رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقف مصر من تركيا تجاه مذابح الأرمن (1894-1922م)

جريدة الدستور

لقد اختلفت الآراء حول أصل الأرمن، بيد أن أدقها يذهب إلى أن صارت تعرف بـ"أرمينية" أصبحت خلال النصف الثاني من القرن السابع الميلادي موطـناً لعـدد من السكان الذين تباينوا في أصولهم العرقية. فينتمون إلى العرق الآرى (الهـندو- أوربي) حسب الدراسات اللغوية والآثارية الحديثة. ويعد الأرمن من أقــل العناصر المختلطة في العالم ويرجع ذلك إلى أن عملية تكوين الشعب الأرمني لم تستغرق فترة طويلة كما أن أرمينية معزولة جغرافيا عن العالم الخارجي بحدود طبيعية، وكذا، فإن اتجاه الأرمن إلى الانعزال في بعض مذاهبهم الدينية، قد دعم هذه المسأل، ناهيك عن تشبثهم بالزواج فيما بينهم في الغالب.
كما أن الثابت تاريخياً أن أرمينية قـد وقعت في أغلب الفترات تحت سيطرة القوة المهيمنة على المنطقة، مما ألزم الأرمن أن يصارعوا باستمرار للحافظ على لغتـهم ودينهم وتقاليدهم وهويتهم وكيانهم القومي،وبالتالي لم تمنحهم هذه الصراعات الفرصة كي يتحدوا ويقيموا دولة مستقلة، وبسبب ظروف أرمــينية الجغرافية والاقتـصادية والسياسية، اضطر الأرمن إلى أن يهـاجروا من آن لآخر وشكلوا مجتمعات متناثرة عبر أنحاء العالم ولذا، أطلق عليهم بحق "أمة في المنفى". وكان من هذه الدول تركيا ومصر وفلسطين.
ويذكر التاريخ أن الأرمن تعرضوا لمذابح إبادة على يد الدولة العثمانية كانت الأولى منها ما بين (1894 – 1896م) وقد نجم عن ذلك هــلاك نحو (100 - 150) ألفاً أما نتيجة مباشرة للقتل؛ أو نتيجة للــجوع والتشريد والبرد والمرض، كما هاجر آلاف الأرمن إلى البلاد العربية، وكانت مدن دمشق والقاهرة و القدس من أهم المدن التي استقروا بها. ولم ينس الأرمـن الموقف النبيل للعرب تجاه اللاجئين أثناء مأساة الأرمن الكبرى.
أما المذبحة الثانية فبدأت ما بين (1915- 1922م)، وبالتحديد يعتبر يوم 24 إبريل 1915م، بداية لهذا المذابح حيث أصدرت الحكومة التركية تعليمات رسمية؛ بجمع كل مـثقفى وفــنانى ومبدعى الأرمن وتهجيرهم جبرياً،أو قتلهم أوالتخلص منهم بإى وسيلة،وشهدت هذه الأحـداث قتل الآلاف من الأطفال والشباب والأمهات،بل وأغتصبت لفتيات الأرمنيات،حتى وصل عدد من قتلوا نحو ما يقرب من مليون ونصف نسمه.
كما صاحب مذابح الأرمن على يد الأتراك حالات لحرق جميع الأديرة و الكنائس والجمعيات الخدمية الاجتماعية،ونهب وسلب كل الممتلكات ،واستمرت أحداث العنف ضدهم حتى أوائل سبتمبر 1922،وخاصة بعد التدخل الروسى لأنقاذهم.
وحتى كتابة هذه السطور لم يعترف الأتراك (تركيا) بمذابح الأرمن التى قاموا بها،بل يجدوا مبرراً، لما قاموا به كنوع من الوقاية فى حالات الحروب ـ نقصد هنا الحرب العالمية الأولى ـ وقد أعترفت دول كثيرة بهذه المذابح والإبادة الجماعية منها فرنسا فى عام 2006م،وتوالت بعض دول الإتحاد الأوربى بتأيد هذه المذابح،والتى كان آخرها فى إبريل 2015م ،بمناسبة مرور مائة عام على مذابح الأرمن.
والسؤال الذى يطر نفسه هنا هل سوف تعلن مصر رسمــياً اعترافها بمذابح الأرمن الأولى والثانية؟ كرد فعل من جانب مصر على تبنى تركيا لدعـم جماعة الأخوان المسلمون فى مصر، بمساعدتهم مالياً ومعنوياُ وإعلامياً،للعمل على فشل ثـورة الشعب المصرى،وهى الثورة ساندها الجـيش المصرى فى 30 يونيو 2013م،ونجحت فى خلع الرئيس الأخـوانى"محــمد مرسى" (30يونيو 2012- 3 يوليو 2013)من حكم البلاد، وتولية الرئيس "عبد الفــتاح السيسى" رئيساً لمصر منذ يونيو 2014م ، أم تتبنى الحكومة المصرية سياسية الصمت!ولــكن بدأت بوادر أمل بمشاركة الكنيسة المصرية أحياء ذكرى مذابح الأرمن