رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشر والعنف ينتصران فى دراما رمضان «٣»


استكمالا لمقال أمس نستطرد الآتى:

٥- نهايات المسلسلات جاءت بعضها سيئة، حيث رأينا انتصاراًَ واضحاً للشر دون تعليق على ذلك على لسان أحد الفنانين، ويظهر الفساد والشر باعتباره أمراً طبيعياً عادياً، وهذا قد يحدث فى الواقع نعم ولكن عندما يقدم للمشاهد فى منزله فهذا أمر آخر، لأنه يعظم انتصار الشر على الخير والقيم والمبادئ أمام عيون الشباب والصغار، ففى مسلسل «وش تانى» انتهى بمقتل الفاسد حسين فهمى على يد كريم عبدالعزيز، وتعاون كريم عبد العزيز الفتى الشعبى الهارب من حكم بالحبس الذى تحول إلى بودى جارد مع رؤوس الفساد وفاز بكل شىء، المال الحرام والمخدرات والأرملة الطروب الفاسدة بعد وصلة قتل وسفك للدماء مع زملائه من البودى جاردات، ثم تحول كريم عبد العزيز إلى فاسد كبير فى نفس موقع الفاسد المقتول، وهنا أقول إن النهاية فيها استهانة بالقيم وبالعقل أيضاً، حيث كان يمكن أن يتم تسليم المخدرات إلى الشرطة ولا يتحول كريم عبدالعزيز إلى قاتل ولص كبير، لأنه نموذج أمامنا من الخطورة تقديمه للشباب الذى بلا تجربة فى البيوت، أيضا مسلسل «حوارى بوخارست» نجد الأبطال غارقين فى العنف والفساد.

أيضاً فى مسلسل «مولد وصاحبه غائب» ينتهى بنهاية غير منطقية، حيث تعود هيفاء وهبى «نوسة» البطلة إلى حياة المولد مع أعدائها لتؤدى فقرة فنية فى المولد، رغم أنها تحولت إلى سيدة أعمال ثرية، وينتصر الشر بمقتلها على يد باسم سمرة أو «خربوش» بلطجى المولد، أيضاً نهاية غير منطقية فى «حارة اليهود» حيث نجد موافقة القوات المسلحة على زواج الضابط إياد نصار المسلم من منة شلبى اليهودية، لكنها تصمم على الهرب إلى فرنسا وراء المجهول مما يعد نهاية غير منطقية وكان يمكن أن تنتهى بإسلام ليلى أو منة شلبى وزواجها ممن تحب طوال المسلسل.

٦- لابد أن أتوقف عند عدد من الأدوار الثانية التى لفتت نظرى وأكدت حضور فنانين بمرتبة الشرف فى دراما رمضان من حيث الأداء، وأخص بالذكر براعة أحمد بدير فى «أستاذ ورئيس قسم» فى دور المتلون الوصولى الأنانى الفاقد للمبدأ والقيم، وفى دنيا يقدم المتطرف دينياً الدموى الداعى للعنف والكراهية، كما أتوقف عند البارع سيد رجب فى «حارة اليهود» فى مشاهد لا تنسى لفتوة الحارة مثل مشهد عودة ابنته الراقصة بعد هربها ونظرة مليئة بالدموع والحسرة، ومشهد التعذيب ومشهد الانكسار بعد هروب ابنته، ومحمود الجندى فى «بعد البداية» حيث يجسد الصحفى الفاسد حتى النخاع والوصولى إلى حد ارتكاب كل أنواع الجرائم، وفى «طريقى» يضع علامة بدور الأب المهزوم أمام جبروت زوجة متسلطة إلى حد ضياع أبنائه وحياته بالكامل، هالة صدقى فى دور العالمة فى «حارة اليهود» والتى تحب بلدها وتشارك بطريقتها فى مقاومة الاحتلال، أضفت هالة على الدور أبعاداً أكدت به حضوراً طاغياً، سوسن بدر الأم الطاغية فى «طريقي» ذات الجبروت والغباء والمتحجرة المشاعرالتى تفقد أبناءها نتيجة رداءة شخصيتها ثم تصاب بالزهايمر، صبرى فواز فى «بين السرايات» وضع لنفسه مكانة متميزة على خريطة التمثيل الدرامى فى دور شقيق البطل الضائع المهزوم الذى ضل طريقه فى الحياة وفشل فى كل شىء فى حياته وانتهى بأن تحول إلى قاتل