ارحل غير مأسوف عليك
كان عليك أن تبحث عن وظيفة فى جنوب أفريقيا أيام التفرقة العنصرية وليس فى مصر بلد الحضارات وخصوصاً الحضارة الإسلامية التى أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، ظلمات الجهل وظلمات العنصرية وبعض الأعراف الجاهلية التى كان يعبر عنها الشاعر بعنصرية مثلك فيقول: ونشرب إن وردنا الماء صفواً: ويشرب غيرنا كدراً وطيناً. إذا بلغ الفطام لنا رضيع. : تخر له الجبابر ساجدينا. كان أجدر بك أيها القاضى، أن تسن سنة حسنة فيكون لك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولكنك أسهمت بكلامك الفج المنافى للعدل والمساواة فى سن سنة سيئة، لم تكتمل بفضل الله تعالى.
لقد كان فى الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أغنياء مثل عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف ولكن أعدلهم كان عمر بن الخطاب ولم يكن غنياً. العدل يا سيادة الوزير لا يرتبط بالغنى ولكن بالتربية والتعليم. ويرتبط كذلك بالنفس السوية. أعتقد أن الوزراء يجب أن يخوضوا فى المستقبل ويخضعوا لاختبار فى العدالة وحب الوطن بفقرائه، والسعى لانتشال الفقراء من الفقر، وليس استثناؤهم من النيابة أو القضاء. لو فهم هذا القاضى الدستور الذى يتطلب عمل قوانين تبينه وتفصله، ولا تخالف نصوصه وروحه، لأدرك أن الفلسفة فى وضع الدستور الجديد بعد الثورتين كانت تسعى للمساواة بين المواطنين جميعاً مهما كانت العقائد، والألوان، والمهن والنوع، حتى المعاقين وجدوا أنفسهم فى هذا الدستور، عجيب أن يتجاهل القاضى الدستور وروح الدستور. الحمد لله تعالى أن نجا مصر من هذه العنصرية والطبقية، وندعوه سبحانه وتعالى، أن يطهر نفوسنا جميعاً من آثار الجاهلية وأن يطهر بلادنا كلها من التحديات العديدة من الداخل والخارج، وأن نبدأ مشوار البناء والخروج من التخلف. ذلك فى ضوء العدل والمساواة التامة بين المواطنين، واحترام الكفاءات والتخصص والله الموفق