاطئة، حتى يقبضوا عليه، فسألوه عن القيامة العامة، وعن الوصية الأولى، وعن الجزية، هل يعطونها لقيصر أم لا؟، وقد أجاب الرب عن جميع أسئلتهم بحكمة وإقناع، ولم يصطادوه بكلمة، ثم حذر الناس من تعاليمهم الفاسدة، «مر ١١»، وقال الرب بعض الأمثال التى تظهر فسادهم وهلاكهم، وهى أمثال الابنين، والكرامين، وعرس ابن الملك، «مت ٢١، ٢٢»، والعذارى الحكيمات والجاهلات، «مت ٢٥».

كما أنبأهم برجسة الخراب، وخراب أورشليم وهيكلها الذى يعتزون به كثيرًا، «مت ٢٤»، وكل هذه أغضبتهم كثيرًا، وجعلتهم يتحفزون ضده، فكان يوم الثلاثاء بحق يوم الصدام.

أربعاء أيوب أو يوم التآمر

يسمى أربعاء أيوب، لأن فيه يقرأ ميمر أيوب الذى كان رمزًا للسيد المسيح فى تجاربه وآلامه الشديدة، والنهاية السعيدة التى ختم بها حياته.

كما يسمى يوم التآمر، لأن يهوذا تلميذه تآمر مع رؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل على يسوع فى ذلك اليوم لكى يسلمه إليهم «لو ٢٢: ٣، ٤»، واتفقوا أن يسلمه إليهم مقابل ثلاثين شاقلًا من الفضة، وبسبب هذه المؤامرة تصوم الكنيسة كل يوم أربعاء، لكى تشارك المسيح آلامه «إن كنا نتألم معه فلكى نتمجد أيضًا معه»، «رو ٨: ١٧»، ولكى نحذر من الوقوع فى خطأ يهوذا الذى كان سببًا فى هلاكه. أما يسوع فقضى كل هذا اليوم فى بيت عنيا، فى خلوة مع تلاميذه يعلمهم ويثبتهم.

خميس العهد أو يوم الوداع

يسمى خميس العهد لأن فيه أعطانا مخلصنا الصالح عهدًا جديدًا بجسده ودمه الأقدسين بقوله لتلاميذه: «خذوا كلوا هذا هو جسدى»، وأخذ الكأس، وشكر وأعطاهم، قائلًا: «اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمى للعهد الجديد»، «مت ٢٦: ٢٦- ٢٨».

ويسمى يوم الوداع، لأن فيه نطق الرب بخطاب الوداع الأخير، بعد إتمام سر التناول من جسده ودمه الأقدسين، وهو خطاب طويل وخطير، يشمل الإصحاحات «١٣، ١٤، ١٥، ١٦، ١٧» من إنجيل معلمنا يوحنا البشير.

الجمعة العظيمة: يوم الصلبوت

تمت فيه محاكمة السيد المسيح دينيًا ومدنيًا، وكانت محاكمات ظالمة انتهت بصدور حكم بيلاطس البنطى بصلبه، وتم الصلب بواسطة الجنود الرومان على جبل الجلجثة القريب من أورشليم، وبعد الصلب حدثت الظلمة والزلزلة، ثم استودع السيد المسيح روحه الطاهرة بيدى الآب ومات جسديًا، ثم أخذ يوسف الرامى إذنًا من بيلاطس البنطى بإنزال السيد من على الصليب، واشترك هو ونيقوديموس فى تكفينه ودفنه فى قبر جديد كان يملكه يوسف الرامى. تصوم الكنيسة كل يوم جمعة تذكارًا لحادثة الصلب.