قبيل الاستفتاء على المسودة الأوربية ..اليونان وألمانيا تتراشقان الاتهامات

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم: إن التوترات بين اليونان وألمانيا حول أزمة الديون اليونانية تفاقمت خلال الأيام القليلة الماضية، بوتيرة يصعب احتوائها في المستقبل القريب، وذلك بعد تراشق وسائل إعلامية والرأي العام في كلتا الدولتين بالاتهامات والسخرية من قيادات أحدهما الأخرى.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - سواء أيد اليونانيون المسودة الأوروبية أورفضوها، فمشاعر الغضب والاستياء التي تتناب الشعبين -اليوناني والألماني على حد سواء- بلغت مرحلة من الصعب تخطيها خلال الفترة المقبلة، فنجد لافتات في شوارع العاصمة اليونانية أثينا تحمل صورة وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله، وتقول: "لقد مص دمائكم على مدار الـ5 أعوام الماضية، حان الوقت لتقولوا له لا"، في حين صبت وسائل إعلامية في ألماني ا-أحد أبرز الجهات المقرضة لليونان- جل غضبها وسخريتها على رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس".

وقالت الصحيفة: إن الرأي العام الألماني أصبح أكثر عدائية ورفضًا لفكرة إقراض اليونان مزيدًا من الأموال للحيلولة دون خروجها من منطقة اليورو، مضيفة: "إن معظم الألمان سواء- كانوا من الناخبين أو ممن يعتلون مناصب عليا داخل الحكومة الألمانية- ضاقوا ذرعا بما يعتبرونه محاولات أثينا لابتزاز أوروبا من أجل تمويل اقتصادها غير الكفء والقطاع العام اليوناني الذي يأبى حتى الآن التكيف وموائمة ظروفه مع الواقع التنافسي لدول منطقة اليورو والعولمة".

في المقابل، يعتقد قطاع واسع من اليونانيين أن ألمانيا هي المحرك الأساسي وراء خطة إنقاد مالي غير مجدية، في نظرهم؛ لما تقتضيه من فرض مزيدًا من إجراءات التقشف، قد تسبب في تحويل الأزمة المالي إلى كساد اقتصادي شامل. ولفتت أن حالة السخط اليوناني حيال الضغوط الالمانية على اليونان من أجل تبني هذه الخطة، في الوقت الذي تمنع فيه برلين أي نقاش حول قضية إعادة هيكلة الديون اليونانية ستكون السبب الرئيسي -كما يعتقد - وراء رفض ما يقرب من 50% من الناخبين اليونانيين المسودة الأوروبية في الاستفتاء المقرر غدًا، بالرغم من إدراكهم أن رفض المسودة يهدد بقاء دولتهم داخل اليورو.

ونقلت الصحيفة عن مواطن يوناني قوله: ألمانيا تريدنا تحت أقدامها، في حين رأى آخر: أن "الألمان بالأخص، المستشارة أنجيلا ميركل، ووزير المالية فولفجانج شوبيله، يسعون وراء تحويل اليونان إلى مستعمرة".