رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منظومة جديدة للتعليم «5»


لاشك أننا فى حاجة إلى فكر جديد ومنطلقات جديدة وأهداف جديدة للتعليم فى مصر، إننا نمر بمرحلة متغيرات كبرى فى تاريخنا ولابد لها من مواصفات مختلفة، لبناء أفراد قادرين على فهم المتغيرات من حولهم واكتساب معارف جديدة ومواكبة تطورات العصر ومسايرة النظم التعليمية فى الدول المتقدمه، إننى أتساءل لماذا لا نستعين بالتجارب الأخرى فى الدول المتقدمة فنأخذ أفضل ما فيها ونبدأ فى وضع نظام تعليمى جديد؟

إن المناهج فى مصر لا تواكب التطورات، ولابد أيضاً أن يعتمد التعليم على بناء شخصية وطنية قادرة على التفكير والنقد أيا كان النظام الحاكم وتوجهه، كما أنه لأبد أن يعتمد على تنمية المهارات والتفكير وتدعيم ملكات الإبداع أكثر من اعتمادها على التلقين والحفظ والتذكر، ولابد من تغيير أسلوب امتحان نهاية العام الذى يعتمد على الحفظ والتذكر وليس على تقييم مهارة الطالب، إن من سلبيات نظام التعليم فى مدارسنا انه يعتمد على تقييم الطالب بناءاً على اختبار نهاية العام، ولهذا ينسى الطالب ما تلقاه طوال العام بمجرد انتهاء اختبار نهاية العام .

ومن الأسس التى تبنى عليها شخصية الطفل أيضا ممارسة الهوايات والرياضة والفنون التى تبنى الجسم وترتقى بالوجدان، وكل هذه المواد متطلبات أساسية اختفت من كثير من المدارس فى السنوات الأخيرة وهناك مدارس لا تمارس فيها الرياضات ولا توجد بها ملاعب أو أماكن لممارسة الرياضة.

وإذا ما انتقلنا إلى الدول الأوروبية، سنجد أنه فى فرنسا هناك المجلس الأعلى للتعليم الذى يوجه نظام التعليم فيها، ويعتمد التعليم فى فرنسا على إعطاء التلاميذ المعرفة الضرورية لأن كثيراً من التلاميذ لا يتممون تعليمهم فى مراحل أخرى، لهذا فان على المدرسة أن تمدهم بهذه المعلومات، وهناك هدف تربوى إلى جانب الهدف النفعى وهو تنمية للتلميذ ككائن إنسانى، ويتم تعطيل المدارس الابتدائية يومى الأربعاء والسبت بعد الظهر ويوم الأحد لممارسة الأنشطة الرياضية، والفنية، كما توجد ايضا ثقافة تربوية فى النظام التعليمى الفرنسى، وإذا نظرنا إلى نظام إنجلترا نجد أنه يهدف إلى تنمية المهارات العقلية لدى الأطفال، وإعداد الأطفال والشباب لتحمل المسئولية، ومساعدتهم على فهم مجريات الحياة فى العالم من حولهم، وغرس احترام القيم الاجتماعية والأخلاقية فى نفوس الاطفال، والتعليم فى إنجلترا تعليم لامركزى يساعد على المرونة، وتكون للمدرسة السلطة فى اختيار المناهج الدراسية وطرق التدريس الملائمة لها، ولا تعتمد على العشوائية، واهتمت الدولة بالالتزام فى التعليم حتى سن ١٦ لكى تضمن حداً أدنى لتعليم أبناء الشعب، واعتمدت على التخطيط والرعاية والتمويل. وللحديث بقية