رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قضية أمناء الشرطة «1»


ظهرت مؤخراً، لحيز المناقشة عندما تجمهروا فى فناء مديرية أمن الشرقية، وطالبوا ببعض المطالب الفئوية لهم، وهى: وخلال هذا الشهر تجمعت أعداد كبيرة من أمناء الشرطة فى فناء مديرية أمن الشرقية. ومعهم بعض أفراد الشرطة من المساعدين وضباط الصف والجنود. وطالبوا بعدة مطالب منها: العلاج بمستشفيات الشرطة، والموافقة على التدرج الوظيفى للخفراء، وصرف العلاوات المتأخرة، وصرف حافز قناة السويس، وزيادة بدل مخاطر العمل، ومساواة الأفراد والخفراء والمدنيين فى حالات تحويلهم إلى مجالس تأديبية، كما طالبوا بإنشاء صناديق خاصة للأفراد والمدنيين والخفراء، أسوة بالضباط، ورفع بدل الغذاء إلى 20جنيهاً، والتعاقد مع مستشفى خاص لهم ولأسرهم، وإصدار كتاب دورى للجهات بذلك، وعدم نقل أو إيقاف أى فرد عن العمل إلا بعد إثبات إدانته.

وربما لو أمعنا النظر فى نشأة وكيفية التفكير فى نظام أمناء الشرطة، لأمكننا أن نبرر لهم ما فعلوه. أول من فكر فى نظام أمناء الشرطة هو شعراوى جمعة، - وزير الداخلية فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر- ومن بعد مع الرئيس الراحل السادات، حتى مايو عام 1971، عندما انكشفت مؤامراته مع آخرين على الرئيس السادات وحبسه. كانت الدولة وقتها تتجه شرقا بكل قواها، وكان معظم الصفوة الحاكمة ممن يعتنقون المبادئ الاشتراكية، والتى تؤمن بتحالف القوى العاملة، ضد الرأسمالية المستغلة. كان شعراوى جمعة ينظر الى ضباط الشرطة على أنهم طبقة من البورجوازيين الأغنياء. كانت فكرة شعراوى جمعة التى أقنع بها جمال عبد الناصر ورفاقه، هى أنه يريد أن يكون هناك فرد شرطة متعلم، حاصل على الثانوية أو ما يعادلها، ولم يتمكن من دخول الجامعة، أو إحدى الكليات العسكرية . كانت لديه فكرة خفية مفادها، أن هؤلاء فيما بعد يمكن أن يتم إحلالهم محل خريجى كلية الشرطة. كما هناك كان هدف آخر، هو إلغاء نظام الكونستبلات الذى كان من بقايا النظام الإنجليزى.

وبالفعل خرجت الفكرة فى حيز التنفيذ عام 1967م عندما تم إنشاء معهد امناء الشرطة، بمنطقة طرة البلد بمحافظة القاهرة . وكان الغرض المعلن من إنشاء المعهد  هو تخريج رجال شرطة، على قدر عال التعليم والمسئولية.

وكان يتم التحاق الطالب بمعهد أمناء الشرطة لمدة عامين، يدرس خلالهما المواد الشرطية و الحقوقية، يتم بعدهما تخريجه أمين شرطة ثالث، ويتدرج من ثالث إلى أمين ثان، ثم أمين أول، بذلك يكون مر على خدمته خمسة عشر عاماً، وبعد ذلك تتم ترقيته فى رتبة ملازم شرطة على أن يكون ضابط شرطة على كفاءة عالية جداً مقارنة بضباط الشرطة خريجى كلية الشرطة حديثى التخرج.

ولكن سرعان ما تم العدول عن تلك الشروط، وكانت الدراسة لمدة عام واحد، وألا يصبح أمين الشرطة ضابطاً إلا إذا حصل على ليسانس القانون، وبشرط أن يظل عشر سنوات فى درجة الأمين بتقدير ممتاز.

كاتب