رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معان جميلة فى خطاب الرئيس تحتاج إلى تنفيذ ومتابعة


على مائدة إفطار رمضانية، جمعت ممثلين عن الأسرة المصرية، تحدث الرئيس السيسى عن مجموعة من القضايا التى تشغل المصريين، وبعضها أو معظمها يترقبه العالم، الأصدقاء فيه والأعداء، وكل له هدفه وغايته.

... مؤكدًا أهمية الاختيار لمصلحة الوطن ودون مجاملات، وأن يكون الاختيار بمنتهى التجرد والوعى، حتى لا تدفع مصر الثمن الباهظ. أقول طبعا تجنبًا لما كان يحدث فى الماضى من فساد وتزوير واختيار على أساس المصلحة الخاصة وإعلائها على مصلحة الوطن، وأكد الرئيس السيسى أنه يعمل لمصلحة البلد، لتكون حلمًا جميلاً لأولادنا وأحفادنا، وكى يعيش المصريون جميعًا فى أمان وسلام.

ومن أهم تلك المعانى الجميلة دعوة الرئيس المصريين إلى الاعتصام بحبل الله تعالى دون التفرق، كما نصت عليه الآية الكريمة «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، مؤكدا فى كلمته المقتضبة، على أهمية نبذ الخلاف ودعاوى الفُرقة والانقسام، لاسيما فى المرحلة الراهنة التى تتطلب التكاتف والاصطفاف الوطنى، وأن يكون جميع المواطنين المصريين على قلب رجل واحد. دعوة المصريين إلى الاصطفاف الوطنى وراء الدولة وخلف الإيجابيات حتى تنتهى السلبيات تمامًا هى دعوة عظيمة. نعم كما قال الرئيس، إن مصر تستطيع بوحدة أبنائها أن تتجاوز الصعاب وتتخطى العقبات كما أكد الرئيس. لم ينسب الرئيس الفضل لنفسه فى أى إيجابية، إذ إن إرادة الله سبحانه وتعالى أرادت حماية مصر من الانجراف إلى مصير مجهول تكرر من حولنا. وشدد السيد الرئيس على أن للمصريين عزيمة لا تفتر وإرادة لا تلين، وأن أى محاولات إرهابية لترويع المصريين الآمنين لن تنال من عزيمتهم، بل ستزيد من إصرارهم على العمل والبناء. كما أكد الرئيس على بعض الإنجازات ومنها، مشروع قناة السويس، وخدمات الكهرباء، وإنتاج الطاقة الكهربائية.

آمل أن تكون إشارة الرئيس إلى أنه لا عودة للوراء ولا لأوضاع ما قبل الخامس والعشرين من يناير 2011، درساً واضحًا لمن يعترض طريق هذا التوجه، ويريد أن يعود من النافذة إلى البرلمان أو قيادة مؤسسات الدولة، بعد أن طرده المصريون فى ثورتهم المجيدة، وبعد أن حلت المحاكم الحزب الوطنى لفساده، ومنعت محكمة الدقهلية ركائزه من الترشح للانتخابات فى 2012.

تركيز الرئيس السيسى على الحريات كان أمرًا مهمًا، فإذا كان الله تعالى قد منح الحرية فى العبادة والايمان للإنسان» فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» فإن هذه التوجه ضرورة ملحة فيما هو دنيوى مثل اختيار القيادة السياسية، وأن النقد البناء فضيلة ومشاركة فى البناء، على عكس النفاق والاتهامات البشعة وسوء الظن بالآخرين.

وفى نظرى أن هذه الكلمة، شملت العديد من المعانى الجميلة، وأهم ما جاء فى هذه الكلمة المقتضبة، الإشارة إلى الإفراج عن أربع مجموعات من الشباب المسجونين على مدار عام مضى. كان من الممكن أن يقف الرئيس عند هذا الحد، ولكن إشارته إلى أن هذا العمل غير كاف، وهذه الإجراءات ليست كافية، دليل على معرفة الواقع والإحساس بالمظلومين، وأن بعض تلك الأخطاء لم يكن من الممكن تفاديها لتأمين الوطن، ولكن حان الوقت لتحقيق العدالة. وأرى أن شعور الرئيس فى رمضان بصفة خاصة، بضرورة العدالة خوفا من الله تعالى وحبا وإرضاءً له، دفعه إلى القول بأنه ستتم مراجعة أوضاع المسجونين من الشباب والإفراج عن الأبرياء منهم، والتأكد من عدم وجود مظلومين بينهم، ولعل رفع الظلم يتضمن تعويض المضرور قبل يوم القيامة.

وما أجمل ما قاله الرئيس من أنه «يتعين الاستمرار فى مراجعة الموقف إحقاقًا للعدالة». العدالة هى أمر الله تعالى « إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ». معان جميلة فى خطاب الرئيس ومن أهمها تحقيق العدالة واحترام الحريات، كما نص عليه الدستور الجديد، والاهتمام بالمناطق الحدودية لأول مرة فى التاريخ. والله الموفق