رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة محبة تجمع بين مصر والمغرب «١»


بقلم ليس هناك رابط أقوى من الثقافة كجسر للتواصل بين شعبين، وليس هناك أروع من الإبداع الفنى لتوثيق عرى الصداقة بين دولتين، إن الثقافة تستطيع أن تفعل ما لا تفعله السياسة، صحيح أن السياسة مهمة فى العلاقات بين الدول وبين قيادات الدول، وان المصالح المشتركه يمكنها أيضاً أن توجد نقاط للتلاقى بين الدول، لكن بناء جسر تواصل قوى وفعال يبدأ دائماً من خلال فتح قنوات التواصل الثقافى والفنى، لأن العلاقات الثقافية هى التى تعطى تأشيرة الدخول المباشر إلى بوابة وجدان وقلوب شعبين، حتى وإن اختلفت اللغة وحتى وإن لم توجد مصالح مشتركة، فما بالك بين شعبين عربيين عريقين تجمعهما اللغة وتجمعهما المصالح المشتركة ويجمعهما تاريخ طويل مشترك من العلاقات الطيبة، هذا وأضيف إلى كل هذا فى السنوات الخمس الأخيرة أخطار مشتركة تهدد المنطقة العربية وتتربص لها. لهذا فإن مبادرة التواصل الجديدة التى بدأت بين مصر والمغرب تأتى فى توقيت بالغ الأهمية لتكثيف التعاون المشترك بين الدولتين مصر والمغرب وبين الشعبين وبين القيادتين المصرية ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى والمغربية ممثلة فى الملك محمد السادس ، إن هذه المبادرة التى حملت شعار «مصر والمغرب، تاريخ طويل من التواصل» بدأت من مصر من خلال دعوة متميزة من سفير مصر بالمغرب السفير محمد إيهاب جمال الدين، ولاشك أنها خطوة ناجحة قد أتت ثمارها فى إحداث حالة من التقارب بين الشعبين والدولتين حيث ضمت فعاليات متنوعة وعديدة، حيث يزور مصر الآن وفد مغربى إعلامى وثقافى، ولاشك أنه يمكن أن تتلوها خطوات أخرى لتشجيع السياحة بين الدولتين وتكثيف العلاقات والتعاون بين أهل مصر وأهل المغرب، فالمصرى يشعر بأنه فى بلده فى المغرب ويشعر بالترحيب به منذ اللحظة الأولى لدخوله المغرب ونفس الشىء بالنسبة للمغربى فى مصر، فإنه يجد نفسه فى بلده منذ أول لحظة يصل فيها إلى مطار القاهرة، فهناك علاقة محبة خاصة بين الشعبين لم تعكر صفوها أية مشكلة بين الدولتين منذ الخمسينات من القرن الماضى وحتى اليوم. ولقد شهدت ليلة ثقافية فنية مصرية مغربية متميزة فى القاهرة، توجت هذه المبادرةالمصرية كأروع ما يكون، ويمكن أن أطلق عليها ليلة محبة رائعة مصرية مغربية ،لأنها بالفعل لمست قلوب كل من أتيح له حضورها، فلقد اجتمع على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بعض من كبار نجوم الطرب والغناء من مصر والمغرب يشدون بأغانٍ عن البلدين الشقيقين، كما جمعت فى نفس المكان قيادات الدبلوماسية من الدولتين ومن خلال كلمات كل منهم تتجلى العزيمة والإرادة المشتركة فى تكثيف التواصل خلال هذه المرحلة من تاريخ المنطقة العربية، ومن الكلمات استمعنا إلى كلمات بليغة كلها مودة ومعزة وتقدير متبادل ألقاها كل من حلمى النمنم -وزير الثقافة المصرى- والسفير محمد إيهاب جمال الدين- سفير مصر لدى المغرب- والسفير محمد سعد العلمى -سفير المغرب لدى مصر- كما استمعنا إلى الطرب الأصيل والعذب والذى نفتقده الآن فى ظل طوفان الأغانى السطحية والسوقية التى تحاصرنا فى كل مكان الآن، فلقد استمعنا واستمتعنا بشدو أصيل ورائع لكل من هانى شاكر وعبد الوهاب الدوكالى وفؤاد زبادى وغادة رجب وكريمة الصقلى وإبراهيم بركات،كما تم تكريم الفنانين المغاربة من خلال وزير الثقافة المصرى وقدم الحفل الفنان سمير صبرى بأسلوبه الخفيف الظل، ولاشك أن وراء هذه الليلة الاستثنائية الناجحة التى جمعت القلوب حول أغانى حب لمصر والمغرب كانت من نتاج جهود كبيرة وإدارة ناجحة للمبدعة المصرية الأصيلة التى تحمل ملامح مصرية صميمة وأصيلة وأقصد بها الدكتورة المبدعة رئيسة الأوبرا المصرية التى استطاعت أن تضئ بالفنون الراقية دار الأوبرا المصرية فى خطوات جادة لإعادة الموسيقى والفنون الراقية إلى الساحة المصرية وإلى القاهرة عاصمة العرب أجمعين،