رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف عورة نظامين فى «أستاذ ورئيس قسم» «١»


استكمل رؤيتى لدراما وبرامج رمضان التى بدأتها برأيى فى مسلسل «حارة اليهود»، واليوم انتقل لمسلسل مهم ومتميز هو «أستاذ ورئيس قسم» لزعيم الفن المصرى عادل إمام، وأتوقف عند عادل إمام لأنه اختار موضوعاً صعباً وشائكاً ليقدمه خلال الشهر الكريم، لكنه خطوة لاستكمال ما بدأه من دور مهم يقوم به ضد التطرف وضد الإرهاب وضد القمع، مما يمكننى أن أقول عنه بمنتهى الصدق إنه دور تنويرى هادف يقدمه فى إطار كوميدى، لكنه فى الحقيقة دراما اجتماعية تحمل هدفاً تنويرياً وهو كشف عورات نظامين، وهذا لا يعنى أننى أتجاهل بعض الثغرات فى العمل الفنى، مثل مشهد إلقاء.

الحذاء على أستاذ جامعى فى وسط اجتماع مجلس جامعة القاهرة، مما يعد سلوكاً لم تشهد له مثيلاً من قبل جامعة القاهرة، خاصة أنه يقدم الأحداث تحت قبة جامعة القاهرة، حيث يؤدى عادل إمام دور فوزى جمعة الأستاذ اليسارى المعارض فى كلية الزراعة، القصة على قدر عال من الجرأة ليوسف معاطى، والتى من خلالها يقدم أستاذاً جامعياً يسارى الفكر وثورى السلوك يقف ضد التطرف والاستبداد والفساد والسلطات القمعية، فيدخل السجن عدة مرات، مرة فى زمن مبارك الذى يقف ضده ويشارك الطلبة فى رفضهم أخطاء النظام خاصة الفساد وانتشار الفقر، ومرة آخرى يقف معارضاً فى زمن الإخوان وضد التطرف وقمع الحريات والعنف والفساد، ويتضمن السيناريو قيام ثورتين هما ٢٥يناير و٣٠ يونيه.إن عادل إمام هنا يقف ليقدم مشاهد من تحول ثورة قامت ضد الفساد إلى ثورة تم اختطافها من قبل الإخوان، ويبدو لنا مشهد ميدان التحرير فى ٢٥ يناير لكنه يظهر بدون مجموعات كبيرة، ولأول مرة يتطرق المسلسل بوضوح إلى قمع الإخوان فى الميدان، حيث يستلهم مشاهد حدثت فى الواقع حيث نرى رجلاً مسناً عجوزاً على المعاش دخل الميدان بالصدفة مع ابنه فيساعده فوزى جمعة أو عادل إمام على النهوض من تحت الأقدام لكنه بعد ذلك يتلقفه الإخوان فيتم اقتياده إلى موقع فى ميدان التحرير، حيث يتم تعذيبه بزعم انه رجل تابع للأمن ويتم ضربه وتعذيبه على يد زبانية الإخوان.الذين تبدوا عوراتهم من خلال الايام الأولى للمسلسل، كما يقدم لنا المسلسل البلطجة التى سادت فى الشوارع عقب قيام ثورة ٢٥ يناير والجرائم التى تمت بعد غياب رجال الشرطة على يد البلطجية ومن يدعون الثورية والفوضى التى أحدثت بلبلة لدى الشعب من جراء انتشار الجرائم والعنف .

إن كشف شكل الحياة فى مصر وأسرار ما حدث فى السنوات الخمس الأخيرة هو أمر مطلوب وضرورى من صناع الدراما لتقديم سنوات مهمة شهدتها مصر وتغييرات كبرى غيرت من شكل الحياة والواقع المعاش، على أن يتم تقديمه بشكل درامى متميز، ويمكن أن تقدمه أيضاً عشرات الأعمال الدرامية على أن تكون أمينة وغير موجهة من جهات خارجية أو أموال تنفق لتشويه المجتمع المصرى وإضعاف هويته الراسخة.

إن مسلسل أستاذ ورئيس قسم عمل درامى ينتقد أوضاع نظامين، وهو محاولة لاكتشاف شكل الحياة قبل ثورة ٢٥ يناير ويتطرق إلى مراكز القوى وإلى فساد سياسى صارخ وضياع للشباب المهمش، ومن خلال رفضهم عورات النظام يستخدمون الشعارات اليسارية فى ميدان التحرير.. إن عادل إمام هنا يؤدى دوراً جاداً بأسلوب السهل الممتنع فى قالب اجتماعى كوميدى تتوارى فيه الكوميديا لتتصدر الأحداث السياسية والاجتماعية المشهد، وهو ويذكرنا بأعماله السابقة «الإرهاب والكباب» و «الإرهابى» و«طيور الظلام»، التى تصدى فيها للتطرف ولكشف عيوب التأسلم السياسى وارتكاب الجرائم والخطايا فى حق الشعب تحت ستار الدين.. وللحديث بقية