رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس هيئة الطاقة الذرية: الأردن ضد سباق التسلح النووي في المنطقة

جريدة الدستور

أكد خالد طوقان، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، أن الأردن ضد سباق التسلح النووي في المنطقة، قائلاً: "نحن دولة نؤمن أن التسابق على السلاح النووي ضد مصلحة المنطقة ككل وضد شعوبها، كما أنه سيجلب المزيد من الدمار والخراب".

وأضاف طوقان: "إنني أعتقد أن حصول دولة أو اثنتين في المنطقة الآن على السلاح النووي ليس بالأمر المنطقي، لا للشعوب ولا للإقليم ولا للعالم".

وردًا على سؤال حول موقفه تجاه احتكار إسرائيل للسلاح النووي العسكري في المنطقة ؟، أجاب طوقان: "للأسف فبالرغم من جميع محاولات السلام واستعداد العالم العربي للتعايش والسلم مع إسرائيل، إلا أن "فكر القلعة" لا يزال يتحكم في العقلية الإسرائيلية الصهوينية منذ الخمسينيات، وهو ما تبين في قيامها وقبل أية دولة في المنطقة باحتكار الطاقة النووية ولجوئها للخيار العسكري النووي ومنع أي طرف بالإقليم من الدخول في هذا المضمار".

وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية: "إننا نعتقد أن إسرائيل لديها نظرة بأن تكون هي المركز التكنولوجي للعلم المتطور في المنطقة، فيما تغرق بقية الدول المحيطة بها في بحر من الفوضى والدماء والاقتتال الداخلي والفساد والتخلف".

وأضاف: "إن احتكار إسرائيل للسلاح النووي لن يحجب عنها مسيرة التاريخ والأمر الواقع بقبولها العيش في محيط مع جيرانها بسلام، فإن هناك شعبًا فلسطينيًا يعيش على أرض فلسطين التاريخية، وسيصبح عددهم في العام 2020 نحو 12 مليون نسمة، وهو ما سيفرض وجودهم الديموجرافي والسياسي والتراثي واستعادة حقوقهم التاريخية في هذه الأرض".

ولفت رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية إلى أن إسرائيل وبعض حلفائها في الكونجرس الأمريكي، أكدوا أنه ستتم محاربة التكنولوجيا النووية في المنطقة وبالتالي جاء مفهوم المعيار الذهبي.

وأضاف: "إننا كدولة صغيرة عندما أردنا طرق باب المجال النووي لاحظنا بصورة غير مباشرة وجود محاولات من قبل إسرائيل وحلفائها لتعطيل برنامجنا؛ لأن العقلية المسيطرة عليهم تركز على أن الطاقة الذرية بالذات يجب أن تبقى حكرًا لهم".

وأشار طوقان بهذا الصدد إلى أن هناك دولاً عربية كثيرة ودولاً أخرى بالمنطقة ومنها تركي،ا بدأت تدخل مجال الطاقة النووية السلمية إلا أنها اصطدمت بمعارضة غير ظاهرة ومبطنة لمنع دخولها في هذا المجال.

وعن الاتفاق المرتقب بين إيران والدول الست حول برنامج طهران النووي، أجاب طوقان أن التفاصيل الفنية الدقيقة للاتفاق لم تظهر بعد، قائلاً: "إنه في حال تطبيق القرار بحذافيره وتوقيع إيران على البروتوكول الإضافي، والذي سيعتبر أحد الضمانات لعدم تحويل برنامجها من سلمي إلى عسكري فإنه سيكون في صالح المنطقة وتجنيبها حروبًا وصراعات هي في غنى عنها".

وأضاف طوقان: "يجب أن يكون هناك تطبيق دقيق ومراقبة دقيقة تفاديا لأي انحراف من "الاستخدامات السلمية لقلبها لاستخدامات عسكرية"، وأعتقد أن ذلك سيكون في صالح المنطقة وقد يقلل من الاحتقان، كما أنه يرتبط أيضا بقيادة إيران وسلوكها وخطها نحو الطاقة النووية السلمية".

وتابع: "أعتقد أنه إذا ما تم تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي وإغلاق مفاعل آراك لإنتاج البلوتونيوم فإنها ستكون بمثابة مؤشرات إيجابية على أن البرنامج النووي الإيراني أصبح يتجه نحو المنحى السلمي، وهو ما سيكون في صالح إيران أولا والمنطقة ثانيًا".

وأفاد بأنه في حال تطبيق هذا الاتفاق المرتقب فإنه سينعكس إيجابيا على الأردن، وسيحقق أيضا نوعا من الانفراج على مستوى المنطقة؛ لأنه من بين الشروط السماح لنسبة 4% بالتخصيب، وهذا يعتبر أمرا جيدا للأردن والدول العربية الثانية التي ترغب الدخول في هذا المجال.

وأشار طوقان إلى أن الولايات المتحدة كانت تعارض نشاط التخصيب لأي كان في المنطقة إلا أنه في حال حصول إيران على هذا الحق فسيكون لأية دولة في المنطقة نفس الحق، منوها بهذا الصدد بأن الأردن لديه ثروة من اليورانيوم وبالتالي سيمكنه التخصيب لنسبة "4%" ومن ثم يصبح مصدراً للوقود النووي الإقليمي.

وردًا على سؤال بشأن تهديدات السعودية بشراء سلاح نووي من باكستان، قال طوقان: "إن السعودية دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة إلا أننا نعتقد أنه لن يكون هناك سباق تسلح طالما التزمت كل الأطراف بتطبيق الاتفاقيات الدولية".

وأعرب عن أمله في أن تنحو القيادة الإيرانية نحو العقل والمنطق وتسير في تطبيق الاتفاق نحو التوجه السلمي لتجنيب المنطقة وإيران والإقليم مزيدا من الحروب والفتن والخراب.

وحول كيفية منع التنظيمات الإرهابية في المنطقة من الحصول على السلاح الكيماوي والنووي، قال طوقان: "إن هذه التنظيمات خطرة ولها ممارسات تخريبية وتدميرية، وأعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق الأسرة الدولية وجميع دول الإقليم من أجل منعها من الحصول على أية تكنولوجيا نووية".

وعما إذا كان يرى أن هناك احتكارًا من قبل الغرب للتكنولوجيا النووية ذات الاستخدامات السلمية، أجاب طوقان: "إن الاحتكار الغربي للتكنولوجيا النووية غير قائم الآن وأصبح من الماضي"، منوها أن هناك دولاً مثل الصين وروسيا أصبحت قادرة على تصنيع مفاعلات نووية متطورة جدًا من الجيل الثالث ولديها قدرات مالية لتمويل بناء هذه المحطات خارج دولها وتصدير التكنولوجيا.

وقال: "إن الأرجنتين باتت تبني وتصنع مفاعلات نووية بحثية ليس فقط في دول العالم النامي بل أيضًا في أوروبا، كما أن كوريا هي الأخرى تبني الآن محطات نووية في الإمارات وتنافس كبريات الشركات الغربية، وعما قريب سنرى دولاً مثل الهند ستكون دول مصدرة للتكنولوجيا النووية".

وطالب الدول العربية بالخروج من القوقعة التي ظلت قابعة فيها على مدى الـ50 السنة الماضية؛ مما جعلها في أواخر الدول، وضرورة مراجعة النفس والنهوض من غفوتها كي يكون لها مكان في قطار التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.

ونوه أن العالم العربي مليء بالثروات الطبيعية والخبرات التي تؤهله بالتعاون مع الدول الصديقة والمحبة للسلام لتطوير تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية وبناء ما يحقق رفاة مجتمعاته وقوتها، قائلاً: "إن الأمر بات اليوم مفتوحًا وميسرًا للدخول في هذا المجال فالدول هي نفسها التي تخط طريقها بجهدها الذاتي، ومن خلال تحالفاتها مع دول صديقة لنقل التكنولوجيا".

وأشار أن مشكلة الطاقة الآن أصبحت تؤرق كثيرًا من الدول التي ليس لها مصادر نفط أو غاز؛ وهو ما جعل خيار الطاقة النووي السلمي وتوليد الكهرباء بالطاقة الذرية أحد الخيارات الرئيسة المتاحة للدول للتقليل من فاتورة الكهرباء والعجز التجاري المتراكم.