رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لم يعد هناك حياة".. سكان خان يونس يعودون لأحياءهم الممزقة بالكامل

خان يونس
خان يونس

بدأ الفلسطينيون الذين أجبرهم الهجوم العسكري للاحتلال الإسرائيلي على ترك منازلهم في خان يونس بالعودة بأعداد صغيرة إلى مدينة غزة الجنوبية بعد انسحاب قوات الاحتلال، حيث وصل العديد منهم ليجدوا أن أحيائهم السابقة تبدو وكأنها أرض قاحلة.

وكان  جيش الاحتلال أعلن الأحد أنه سحب قواته البرية من خان يونس بعد أشهر من القتال العنيف في ما وصفه بأنه معقل رئيسي لحركة حماس. وقد تم تجريف جزء كبير من المدينة، التي كانت في السابق موطنًا لمئات الآلاف من الأشخاص.

هياكل المنازل ممزقة بالكامل والطرق مليئة بالركام والحطام

وتُظهر لقطات فيديو صورتها شبكة سي إن إن ووكالة رويترز، العشرات من السكان العائدين وهم يتفحصون أنقاض المدينة، وبعضهم يقف فوق المباني المدمرة، ويتفحصون أكوام الأنقاض التي كانت في السابق منازل.

وتوضح المشاهد السكان العائدين وهم يستعيدون الأشياء القليلة التي يمكنهم إنقاذها؛ المراتب والسجاد وأوعية المطبخ والكتل الخشبية. يحمل بعض الأطفال الأرائك والكراسي على ظهورهم. ويقول رجل يقود دراجته النارية وسط الأنقاض: "هذا ما حدث في غزة".

وسافر سكان سابقون آخرون إلى المكان سيرًا على الأقدام، بعضهم على دراجات هوائية، وبعضهم على متن شاحنات صغيرة، وبعضهم على ظهور الحمير.

"الدمار في كل مكان"

وتعرضت الغالبية العظمى من المباني في اللقطات، بما في ذلك المنازل والمكاتب والمساجد، لأضرار جسيمة والعديد منها سويت بالأرض بالكامل.

بينما المباني التي لا تزال قائمة مغطاة بالسخام ومليئة بثقوب الرصاص وأضرار المدفعية. وتناثرت أكوام من قذائف الرصاص الفارغة وبقايا قذيفة هاون واحدة على الأقل على الأرض.

وقال المستشفى الأوروبي في غزة أمس الاثنين: إنه تم انتشال جثث 46 فلسطينيا بعد الانسحاب الإسرائيلي من خان يونس، معظمهم "عثر عليهم ميتين تحت أنقاض المباني المهدمة".

ومن خلال اللقطات في خان يونس، يمكن سماع طائرات بدون طيار إسرائيلية تحلق فوق الرؤوس، وكذلك أصوات أعيرة نارية من حين لآخر.

على جدران ما يبدو أنه مكتب شركة اتصالات، تم كتابة نجمة داود وألفاظ نابية معادية للعرب باللغة الإنجليزية. وعلى جدار داخل مبنى ممزق كتب باللغة العربية "غزة لليهود".

قبل 7 أكتوبر كانت خان يونس - ثاني أكبر مدينة في غزة - موطنا لأكثر من 400 ألف شخص، وفقا لوزارة الداخلية في غزة. وفي الأيام الأولى للحرب، كانت المدينة ملاذًا لآلاف المدنيين الفلسطينيين الفارين من العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة.

ولكن عندما بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها على خان يونس في أوائل ديسمبر، اضطر أولئك الذين يعيشون هناك إلى البحث عن ملجأ في الجنوب.

ويعيش الآن أكثر من مليون فلسطيني في ظروف إنسانية سيئة في مدينة رفح الجنوبية، حيث تخطط إسرائيل أيضًا لشن هجوم.